خلال الفترة من 2014 إلى 2018.. قطاع البترول يحقق طفرات إنتاجية رغم التحديات ومصر تقترب من التحول إلى مركز إقليمى للطاقة
قطاع البترول
حقق قطاع البترول المصرى على مدار السنوات الأربع الماضية فى الفترة من 2014 إلى 2018، نجاحات كبيرة ونتائج متميزة فى شتى المجالات والأنشطة البترولية المختلفة مدعومة بعودة الاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادى، بالإضافة إلى الجهود والإجراءات التى اتخذتها الدولة لتهيئة مناخ جاذب للاستثمار، وتنفيذ وزارة البترول استراتيجية عمل طموحة للتغلب على التحديات وتحقيق النمو فى موارد مصر من البترول والغاز وزيادة القيمة المضافة منها. ونجح قطاع البترول فى القيام بخطوات عاجلة لتشغيل عدد من المشروعات البترولية فى المجالات المختلفة ووضعها على طريق الإنتاج والتى كان لها مردود إيجابى فى تأمين وتوفير احتياجات المواطنين وقطاعات الدولة المختلفة من المنتجات البترولية والغاز، أهمها قطاع الكهرباء، حيث كان لقطاع البترول دور كبير وفعال فى الاستقرار الملحوظ الذى تشهده الشبكة القومية للكهرباء حتى أصبح هناك فائض فى إنتاج الكهرباء، بالإضافة إلى نجاح القطاع فى عودة الاستقرار الذى تشهده سوق المنتجات البترولية سواء بنزين أو سولار أو بوتاجاز وإزالة آثار التحديات الكبيرة التى واجهها القطاع فى سنوات سابقة. وفى هذا الملف نستعرض ما حققه قطاع البترول من إنجازات خلال الفترة من 2014 إلى 2018 من حيث حجم الاستثمارات فى البحث والاستكشاف، بالإضافة إلى الطفرات الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز والسعى نحو تحويل مصر إلى مركز إقليمى للطاقة.
البحث والاستكشاف
نفذت وزارة البترول استراتيجية ناجحة لتنشيط حركة الاستثمار فى مصر من أجل تنمية الثروات البترولية، وتحقيق اكتشافات جديدة لتتبوأ مصر مكانتها إقليمياً كدولة جاذبة بقوة للاستثمارات الأجنبية للبحث عن البترول والغاز من خلال طرح المزايدات العالمية، وعقد الاتفاقيات البترولية لتكثيف أنشطة البحث والاستكشاف عن البترول والغاز والعمل على جذب الاستثمارات العالمية لزيادة معدلات الإنتاج والاحتياطى.
ونتج عن ذلك توقيع 51 اتفاقية بترولية جديدة مع الشركات العالمية للبحث عن البترول والغاز خلال الفترة من 2014 إلى 2018 باستثمارات حدها الأدنى نحو 14 مليار دولار، وذلك بعد التوقف عن توقيع الاتفاقيات لفترة استمرت 3 سنوات؛ نتيجة حالة عدم الاستقرار وظروف البلاد، ومن المخطط أيضاً خلال العام الجديد توقيع 6 اتفاقيات بترولية جديدة للبحث فى مناطق خليج السويس والصحراء الغربية والشرقية.
كما طرحت وزارة البترول 7 مزايدات عالمية خلال 2014 - 2018 للبحث عن البترول والغاز فى البحر المتوسط والدلتا والصحراء الغربية والشرقية وخليج السويس وصعيد مصر، ومن المقرر أن يتم الإعلان قريباً عن نتائج أحدث مزايدتين عالميتين تم طرحهما خلال عام 2018 لكل من هيئة البترول والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) للبحث عن البترول والغاز فى 27 منطقة، وسيتم ترسية المناطق على الشركات الفائزة بالمزايدتين، وبموجب ذلك سيتم توقيع ما ستسفر عنه من اتفاقيات مع الشركات العالمية لبدء النشاط البترولى فى المناطق الجديدة.
طفرة إنتاج الغاز الطبيعى
تمكنت وزارة البترول من زيادة إنتاج مصر من الغاز الطبيعى خلال السنوات الأربع الماضية إلى أعلى معدلاته؛ وذلك كإحدى ثمار خطط قطاع البترول فى الإسراع بتنمية الحقول المكتشفة ووضعها على الإنتاج بما ساهم فى زيادة الإنتاج تدريجياً والوصول إلى معدلات غير مسبوقة ليبلغ إجمالى الإنتاج الحالى من الغاز الطبيعى نحو 5.6 مليار قدم مكعب يومياً. ويكشف حجم ما تم إنجازه من مشروعات لتنمية وإنتاج الغاز الطبيعى على مدار السنوات الأربع الماضية سر التطور فى الإنتاج والوصول لهذه المعدلات، فقد تم تنفيذ 24 مشروعاً فى هذا المجال على مدار السنوات الأربع الماضية باستثمارات تصل إلى أكثر من 12 مليارات دولار، وبلغت معدلات إنتاجها من الغاز نحو 8.5 مليار قدم مكعب يومياً و40 ألف برميل متكثفات.
توقيع 51 اتفاقية بترولية جديدة باستثمارات 14 مليار جنيه بعد توقف 3 سنوات وتنمية 19 مشروع غاز حتى 2022 باستثمارات 27٫4 مليار دولار وحجم إنتاج 4٫8 مليار قدم مكعب يومياً
وتستمر الوزارة فى تنفيذ مشروعات جديدة حالياً والإعداد للبدء فى مشروعات أخرى ضمن خطتها لتنمية حقول الغاز حتى يونيو 2022 بواقع 19 مشروعاً تقدر استثماراتها بنحو 4.72 مليار دولار ويبلغ إنتاجها من الغاز 8.4 مليار قدم مكعب يومياً و56 ألف برميل متكثفات. وقد تحقق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى المنتج محلياً بنهاية شهر سبتمبر الماضى بفضل تزايد الإنتاج المحلى من الغاز تدريجياً نتيجة الانتهاء من تنمية ووضع مراحل جديدة من أربعة حقول كبرى فى البحر المتوسط على خريطة الإنتاج وهو ما أدى إلى التوقف عن استيراد الغاز الطبيعى المسال لأول مرة منذ أكثر من 3 سنوات، وبالتالى ترشيد استخدام النقد الأجنبى الموجه للاستيراد وتقليل فاتورة الاستيراد التى تشكل عبئاً على الموازنة العامة للدولة.
وتضم قائمة المشروعات الكبرى لمصر لتنمية وإنتاج الغاز الطبيعى من البحر المتوسط 4 مشروعات تم تنفيذها ووضعها على خريطة الإنتاج خلال عام واحد فى إنجاز غير مسبوق، ويبلغ إجمالى إنتاجها من الغاز عند الانتهاء من تنمية كافة مراحلها نحو 6.5 مليار قدم مكعب وبإجمالى استثمارات 27٫2 مليار دولار، وتتمثل أبرز حقول الغاز التى تم اكتشافها وبدء الإنتاج منها خلال السنوات الأربع الماضية فى:
حقل ظهر
يعد حقل ظهر العملاق أكبر حقول الغاز الطبيعى فى مصر ومنطقة البحر المتوسط، ويعرف بحقل الأرقام القياسية نتيجة الإسراع بتنفيذه والإنتاج المبكر منه فى وقت قياسى منذ اكتشافه مقارنة بحقول مماثلة على مستوى العالم، وقد بدأ باكورة إنتاجه فى منتصف ديسمبر الماضى وتم تنمية مراحل جديدة من الحقل ليتضاعف إنتاج حقل ظهر من الغاز 6 مرات منذ افتتاح الرئيس السيسى باكورة إنتاجه فى يناير الماضى ليصل إلى أكثر من 2 مليار قدم مكعب غاز يومياً، وجارٍ الإسراع باستكمال باقى مراحل المشروع الذى يصل إجمالى استثماراته إلى نحو 12 مليار دولار، وسيصل الحقل إلى ذروة الإنتاج فى نهاية عام 2019 والبالغ أكثر من 3 مليارات قدم مكعب غاز يومياً.
حقل نورس
كما يمثل حقل غاز نورس بدلتا النيل ملحمة جديدة من نوعها حيث أعيد اكتشافه فى عام 2015 وعودة الحقل للحياة بعد توقفه عن الإنتاج ومن ثم الوصول بمعدلات إنتاجه إلى نحو 1.2 مليار قدم مكعب غاز يومياً، ليحقق أعلى إنتاجية من الغاز الطبيعى فى تاريخ منطقة دلتا النيل والتى تنتج منذ خمسة عقود مع وجود إمكانية لزيادة الإنتاج فى ظل توافر التسهيلات الإنتاجية القادرة على استيعاب هذه الزيادة.
حقل آتول
يقع حقل آتول للغاز بمنطقة شمال دمياط بالمياه العميقة بالبحر المتوسط الذى تم تشغيله فى نهاية عام 2017 بمعدل إنتاج 350 مليون قدم مكعب غاز و9 آلاف برميل متكثفات يومياً من 3 آبار، وجارٍ العمل على زيادة إنتاج الغاز من حقل آتول من خلال تنمية البئر الرابعة لزيادة الإنتاج إلى 400 مليون قدم مكعب يومياً فى أكتوبر 2019.
ومن المخطط أن يرتفع إجمالى إنتاج مصر من الغاز إلى نحو 7.5 مليار قدم مكعب غاز يومياً قبل نهاية العام المالى 2019/2020 مع استمرار ضخ إنتاج جديد للغاز من مراحل جديدة بالمشروعات الكبرى لإنتاج الغاز بالبحر المتوسط. ويحمل العام المالى المقبل 2019/2020 بشائر خير إذ من المخطط تشغيل وتنمية 11 مشروعاً جديداً لإنتاج الغاز والبترول خلال العام المالى 2019/2020 فى مناطق المياه العميقة بالبحر المتوسط والدلتا وخليج السويس والصحراء الغربية والتى من المقدر أن تضيف إنتاجاً قدره نحو 2.5 مليار قدم مكعب غاز وأكثر من 32 ألف برميل من الزيت الخام والمتكثفات.
حقول شمال الإسكندرية وغرب الدلتا
نجحت وزارة البترول فى الإنتاج المبكر للغاز من حقول شمال الإسكندرية وغرب دلتا النيل وذلك قبل موعدها المخطط بثمانية أشهر كاملة، حيث بدأ الإنتاج المبكر من حقلى تورس وليبرا فى مارس 2017 نتيجة برامج عمل ناجحة فى المشروع بين وزارة البترول والشركاء الأجانب، ومن المخطط بدء إنتاج الغاز من المرحلتين الثانية والثالثة من المشروع حيث تشمل المرحلة الثانية حقلى جيزة وفيوم والتى قاربت على بدء الإنتاج بإجمالى معدلات إنتاج تصل إلى 700 مليون قدم مكعب غاز يومياً. وتهدف تنمية حقل ريفين إلى إنتاج 900 مليون قدم مكعب غاز/يوم ونحو 22 ألف برميل متكثفات/ يوم، ومن المخطط بدء الإنتاج من حقل ريفين فى نهاية الربع الثالث من 2019.