مديرو المدارس: المشرفات والسائقون سفراء لمدارسنا.. ودقة اختيارهم أولويتنا القصوى
طلاب المدارس
أكد عدد من مديرى المدارس الخاصة واللغات أن اختيارهم للمشرفات والسائقين يتم بناءً على معايير محددة تضعها إدارة المدرسة لاختيار الأكثر كفاءة للعمل بها، إذ يتطلب قبولهم أن يكونوا حاصلين على مؤهل عال وذوى خبرة حتى يتمكنوا من التعامل مع الطلبة، مشيرين إلى أنهم يجرون اجتماعات دورية لهن لمناقشة المشكلات التى تصل إليهم من بعض أولياء الأمور لإيجاد حلول لها، ومع تكرار الشكوى يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة معهم، كما يتم فحص السائق بصفة مستمرة لضمان سلامة الطلبة.
رأفت روفائيل، المسئول عن السائقين والمُشرفات بإحدى المدارس الخاصة بمنطقة الظاهر بالقاهرة، يقول إن «المدرسة مُتعاقدة مع شركات ومكاتب رحلات موثوق بهم يأتون من خلالها بالسيارات والسائقين، ويعمل معهم أكثر من 20 أوتوبيساً»، مضيفاً: «باخد رخص العربية والسواقين، وتبقى فى نسخة عندى منها، وفى سواقين بقالهم أكتر من 10 سنين شغالين معانا وقليل أوى اللى بيتغير، وعندى منهم شهادات عُليا زى بكالوريوس تجارة وهندسة»، مؤكداً «أنه يعقد معهم اجتماعات دورية، ويحفزهم ويُعلمهم بأن أمان الطفل فى المقام الأول، وأهم من مجيئه للمدرسة».
«رأفت»: «عندى 20 سواق فى المدرسة وقبل التعاقد معاهم باخد صور من رخصهم ورخصة الأوتوبيس كنوع من الضمان»
وعن المشرفات اللاتى يعملن تحت إشرافه، يوضح «رأفت» أن «هناك نوعين من المشرفات بالمدرسة، الأول من داخلها ويعملن فى الأساس بها، أما الثانى يتم التعاقد معهن من خارجها: «فيه مدرسين عندى شغالين مشرفين، وطبعاً موثوق فيهم جداً، وفيه مشرفات من بره عن طريق التعاقد، بنجيبهم ونقعد معاهم ومش بنجيبهم شباب صغير بس فى نفس الوقت لازم يكون صحتهم كويسة، عشان يقدروا ينزلوا ويطلعوا مع الطلبة»، مشيراً إلى أنه يتراوح السن ما بين 30 إلى أقل من 50 عاماً، وأنه يوجد من ضمنهم من تعمل معه منذ 17 عاماً.
ويعقد «رأفت»، جلسة شهرية مع المُشرفين، لبحث الأزمات أو المشاكل التى يُواجهها المشرفات وأولياء الأمور على حد سواء، وفقاً لكلامه: «لو فى أى مشكلة على طول بيكلمونى وأعرف المشكلة ونحلها مع بعض، وأغلب المشاكل بتبقى فى مواعيد الطلبة وأولياء الأمور اللى مش ملتزمة، وبأكد عليهم بردو أن أهم حاجة هى أمان الطلبة»، متذكراً أحد المواقف التى مر بها خلال العام الدراسى الحالى، قائلاً: «حصل قبل كدة فى خط من الخطوط إن البنت جت تنزل مع المشرفة مامتها مكنتش موجودة، فى الوقت ده بناخد البت معانا الدورة كلها، وبنتصل بالأم أكتر من مرة لحد ما ترد، لأنه ممكن يكون حصل أى ظرف لها، وده حصل السنة دى مرة واحدة بس»، مؤكداً أنه «لديهم تعليمات بأنه إذا لم يستطيعوا الوصول إلى الأم يعودوا بالطالبة إلى المدرسة مرة أخرى، وهذا لم يحدث من قبل».
«أحمد»: «فى حالة وجود شكوى لأولياء أمور من مشرفة أو سائق.. يوقع عليهم جزاء ومع تكرارها يفسخ العقد»
يعطى «رأفت» أرقامه للجميع، سواء أولياء الأمور أو سائقين أو مشرفات، تحسباً لحدوث أى أزمات، مشيراً إلى أن أغلب الشكاوى التى تصل له من أولياء الأمور تتمثل فى تأخر الأوتوبيس على الطلبة أو تركه لهم، على حد قوله: «فى الحالة دى بحقق فى الواقعة وبسأل السواق والمشرفة على اللى حصل، وفى أوقات قليلة ممكن أسأل الطلبة الكبار عن اللى حصل بس بأسلوب ما يحسسهومش أنهم بيتحقق معاهم يعنى»، مشيراً إلى أن «رواتب المشرفات بالمدارس الخاصة الخدمية يتراوح من 600 جنيه، ويتعدى الألف بقليل، أما فى المدارس اللغات الاستثمارى من الممكن أن يصل إلى 2000 جنيه وأكثر، ولكن هؤلاء يعملون أثناء اليوم الدراسى داخل المدرسة، وأن تعاقد المدارس مع الأوتوبيس بالسائق يتراوح ما بين 350 إلى 700 جنيه فى اليوم الواحد».
ويقول مدير إحدى المدارس الابتدائية الخاصة بمنطقة روض الفرج، رفض ذكر اسمه، أن «المدرسة متعاقدة مع شركة خاصة توفر لها 8 أوتوبيسات بالسائقين، كما أنها تتابعهم دورياً وتجرى الصيانة من وقت لآخر»، مضيفاً: «المدرسة مش هى اللى بتختار السواقين، الشركة اللى بتختارهم وبيكونوا على مسئوليتها»، مشيراً إلى أنه «يتابع مع أولياء الأمور طريقة تعامل سائق الأوتوبيس والمشرفة مع أولادهم، وفى حالة وجود أى شكوى منهم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة»، موضحاً أنه «هناك اجتماع أسبوعى لأولياء الأمور بناقش فيه أوضاع المدرسة مع أولادهم»، لافتاً إلى وجود عدد منهم غير مشتركين بأوتوبيس المدرسة، ويصطحبوا أولادهم بأنفسهم إلى داخلها، حرصاً منهم على سلامتهم، منوهاً بأن «اشتراك الأوتوبيس ليس إجبارياً، وفيه ناس بتفضل توصل أولادها للمدرسة، أو بيكون البيت قريب».
شروط ترشيحهم لـ«الوظيفة» لا تقل أهمية عن ضوابط ضم «المعلمين».. وكشف طبى دورى
وأوضح مدير المدرسة، أنهم يجرون كشفاً دورياً للمشرفات والسائقين، تجنباً لانتقال الأمراض إلى الطلاب الذين يتعاملون معهم عن قرب، كما ترفض الإدارة قبول سائقين يرتدون «نظارة طبية»، خوفاً على سلامة الطلاب، وفقاً لكلامه، موضحاً: «أول شرط لقبول السائقين بالمدرسة هو قوة النظر، لأنه لازم يكون مركز وشايف الطريق كويس، لأنه بيكون معاه فى الأوتوبيس نحو 50 طالباً، أما المشرفات كلهم تقريباً فى سن واحدة، مفيش واحدة فيهم أكبر من 40 سنة، عشان تقدر تتحرك بسهولة». وأكد عدم وجود أى شكوى من جانب أولياء الأمور بخصوص سائق الأوتوبيس أو المشرفة، وأنه لم يحدث مشكلة لأى طالب بالمدرسة داخل الأوتوبيس المدرسى منذ توليه منصب المدير بالمدرسة من 5 سنوات، وذلك على حد قوله: «العملية ماشية معانا كويس، ومفيش أى مشاكل حصلت فى المدرسة بخصوص الأوتوبيس».
ولم يختلف الأمر كثيراً، بالنسبة لـ«أحمد.ع»، مدير إحدى المدارس الخاصة للغات بمنطقة 6 أكتوبر، الذى أكد خلال حديثه لـ«الوطن»، أن «اختيار المشرفات وسائقى الأوتوبيس للعمل بالمدرسة لا يقل أهمية عن اختيار المعلمين والمعلمات، إذ يوضع شروط عديدة لكل منهما حتى يتم اختيار الأكثر كفاءة للتعامل مع الطلبة»، وفقاً لكلامه، موضحاً أن «المشرفة يتم اختيارها بناءً على سنها والخبرات السابقة لديها، فضلاً عن اختبار تجريه لها الإخصائية النفسية بالمدرسة للتأكد من سلوكياتها ومدى قدرتها للتعامل مع الطلبة، خصوصاً أن المدرسة بها كافة المراحل من «الكى جى» وحتى الثانوية، أما السائق يخضع لكشف طبى شامل قبل تسلمه للعمل للاطمئنان على حالته الصحية، وعدم إصابته بأى مرض مزمن قد يؤثر عليه أثناء قيادة السيارة، كما تشترط المدرسة وجود رخصة قيادة معه.
أساليب متعددة يتبعها «أحمد»، فى حالة وجود شكوى لأولياء أمور من مشرفة أو سائق بالمدرسة، حيث يوقع جزاء عليهم إذا كانت تلك الشكوى للمرة الأولى لكن مع تكرارها يفسخ العقد المُبرم بينهما للحفاظ على راحة الطالب، وولى أمره من ناحية و«سمعة» المدرسة من ناحية أخرى، بحسب كلامه.