عاشق تاريخ يحتفل بزفافه من مصر الفرعونية إلى العصر الحديث
المحامى الشاب محمود الحديدى وزوجته
عشق المحامى الشاب محمود الحديدى للتاريخ المصرى ترجمه على أرض الواقع فى واحدة من أكثر لحظات حياته تميزاً وخصوصية، قرر «محمود» الاحتفال بيوم زفافه بالعودة إلى التاريخ رافعاً شعار «عندما تعشق وطنك يجب أن توثق به أجمل لحظات حياتك».
بدأ اليوم المميز فى الثالثة فجراً، استيقظت العروس لترتدى فستانها وتتجهز لتنتهى فى تمام السادسة صباحاً، حيث كان العريس وأصدقاؤه فى انتظارها: «وصلنا عند المصور الساعة 6 ونص بالظبط وبدأنا الرحلة».
الفكرة التى كان يطمح كل من «محمود» و«نادية» إلى تنفيذها بحفل «كتب الكتاب» لم تفلح: «كنا عاوزين نعمل كتب الكتاب فى القلعة ونحتفل فى قصر البارون، لكن مسألة التصاريح والتجهيزات ما أسعفتناش».
فاستعاضا عن ذلك فى يوم الفرح، كانت البداية فى شارع المعز لدين الله الفاطمى: «الأمن سهّل مهمتنا، ومدير المباحث كان محتفى بينا».
مشهد مختلف للعروسين فى الشارع السياحى فى وقت باكر من اليوم: «طلعنا بعد كده على كوبرى المماليك فى المنيل، ومنه طلعنا على منطقة الفسطاط». جو ممطر ورياح شديدة لم تمنعهما من استكمال مسارهما: «رُحنا منطقة وسط البلد واتصورنا فى ممر كوداك، وقُدام المعبد اليهودى، وفى بعض الأماكن المحببة لينا، بعدها طلعنا على الهرم».
بين آثار الفراعنة والمماليك والفاطميين واصل المصوِّر التقاط الصور، بينما انتهى اليوم بسبب سوء الأحوال الجوية داخل أحد مطاعم الوجبات السريعة: «ده ما كانش صدفة، قررنا نختم اليوم برمز من رموز الحداثة، لأنه ده برضه جزء من تاريخنا، وكنت مُصرّ أقضى يوم فرحى بكوتش على اعتبار إنى شخص من المستقبل رايح الأماكن القديمة».
تجربة مختلفة وسعادة كبيرة لم تكن لمجرد تحقيق حلم «محمود» فحسب: «أنا عملت الصور دى علشان أولادى فى المستقبل يكونوا عارفين التاريخ ورابطين بين ذكرياتهم العائلية وبين تاريخ مصر».