ورشة تتحدى الزمن: مين بيلبس طرابيش؟!
صاحب ورشة تصنيع الطرابيش
مهنة عفا عليها الزمن، لكنه ما زال يتفنن فى تصميماتها ويبدع فى تعلم أسرارها، وورشته فى قرية بلبيس بمحافظة الشرقية، خير شاهد على عشقه للتراث المصرى الأصيل. حاتم صابر، على مدار الـ30 عاماً الماضية، ما زال محتفظاً بمهنته فى صناعة الطرابيش، وله زبونه الخاص: «كان دائماً بيعجبنى شكل الطربوش وعوجته على رأس جدى، فطلعت عاشق المهنة دى رغم اندثارها».
لم يحب «حاتم» يوماً أن يكون «ترزى عادى »لا يتذكره أحد، وزيارته فى بداية حياته لمدينة طنطا ساعدته على إيجاد مجال مختلف: «كنت بحب أروح مولد السيد البدوى واتعلمت الصناعة من هناك فى أكتر من مكان بيصنع عمم وطرابيش»، يستخدم الخوص فى تصنيعها: «نوع معين من الخوص بجهزه فى الورشة وبشتغل فيه».
ألوان مختلفة يبدع من خلالها «حاتم» فى خلق تصميمات مميزة من العمم والطرابيش: «الطربوش لونه أحمر، لكن العمم فى منها أبيض وبيج ورصاصى وأخضر، الجماعة الصوفيين هما أكتر ناس بتقبل على شراء الأخضر». فرق التمثيل الفنية ومشايخ الأزهر هم أكثر الزبائن التى تتردد على الورشة فى الوقت الحالى: «الزبون اللى موجود دلوقتى الناس اللى بتحب تحتفظ بالتراث والديكورات القديمة وبعض الفنانين بيستخدموها فى التمثيل». وتتراوح أسعار الطرابيش أو «العمة الحمراء» كما يطلقون عليه بين 150 و250 جنيهاً حسب الخامة المستخدمة.
ويعد الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، من أبرز زبائنه: «ده شرف كبير ليّا، وفيه ناس كتير بتيجى تطلب نفس عمة الدكتور جمعة».