مؤتمر وارسو.. ضغوط أمريكية وتراجعات أوروبية
ترامب وروحاني
تشهد العاصمة البولندية وارسو، الأربعاء، مؤتمر السلام الدولي الذي يبحث تقليص المخاطر في الشرق الأوسط وملف الإرهاب في المنطقة، والذي تسعى من خلاله الولايات المتحدة إلى حشد العالم حول رؤيتها للشرق الأوسط خلال المؤتمر الذي حقق مشاركة كبيرة، بالإضافة إلى وضع أسس تكوين تحالف، لوقف أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، ومحاربة الإرهاب، وبحث ملفات المنطقة
وينعقد ذلك المؤتمر على مدى يومين، بدعوة من أمريكا، وحضور حوالي 60 دولة، ويضم مجموعات وورش عمل متنقلة في عدة دول للنظر في قضايا المساعدات الإنسانية واللاجئين والأسلحة الباليستية ومكافحة الإرهاب والجريمة الإلكترونية.
وقبيل انطلاق المؤتمر، أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البولندي، أن آمال الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة لمؤتمر السلام الذي تستضيفه بولندا الأربعاء والخميس، عن الشرق الأوسط ستركز على الأمان والإزدهار.
وشدد بومبيو على التزام بلاده لخدمة أمن أوروبا، مشيرا إلى مساع أميركية للانخراط أكثر في شرق ووسط أوروبا لمواجهة روسيا والصين، قائلا: "آمل أن تجسد هذه الزيارة الانخراط الأمريكي في وسط أوروبا وشرقها، مشيرا إلى أن هناك فراغا ولا نريد من الصين أو روسيا أن تستغل ذلك الفراغ لأن ذلك لا يخدم أمن أوروبا.
وأضاف أن: "أحد أهداف زيارتي هذه، هو تأكيد التزام الولايات المتحدة إزاء أمن دول أوروبا الشرقية، والاتحاد الأوروبي وحلف الشمال الأطلسي"، موضحا أن المشروع لا يخدم مصلحة أمن أوروبا، بل يجلب الأموال لروسيا بطريقة تقوض الأمن القومي الأوروبي.
فيما أكد عدد من الخبراء وأصحاب الدعوة عدم رفع سقف التوقعات فيما يخص التصعيد مع إيران لكنهم يصرون على مراقبة اللهجة، التي سيعتمدها البيان الختامي، والتي سترسم الخط البياني لهذا التصعيد في المرحلة القادمة، وفقا لموقع "سكاي نيوز".
من ناحية أخرى، أعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن إطلاق تجمع للجاليات الإيرانية في أوروبا بالعاصمة البولندية وارسو، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر وراسو حول الشرق الأوسط، من أجل إلقاء الضوء على انتهاكات النظام الإيراني والأعمال الإرهابية التي يرعاها في أوروبا.
وقال المجلس، في بيان، إن التجمع الكبير الذي سيعقد في ستاد نوردواي بالعاصمة، سيحظى بمشاركة فعالة من شخصيات دولية كبيرة، من بينهم عمدة نيويورك السابق والمستشار القانوني الحالي للرئيس الأميركي رودي جولياني، وعدد من أعضاء البرلمان البولندي ومجلس الشيوخ.
من جانبه، أكد الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن ذلك المؤتمر لن يسفر عن تطورات ضخمة، حيث إنه بمثابة حرب نفسية وضغوط أمريكية على إيران، مشددا على أن واشنطن لن تدخل في حرب فعلية معها.
وأضاف إدريس، لـ"الوطن"، أن المؤشرات الحالية للمؤتمر تظهر ذلك نظرا للاعتراضات الأوروبية عليه، وعدم مشاركة قطاع كبير من وزراء الخارجية، حيث يريد بعضهم استمرار التعامل الاقتصادي مع طهران واحترام اتفاقهم النووي مع إيران، بينما تتخذ روسيا والصين موقفا مضادا، لذلك لم يشارك في المؤتمر سوى الدول الداعمة للولايات المتحدة.
وتابع أن أمريكا تريد الضغط على إيران فقط دوليا، من خلال ذلك المؤتمر السياسي، لإرضاء إسرائيل، موضحا أن واشنطن لن تخوض حربا ضد طهران لعدم جاهزيتها وتمركز صناعاتها بدول أخرى.
ولفت إدريس إلى أن مؤتمر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المنعقد بالتزامن مع مؤتمر وارسو، غير مجد ولن يسفر عن جديد.