كان نصيب جمال عبد الناصر من متاع الدنيا قليل، أم كلثوم تطربه، وأفلام "الكاوبوي" تسعده، والتنس والتصوير أقصى ترف بالنسبة له، ولا حياة اجتماعية إلا مناسبات العزاء والعرس الذي يخص الضباط الأحرار.
وعندما جمعته الظروف بصديقه القديم عبد الحيمد كاظم الذي ورث عن أبيه ورشة سجاد يدوي صغيرة، ويرعى شقيقته السمراء الوديعة "تحية"، فكر "عبد الناصر" أن يتزوجها، فهى مناسبة له تصلح لرجل من أصل صعيدي مثله، البيت طيب والمستوى الإجتماعي متقارب.
تقدم لها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أنذاك مع بداية تأسيسه تنظيم الضباط الأحرار، ودخل امتحان مدرسة أركان الحرب، وكان يريد أن يطمئن على حياته الخاصة ليتفرغ للعامة، وكان شقيق "تحية" يتوقع أنها لاترغب في الزواج من ضابط لكنه عندما سألها وافقت فتقدم لخطبتها، وبعد شهرين تم الزفاف وكان ذلك في الـ29 من يونيو 1944، حسبما ذكر الكاتب عادل حمودة في كتابه "حكومات غرف النوم".
كانت الهدية الأولى التي قدمها لها جمال عبد الناصر جهاز "فوتو غراف"، "كاميرا" نظراً لأنه كان يهوى التصوير، ومجموعة اسطوانات عليها موسيقى وطرب كان بعضها لسيد درويش، كما أن "دبلة" الزواج كانت تحمل تاريخ أول مرة رأها فيه لا تاريخ عقد القران كما هو في العرف، وهذا دليل على رومانسيته.
ولم تنتشر صور الزفاف إلا بعد رحيلة، وإن كانت قد نشرت في الصحف الأجنبية وهو على قيد الحياة، واصطحب "عبد الناصر" زوجته في أول رحلة خارج البلاد إلى يوغسلافيا وكانت عام 1960، وكان لها مكانة خاصة في حياته فهى بالنسبة له العيش والملح والعشرة الطيبة والأولاد، فكانت تحية كاظم هي زوجته الوحيدة والأولى والأخيرة، فلم تكن له زوجة ثانية مثل أبيه أو زملائه.
تعليقات الفيسبوك