من «أبوقرص» إلى «التحكم عن بعد».. التطور الطبيعى للعدادات الكهربائية
فريق عمل شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء مع العدادات الجديدة
مرت شركات توزيع الكهرباء بمراحل متعددة لتطوير العدادات الكهربائية التى تم استخدامها على اختلاف أنواعها بدءاً من العداد الكهربائى أحادى الطور، الذى كان يستعمل فى المنازل أوالعداد ثلاثى الطور، الذى كان يستعمل فى المنشآت الصناعية.
وقالت المهندسة هبة محمود سليم، مدير إدارة المعامل بشركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، إن العداد جهاز يستخدم لتسجيل الطاقة المستهلكة للمشتركين ومحاسبتهم عليها، لافتة إلى أن العدادات تنقسم إلى أنواع مختلفة حسب التطور التكنولوجى منها «الميكانيكى» وكانت مواصفات القاعدة والغطاء فيه غير قابل للاشتعال ولا يتأثر بالرطوبة ولا يسمح بدخول الأتربة وذو متانة عالية، إضافة إلى سهولة فكه وتركيبه، وأشارت إلى أن واجهة العداد كانت مزودة بغطاء شفاف تسمح بالرؤية الواضحة للمسجل والقرص، أما البطاقة فكان يتم كتابة البيانات الخاصة بالعداد بطريقة واضحة وتسهل قراءتها، وتحتوى على «اسم الصانع - شركة التوزيع التابع لها العداد - رقم العداد - الطراز - نوع العداد» أحادى الوجه - «ثلاثى» - قيمة التيار - قيمة الجهد - التردد - عدد لفات القرص لكل كيلو وات ساعة - نسبة التحويل لمحولات التيار - نسبة التحويل لمحولات الجهد - دقة العداد»، وأكدت «سليم» أن فكرة عمل العداد كانت تعتمد على وجود ملف تيار وجهد ونتيجة مرور تيار كهربائى يتولد مجال مغناطيسى يؤثر على القرص فيحدث عزم دوران يتناسب والطاقة المستهلكة، لافتة إلى أن أنواع العدادات الميكانيكية كانت متعددة تبعاً لقدرات العداد، ونظراً لوجود مشاكل كثيرة بالعدادات الميكانيكية ودقة القياس اتجهت الشركات المصنعة لإنتاج العدادات الإلكترونية لتفادى مشاكل العدادات الميكانيكية، ونوهت «سليم» بأن مشاكل العدادات الميكانيكية تنحصر فى خطأ الاحتكاك وخطأ الزحف والحساسية والسرعة وضرورة تركيب العداد بشكل رأسى بالموقع، إضافة إلى أخطاء التوصيل، كما أن العداد الميكانيكى يقوم بتسجيل الاستهلاك فقط وباقى العمليات الحسابية يتم حسابها يدوياً، كأقصى حمل والطاقة غير الفعالة والاستهلاك الكلى فى حالة محولات التيار والجهد ولا يتم معرفة التيار المار بملفات الأمبير أو الجهد.
«الميكانيكى».. مشاكل بالجملة ولا يحقق دقة القياس وتتراجع الكفاءة مع مرور الزمن.. و«المسبق الدفع».. دقة عالية فى حساب الطاقة المستهلكة ويلغى التأخيرات فى السداد
وأكدت المهندسة نهى محمد أبوالوفا، مدير عام أنظمة العدادات الحديثة بشركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، أنه نظراً للعيوب الموجودة بالعداد الميكانيكى، التى تؤثر على إجماليات حسابات الطاقة لمنطقة معينة، والتى من شأنها زيادة معدل الفقد الذى تعانى منه شركات التوزيع نتيجة استخدام العدادات الميكانيكية، فكان الحل الأمثل لمعظم المشاكل هو الاتجاه لاستخدام العداد الإلكترونى بأن يقوم العداد بتسجيل قراءات الطاقة وعرضها على الشاشة الخاصة بالعداد باستمرار من خلال الضغط على زر إضاءة الشاشة، وأشارت «أبوالوفا» إلى أن شركات الكهرباء بدأت فى استخدام عداد الكارت المدفوع مقدماً (العداد المسبق الدفع) وهو من الطرق المستحدثة لمحاسبة المشتركين على استهلاكات الطاقة لديهم بديلاً عن عداد الكهرباء الميكانيكى والإلكترونى الذى لا يحتوى على هذه الميزة، وهذا النظام الجديد بدأ التعامل به فى كثير من شركات التوزيع وأثبت جدواه لدى طبقات معينة من المستهلكين، لا سيما الأماكن التى يكون الاستهلاك بها موسمياً لفترات محدودة خلال العام، والتى يعتبر من الصعب التحصيل منها خلال فترات وجودها القصيرة بالمكان، ولذا كان من المطلوب التوسع فى هذه النوعية من عدادات الكهرباء لمواكبة التطورات الحالية، وأكدت «أبوالوفا» أنه من مميزات استعمال نظام الكارت المدفوع مقدماً الدقة العالية فى حساب الطاقة المستهلكة، نظراً لأنها عدادات كهرباء إلكترونى والتحصيل المقدم لقيم الطاقة المستهلكة، ما يلغى التأخيرات فى السداد ويضمن حقوق شركات التوزيع مسبقاً، وعودة الثقة المتبادلة بين المواطنين وشركات التوزيع، نتيجة انعدام الشكوى من دقة أداء الكشافين والمحصلين وفصل التيار عن المشتركين فى حالة زيادة الأحمال والحد من المشاكل بين المالك والمستأجر، وقدرة عداد الكهرباء على التغلب على معظم أشكال العبث والتلاعب، نظراً لوجود إمكانية الفصل الأوتوماتيك عند محاولة التلاعب أو فتح غطاء روزتة عداد الكهرباء، وحساب الطاقة بنظام الشرائح ويظهر على شاشته القيمة المالية للشحن بالجنيه ومقابلها بالكيلو وات، وكذلك بالفترة الزمنية المتوقعة للاستهلاك، ما يزيد من دواعى الأمان والثقة لدى المشترك تجاه حسابات الطاقة لدى عداد الكهرباء، ولا يفصل فى أيام الجمع والإجازات الرسمية، وتتم البرمجة من خلال النظام ويعطى سماحية للاستهلاك المدين فى الوقت الصديق ويتم تحديده طبقاً لمتطلبات كل شركة، وأشارت إلى أن العدادات المسبقة الدفع لا يمكن متابعتها أو التحكم بها عن بعد، وتوجد صعوبة فى تتبع حالات الفقد من خلالها لذا نشأت فكرة التحول للعدادات الذكية، وقالت «أبوالوفا» إن العداد الذكى وهو أحدث نظام يستخدم حالياً فى شركات الكهرباء وفى مراحل التجريب يقوم بحساب الاستهلاك وإرساله عبر كابلات الكهرباء بتكنولوجيا PLC، وفوائده للمشترك تتم المحاسبة بنفس أسعار الكهرباء وشرائح الاستهلاك المُتعامل بها حالياً دون أى زيادة فى أسعار الكهرباء، وتحديد الاستهلاك الفعلى بدون زيادة أو نُقصان والتغلب على الأسباب الجذرية للقراءات الشاذة، وانتظام عملية قراءة العدادات، حيث تقوم العدادات بإرسال الاستهلاك بانتظام لمركز المعلومات والتحكم فى الاستهلاك وتقليل قيمة فاتورة الكهرباء، عن طريق متابعة المشترك لاستهلاكه أولاً بأول والاستغناء من زيارات القراء والمحصلين، وتزود العدادات بخاصية الحصول على كافة معلومات الاستهلاك الفعلى، ويتميز العداد بكفاءة عالية تُطِيل من عمر الأجهزة الكهربائية وتحافظ عليها، نظراً لأن العداد مزود بمفتاح فصل وتوصيل يقوم بفصل التيار إذا زاد عن القيمة المقننة له، وإمكانية الشحن عن بُعد وتعامل مُميكن دقيق لتجنب أخطاء العنصر البشرى، وتسهيل وتيسير طرق السداد على المشتركين، حيث إن المشترك يمكنه الشحن عن طريق وسائل الدفع الإلكترونى أو من خلال تطبيق بالهاتف المحمول، وأشارت إلى أن فائدة تركيب العدادات لشركة توزيع الكهرباء أنها تساهم فى ترشيد الطاقة ورفع معدلات كفاءة الطاقة والمشاركة فى إدارة الطلب على الطاقة وتحليل وتحديد أسرع أداء للشبكة وسهولة تنفيذ واستخدام التعريفة المُحددة بالوقت، عن طريق إرسالها من النظام لجميع العدادات دون الحاجة للمرور على جميع العدادات لإعادة برمجة التعريفة أو احتساب فروق أسعار نتيجة تغيير التعريفة وضبط ومعرفة أماكن السرقات.