طارق لطفى: الصعايدة نظموا رحلات إلى القاهرة لمشاهدة «122».. و«صعيدى فى الجامعة الأمريكية» الأعلى إيراداً فى تاريخ السينما
طارق لطفى
قال الفنان طارق لطفى إنه يُصنف فيلمه الجديد «122» من نوعية أفلام الرعب التشويقية، مؤكداً أن تفاعل الجمهور مع الفيلم يعكس رغبته فى مشاهدة كل ما هو جديد. وكشف لطفى، فى حواره مع «الوطن»، تفاصيل نهاية أخرى للفيلم قبل الاستقرار على النهاية التى تم عرضها، وأوضح رأيه فى تصنيف فيلمه «+18» من قبل الرقابة، وسبب ابتعاده عن الدراما التليفزيونية فى رمضان المقبل.
كيف تابعت ردود فعل الجمهور إزاء فيلمك الجديد «122»؟
- لمست تفاعلاً كبيراً للجمهور مع الفيلم، وأعتبرها بمثابة كرم كبير من الله، ورسالة من المشاهدين مفادها: «اعمل لنا حاجة جديدة بعيداً عن اللعب فى المضمون، الذى يتمثل فى تيمتى الكوميديا والأكشن، وقدمها لنا بجودة جيدة ونحن سندعمك ونساندك».
ألم تتخوف من خوض هذه التجربة بما أن نتائجها كانت غير مضمونة؟
- حالة التخوف حاضرة فى كل الأوقات، حتى وإن كنت تلعب فى المضمون، لأنه قد لا يلقى قبولاً من الناس، ولكن بالخبرة فنجاح المغامرات المحسوبة أهم وأكبر، وذلك على عكس اللعب فى المضمون، الذى يُحقق لصاحبه نجاحاً متواضعاً.
رفضنا إبقاء «نبيل» حياً «عشان الجمهور يشم نفسه».. وخطوة عرض الفيلم فى باكستان وفرنسا لصالح الريادة السينمائية المصرية
أتُصنف فيلمك من نوعية أفلام الرعب أم الإثارة والتشويق؟
- «122» فيلم رعب تشويقى.
ولكن أحداث الفيلم خلت من مشاهد الرعب المُتعارف عليها؟
- أتريد ظهور «دراكولا» فى الفيلم كى يعتبر معياراً لتيمة الرعب؟
أقصد أن طبيعة أفلام الرعب ومشاهدها المُفزعة لم نرها فى «122»؟
- دعنا لا نجعل عملية التقييم أحادية، ونحصر الرعب فى نوعية واحدة نقيس الأفلام عليها، فالشعور بالخضة أو الشهقة رعب، وصراخ الناس فى السينمات رعب، ونجاح الفيلم فى إيصال كل شحنات الضيق والنرفزة والغضب إلى المتلقى يعكس جودته، ولذلك صنفته على أنه فيلم رعب تشويقى.
«نبيل» طبيب أم مريض فى رأيك؟
- هو مريض وليس طبيباً بالتأكيد، لعدم وجود دكتور بهذا الشكل، أو بالأحرى لا يوجد بنى آدم مثله، فهو حالة مرضية تتسم بالعنف الشديد، ولا يتحدث سوى بلغة المال، واتضحت أسباب تلك الحالة من مشهد تعاطيه المخدرات، وطريقة مكالمته لزوجته داخل سيارته، فهذا المشهد يعكس تاريخ الشخصية، وأعتبره مشهداً عبقرياً فى الفيلم.
تقليد الناس لأحد الممثلين أوصلهم للقتل.. ومقولة «الفن مرآة للواقع» أصبحت ذريعة لإبراز أحداث شاذة
ألا ترى أن اختزال تاريخ الشخصية فى مشهد واحد كان غير كاف؟
- كنت سأوافقك الرأى إذا كان الفيلم عن مأساة الدكتور «نبيل»، وأسباب وصوله إلى تلك الحالة المرضية، ولكن السؤال: «إحنا بنعمل فيلم عن إيه؟»، فالإجابة تحدد مدى التوسع من عدمه فى طبيعة أحداث معينة، وبما أن أحداث الفيلم تدور عن ليلة مُرعبة تتسم بالتشويق والإثارة، فنحن قدمنا مشهداً يعكس تاريخ الشخصية لتوضيح سبب سلوكياته العنيفة، علماً بأن نوعية أفلام الرعب والتشويق تشهد اتفاقاً ضمنياً بين صناعها والجمهور، يقتضى بأننا قد نقوم بأشياء لا توافق عليها من حيث المنطق، ولكنها سُتثير سعادتك بما أنك قررت مشاهدة فيلم رعب، إلا أن فيلم «122» بدت كل أحداثه وتفاصيله منطقية.
علمنا من مصادرنا أن الفيلم شهد وجود نهايتين قبل الاستقرار على النهاية المُعروضة حالياً؟
- نعم، كان هناك مُقترح بعدم إنهاء الفيلم كما يتم عرضه حالياً، لأن هذه النوعية من الأفلام لا تُنهى هكذا بشكل أو بآخر، حيث تظل تثير ضيقك وأعصابك من حيث نهاية البطل تحديداً، وعلى أثر ذلك كانت هناك نهاية أخرى ترتكز على وجود مرور زمنى، وجلوس شخص أمام شاشة كمبيوتر يرصد صور أحمد داود وأمينة خليل وابنهما عبر «فيس بوك»، لتدور الكاميرا فنرى الدكتور «نبيل» حياً وكأن لسان حاله: «أنا مش هسيبهم».
معنى كلامك أن النهاية الثانية كانت سُتمهد لجزء ثان من الفيلم؟
- المسألة ليست كذلك، ولكن طبيعة هذه الأفلام تعتمد على عدم إراحة المشاهد، بحيث تجعله مشدوداً ومتضايقاً مما يراه من أحداث ونهايات درامية، ولكننا وجدنا الجرعة كبيرة جداً فى الفيلم، والجمهور المصرى «بيبقى عاوز يشم نفسه»، ولذلك يحدث حالة من التصفيق فى مشهد النهاية، وعلى أثر تلك الحالة استقررنا على ما يتم عرضه حالياً.
من المستفيد الأكبر من خطوة عرض الفيلم فى باكستان وفرنسا؟
«122» أول فيلم مصرى مترجم باللغة الأوردية هذه الخطوة تصب فى صالح صناعة السينما بشكل عام، لأن الأحلام لن تكن قاصرة على المحلية فقط، وبدلاً من إنفاق 10 قروش على الفيلم، سُينفق 20 قرشاً استناداً إلى وجود إيرادات خارجية، كما أنها خطوة مهمة جداً لصالح الريادة، لأن ريادتنا توقفت عند هوليوود الشرق، رغم نجاح الهنود والأمريكان فى توصيل الفيلم الهندى والأمريكى لكل مكان فى العالم، وانطلاقاً من هذه الإيجابيات، أرى ما حققناه خطوة حتى وإن كانت صغيرة، ولكن أن يسمع شعب باكستان عن وجود فيلم مصرى جيد فيستمتعون بمشاهدته، وينتظرون عرض أفلام مصرية أخرى فى بلدهم، فحينها ستكون الخطوة التالية أسهل بكثير.
تراجعت خطوتين لمتابعة «المرحلة الانتقالية» للدراما التليفزيونية وأطالب بتخفيض مكاسب المنتجين لصالح المنتج الفنى
ما رأيك فى مقولة «الفيلم الأعلى إيراداً فى تاريخ السينما المصرية»؟ وهل تطمح فى تخطى «122» لإيرادات فيلم «البدلة» لتامر حسنى؟
- فيلم «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» هو الأعلى إيراداً فى تاريخ السينما المصرية من وجهة نظرى، لأن قياس حجم الإيراد ليس بالمال وإنما بعدد التذاكر المُباعة، وأذكر أن قيمة التذكرة آنذاك كانت تتراوح بين 5 و15 جنيهاً، وحقق الفيلم حينها 30 مليون جنيه، وذلك على عكس سعر التذكرة حالياً التى وصلت إلى 150 جنيهاً، ومع ذلك حققت أفلام إيرادات وصلت إلى 60 مليون جنيه، أما عن الشق الثانى من سؤالك، فـ«البدلة» حالة لم تحدث لتامر فى أفلامه السابقة، ولا بد من حساب إيرادات الفيلم الخارجية، لأنه حقق أرقاماً مهمة خارج مصر، مع مراعاة أن الفيلم ما زال يُعرض فى السينمات، فحتى لو حقق 25 ألف جنيه يومياً، سيبلغ إجمالى إيراداته ما يقرب من 3 ملايين جنيه شهرياً، وهذا يُحسب لمنتج وموزع الفيلم، وبعيداً عن هذه الجزئية، فلا بد أن ننتبه لنقطة أخرى.
وما هى؟
- أننا نعانى من نقص شديد فى دور العرض بمصر، فالصعيد لا يشهد وجوداً لدور عرض سينمائى، وهناك أناس تحدثنى من هناك قائلة: «إحنا هنعمل رحلة للقاهرة عشان نتفرج على فيلمك»، فلك أن تتخيل أنه لو تأسست دارا عرض سينمائى فى كل محافظة، فذلك سُيحدث انتعاشة فى صناعة السينما.
لماذا تتغيب عن موسم الدراما الرمضانية هذا العام؟
- قررت التغيب بإرادتى عن هذا الموسم وما قبله، لوجود تغيرات أسميها بـ«مرحلة انتقالية» فى سوق الدراما، وأعتقد أن محاولة السيطرة على الدراما سببها المحتوى، لتقديم بعض المسلسلات محتوى كان يؤذى المهنة والمجتمع.
مثل ماذا؟
- لا أريد ذكر أسماء مسلسلات بعينها، ولكن حينما يُقلد ممثل فتقع جرائم قتل، وحينما تُتحول البلطجة لفرض على حساب القانون، وحينما يرصد أحد السلبيات الضخمة وغير الأخلاقية التى أعتبرها أحياء استثنائية فى المجتمع مبرراً ذلك بنقله للواقع المجتمعى، رغم أنه لا يجوز أن أصدر ذلك لبلدى ولا عنه، ومن ثم أعتقد أن محاولة السيطرة على المحتوى وراء محاولة السيطرة الكاملة على إنتاج المسلسلات، ولكنى ممثل أراعى ضميرى فيما أقدمه دائماً، وبالتالى لا يمكننى العمل وفقاً لهذه السياسة، لأنه من الصعب تقديم مواضيع جيدة بجودة كذلك وأترك المؤلف يعمل وفقاً لقيود، «فهبقى مش عارف أروح أعمل إيه»، ومع ذلك قلت لنفسى: «ممكن يبقوا صح، ومبقاش عارف أنا حاجات كتير وهما يكونوا عارفين كل حاجة، فتبقى حساباتهم هما صح، فتعالى خد خطوتين لورا واتفرج على التجربة»، فإذا نجحت فادرس أسباب نجاحها، وإذا لم تنجح فبرهن على وجهة نظرك وادرس أسباب عدم النجاح.
كلامك يعنى أن مقولة «الفن مرآة للواقع» تُستخدم كذريعة لتمرير سلبيات عن المجتمع فى الأعمال الفنية؟
- نعم، فالفن مرآة للواقع بشروط، وأعتقد أن مقولة أحد الفلاسفة حين قال: «إذا دخلت بلدة فاسأل عن شاعرها فهو حاكمها» كان يقصد أن الفن مؤثر ومرآة للشعوب وليس للواقع، فلا يجوز تصدير بعض الأحداث الشاذة على أنها متأصلة فى المجتمع، علماً بأن أى حدث غريب وشاذ يشد تجارياً، حيث تجد المتناولون له فنياً يقولون: «ما هو موجود فى كل حتة بس إحنا بنحط راسنا فى الطين»، نعم هو موجود ولكن بشكل شاذ ومرفوض فلماذا أفرضه وأبرزه؟
ألا تخشى من تسبب تراجعك خطوتين للخلف وفقاً لما أشرت فى تراجع مكانتك لأدوار البطولة الثانية؟
- «ربك بيكرم من حتة تانية»، وقد سعدت بمقالة نقدية كان عنوانها «طارق لطفى فى مكانه الصحيح»، فالإنسان يفكر ويأخذ خطوات فى حياته ويجتهد وربنا بيعمل الخير، وقد قرأت مقولة أعجبتنى كثيراً: «أتيأس والله يهيئ لك مكانة جميلة؟»، كما أذكر أن شخصاً سألنى مؤخراً بقوله: «هو فيه حد مستقصدك؟»، فأجبت: «ولا فى بالى، لأن أكتر حاجة هيعملها هى تنفيذ إرادة الله»، فنحن نجتهد والله يُدبر لنا الأحسن.
أخيراً.. هل ترى أن ارتفاع أجور النجوم بشكل مُبالغ فيه يُعد أحد أسباب أزمة الدراما التليفزيونية حالياً؟
- نعم، كنت أرى أن ارتفاع الأجور بشكل كبير سيدمر هذه الصناعة يوم ما، إلا أننى لست مع تخفيضها بقدر ما تكون بشكل معقول، ولكنى مع تخفيض مكاسب المنتج لصالح المُنتج الفنى، لأن «إنك تيجى على الفنانين والفنيين ومتجيش على المنتج فهذا عدل مبتور»، لأن ما يعنينى صالح المُنتج وريادة مصر فى الدراما التليفزيونية.