روب المحامي وخوذة المهندس وبالطو الطبيب..حكاية الزي الموحد لـ7 مهن
بدء تصنيع الزي الموحد للمعلمين
أثار قرار وزارة التربية والتعليم بارتداء المعلمين زيا موحدا ردود فعل واسعة، وبعيدا عن مناقشة إيجابيات وسلبيات القرار فقد تبين من الرصد أن هناك 7 فئات في المجتمع على الأقل تطبق هذا القرار، وهم: الأطباء سواء كانوا بشريين أو بيطريين أو صيادلة أو أسنان، والمهندسون، والعسكريون سواء كانوا ضباط جيش أو شرطة، ووشاح أعضاء الهيئات القضائية والمحامون، والرياضيون في مختلف الألعاب، والطهاة".
وما بين روب المحامي وبالطو الطبيب وخوذة المهندس ووشاح القاضي وقبعة الطهاة، يعود ارتداء الزي الموحد لبعض من الفئات السبع السابقة إلى أسباب منها تاريخية ومنها ما يتعلق بطبيعة العمل، فعلى سبيل المثال يقول الموقع الرسمي لنقابة المحامين إن سبب ارتداء المحامين للروب الأسود يرجع إلى عام 1791، حيث كان يجلس أحد القضاة الفرنسيين في شرفة منزله حينها وشاهد مشاجرة بين شخصين، انتهت بقتل أحدهما للآخر وهروب القاتل.
بعدها توجه أحد المارة إلى القتيل وحمله إلى المستشفى، وهناك ألقت الشرطة القبض عليه واتهمته بأنه القاتل، وعرضته على المحاكمة، ومن المفارقة أن القاضي هو من كان شاهدًا على الجريمة من شرفته، لكنه انتهج سبيل القانون الفرنسي الذي لا يعترف إلا بالدلائل والقرائن، من هذا المنطلق حُكم على المتهم البرئ بالإعدام، وهو ما لم يغفره القاضي لنفسه، حتى اعترف فيما بعد للرأي العام بخطئه، وهو ما لم يقبله الآخرون.
بمرور الأيام، تواجد القاضي داخل قاعة المحاكمة للنظر في قضية أخرى، وقتها وجد المحامي، الذي يدافع عن المتهم، يرتدي «روب» أسود اللون عكس المعتاد حينها، ليبرر الأخير سبب ذلك بقوله للقاضي: «لكي أذكرك بحكم الإعدام الظالم الذي حكمت به على بريء»، وهو الرداء الرسمي للمحامين في فرنسا، ثم في بقية الدول حتى الآن.
أما خوذة المهندس فيرتديها لحماية رأسه من سقوط أي شئ ضار أثناء عمله، كما أن لها ألوان يميز كل لون طبيعة عمل مرتديها، حيث يرتدي المهندس التنفيذي والإنشائي خوذة بيضاء بينما يرتدي المشرف العام الخوذة الزرقاء، أما مشرف الامن الصناعي فيرتدي الحمراء، وأخيرا يرتدي العامل الخوذة الصفراء.
وبخصوص أعضاء الهيئات القضائية فإنهم كانوا يرتدون وشاحا مميزا، وقد بدأ هذا التقليد على مستوى العالم منذ حوالي سبع مائة عام في إنجلترا، عندها أصبحت العباءة الزي الموحد للقضاة في إنجلترا خلال عهد الملك إدوارد الثاني الذي حكم البلاد منذ عام 1327م حتى 1377م، خلال تلك الفترة، كان الزي موحداً للأكاديميين لأكثر من قرن، ولم يقتصر ارتداء الثوب أو العباءة في قاعات المحكمة فقط، بل أيضا كان القاضي يرتدي العباءة في مناسبات عديدة كزيارة الديوان الملكي، وكان لون ثوب القاضي يأتي على ثلاثة ألوان: البنفسجي خلال فصل الصيف، الأخضر لفصل الشتاء، والقرمزي للمناسبات الخاصة.
لكن منذ 28 نوفمبر 2018 ظهر قضاة الدائرة 11 إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد شرين فهمى، بالزى الرسمى الجديد للقضاة، والذي وافقت عليه الجمعية العمومية لمحكمة الاستئناف ومجلس القضاء الأعلى، وهو عبارة عن روب أسود اللون، وبطانة صفراء اللون فى نهايته، بالإضافة إلى وشاح القضاة التقليدي.
وبخصوص الأطباء بمختلف تخصصاتهم فإنه بخلاف ما يدل عليه اللون الأبيض من النقاء والصفاء، فالموضوع يعد بسيطا مقارنة بباقي الفئات إذ أنهم يرتدون بالطو أبيض لحساسية طبيعة عملهم التي تتعلق بجسم الإنسان، وبالتالي يجب أن يكون نظيفا طوال الوقت، ومن المعروف أن الثوب الأبيض تظهر عليه أي آثار للاتساخ وذلك للحيلولة دون حدوث عدوى أو انتقال الأمراض.
وكما للمهندس ألوان لخوذته فإن للطبيب ألوان للبالطو الذي يرتديه ففي حالة الكشف العادي يرتدي البالطو الأبيض، أما داخل غرف العمليات فيرتدي بالطو أزرق أو أخضر حتي يسهل غسيل الدم جراء إجراء العمليات الجراحية.
ويعد تسهيل مرور الهواء للتقليل من أثر حرار المطبخ هو السبب الجوهري لارتداء الطهاة قبعة بيضاء.
وذكرت بعض التقارير 8 فوائد لمبدأ ارتداء الزي الموحد تتلخص في أنه بمثابة الهوية الشخصية ويعلم الانضباط "كما في زي العسكريين" ولضمان السلامة "كالمهندسين"، ولتميز الموظفين من الزبائن أو العامة، فضلا عن أنه يضمن حد معتدل من الشياكة.
وتشمل الفوائد أيضا أنه يوفر الكثير من المال حيث لن تكون هناك حاجة إلى شراء الملابس العملية بشكل كبير، أيضا الزي الموحد مصدر فخر لأصحابه وأخيرا يعطي انطباع جيد عن المكان.