«أعمال برلين»: الألمان ينظرون إلى مصر كونها محور الاستقرار
رئيس مجلس الأعمال المصرى الألمانى
أشاد مجلس الأعمال المصري الألماني بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمؤتمر ميونخ للأمن الذي يعقد خلال تلك الفترة.
وقال الدكتور نادر رياض رئيس مجلس الأعمال المصري الألماني، لـ"الوطن"، إن مؤتمر ميونخ من المؤتمرات المهمة وتعكس دور مصر وتجربتها الرائدة في مكافحة الإرهاب وحماية الحدود.
وتابع: "الألمان ينظرون إلى مصر على أنها محور الاستقرار وتتمتع برصيد حضاري وثقافي عالي ويطلق عليها الدولة القوية، ونحن ننظر لألمانيا على أنها أكبر اقتصاد في أوروبا ورابع اقتصاد على العالم، وألمانيا تريد عودة الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط وهي على يقين من أن ذلك مرتبط باستقرار مصر".
وأضاف أن مصر شهدت خلال الفترة الراهنة رغبة كبيرة من الشركات الألمانية في التعاون مع مصر نظرًا للثقة الكاملة في القيادة المصرية وتوجهها لتذليل كل العقبات التي تعترض عملية الاستثمار وتوفير جميع الإمكانات والضمانات وحماية المناخ الاستثماري، فضلًا عن عدة عوامل اقتصادية، في مقدمتها المؤشرات القوية للاقتصاد المصري، وأن الرئيس يحرص بشكل كبير على العلاقات بين مصر والجانب الألماني.
أما عن الاستثمار الأجنبي الألماني والأوروبي، فقال رئيس مجلس الأعمال المصري الألماني: إن الساحة ممهدة لهذا كأفضل ما يكون خاصة بعد تطبيق إجراءات التحرر من القيود البنكية في مجال التحويلات للخارج سواء كانت أرباحاً للشركات الأجنبية العاملة في مصر أو سداداً للفواتير والالتزامات المالية عن فترة سابقة.
وتابع أن هذا بالإضافة إلى التنامي الكبير في استكمال البنية الأساسية من كهرباء وطرق وشبكات مواصلات وتحديث في المواني وشبكات الاتصالات، كما أن الاكتشافات البترولية والغازية التي تمت أصبحت تشكل قوة جاذبة للشركات والاستثمارات الأجنبية في مصر، موضحا أنه مثال على ذلك إقبال شركة "أباتشي" للاستثمار في مجال الطاقة البترولية والغازية وهو أمر لازال محل دراسة من الحكومة المصرية، كل هذا وغيره يبشر بتقدم مصر على كافة المقاييس الدولية خاصة تلك المتعلقة بمعايير البطالة والتعليم والتأهيل والتدريب المهني ومكافحة الفساد وتباطؤ الإجراءات الحكومية.
وشدد على عودة مصر إلى مكانتها على خريطة السياحة العالمية وتدفق الاستثمارات وإتاحة فرص عمل جديدة وكذا تصحيح مسار المسيرة العمالية، واضعا ًمصر في موضع الشراكة والندية مع المجتمع الأوروبي وباقي العالم شرقه وغربه دون أن يخل ذلك بالتلاحم العربي المصري.
وألمح رئيس مجلس الأعمال المصري الألماني إلى أن ألمانيا ودول الاتحاد الأوربي تأكدوا أن مصر هي القوة المركزية لمحاربة الإرهاب "فالتعاون الأمني ازداد بشكل واضح"، كما أن مصر هي الدولة التي تعتبر المركز الجغرافي للعالم العربي كما أنها المدخل إلى إفريقيا، بالإضافة إلى أهمية قناة السويس وفرص التعامل التجاري والتعاون الفني والثقافي والعلمي الوثيق من العوامل التي جعلت من مصر جسراً طبيعياً بين العالم العربي وإفريقيا من جانب وبين دول الاتحاد الأوربي من جانب آخر.
وأضاف، أن صرامة القيادة المصرية في مكافحة الإرهاب بأشكاله والتوفيق في القضاء على الجماعات الإرهابية المدعومة من خارج الحدود أثبتت قدرة مصر على تأمين كافة الأراضي المصرية على عكس ما تشهده دول الخارج من كوارث أمنية في سوريا والعراق واليمن وليبيا ودول أخرى، بالإضافة إلى ذلك أن أوربا تعرضت هي الأخرى لاعتداءات إرهابية مما أكد صحة تحذيرات مصر من خطورة الإرهاب.
وفي سياق متصل، قال رياض، إن اليوم يعتبر التوافق في العلاقات المصرية– الألمانية أفضل كثيراً عنه في الفترة السابقة بما يمهد لتعاون له نتائج ايجابية تفوق المراحل السابقة بصورة ملحوظة.
وذكر: "أن مصر هي بلد الفرص الواعدة وأن الاستثمار في مصر في ضوء المشروعات الألمانية العاملة في مصر هي الأكثر ربحية والأكثر نمواً بالمقارنة بالاستثمارات الألمانية في أوروبا".
وانطلقت أعمال مؤتمر ميونخ للأمن، أمس، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فيما تُعقد الجلسة الرئيسية اليوم، على أن تستمر الفعاليات لمدة 3 أيام، وذلك بحضور 35 من رؤساء الدول والحكومات و50 من وزراء الخارجية، و30 من وزراء الدفاع، و600 من الخبراء العسكريين والأمنيين والدبلوماسيين والاستراتيجيين.
ويعد الرئيس السيسي، أول رئيس لدولة غير أوروبية يتحدث في الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن، منذ تأسيس المؤتمر عام 1963؛ ما يؤكّد مكانة الرئيس لدى الدوائر السياسية الألمانية والدولية؛ فضلًا عن الأهمية التي تعلقها تلك الدوائر على دور مصر في المنطقة والحفاظ على استقرارها، خاصةً في إطار التصدي للإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
ومؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية؛ أحد أهم المحافل العالمية السياسية حيث يلتقي العديد من القادة والشخصيات الدولية من مختلف العالم في المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية، لتبادل وجهات النظر والآراء وبحث سبل تسوية النزاعات سلميًا من خلال الحوار المعمق بين الخبراء المتخصصين في تلك المجالات.