"بيزنس إنسايدر": "القاهرة" مدينة حيوية تضم العديد من الثقافات المتنوعة
القاهرة
أعد مراسلان بصحيفة "ذا بزنس إنسايدر" البريطانية، تقريراً عن تجربتهما السياحية في مدينة القاهرة، وقالا في تقريرهما: أغلب المرشدين السياحيين ربما يتجاوزون القاهرة، ولكن العاصمة المصرية هي مدينة رائعة تتفجر فيها كم هائل من الثقافات المختلفة، والأطعمة المتنوعة، وكمدينة بها أكثر من 20 مليون نسمة، تعد القاهرة أكثر المدن ازدحاما بالسكان في "الشرق الأوسط".
وزار هاريسون جيكوبس وآني تشنج، المراسلان بالصحيفة، القاهرة في ديسمبر الماضي، متوقعين أن تكون القاهرة لا تعدو أن تكون أكثر من مجرد زيارة المعالم السياحية فيها، مثل أهرامات الجيزة وأبو الهول، ولكن بعد قضاء أسبوعين في استكشاف مطاعم القاهرة المثيرة للاهتمام، والثقافة النابضة بالحياة والطاقة المتجددة فيها دون توقف، وقعوا في حب المدينة، وأوضحا: "يجب على الزوار في المستقبل تخصيص الوقت الكافي لاستكشاف هذه المدينة".
وأشار المراسلان، إلى أن "القاهرة ليست مدينة عادية، إنها صاخبة ورائعة ومزدحمة ومليئة بالألون، وحركة المرور العجيبة، حجزنا غرفة في فندق بمدينة الزمالك ذات الكثافة السكانية المعتدلة، حيث تعتبر الزمالك واحدة من أكثر المناطق خضرة في المدينة، وتضم شوارع تصطف على جانبيها الأشجار، وإطلالات على نهر النيل، وتقع على مسافة قصيرة من الجسر المؤدي إلى وسط المدينة، حيث إنها أكثر هدوءًا قليلاً مما يجعله قاعدة مثالية للزائرين الجدد".
وأضافا في تقريرهما، "مع قائمة متنوعة لطعام عالي الجودة، وأسعار جيدة، يعتبر Crave أحد أكثر المطاعم شعبية بين السكان المحليين والأجانب، لقد كان جيداً، وقريباً جداً من فندقنا في الزمالك، حيث تناولنا العشاء هناك ثلاث ليال متتالية، وتعد الزمالك مكانًا رائعًا لمشاهدة ومشاركة حياة القاهرة، ففي صباح أحد الأيام، كنا نتجول في المدينة لنجد الطلاب يسيرون أو يذهبون من الحافلات إلى المدرسة، وأصحاب المتاجر الذين يحتسون القهوة التركية على المقاعد على الرصيف، والباعة المتجولين يبيعون كل شيء من الصحف إلى الفاكهة".
وتابع المراسلان، "يستغرق الأمر بعض الوقت للتعود على إيقاعات القاهرة الصاخبة، حتى في الزمالك، فظاهريا جزء منها أكثر هدوءا من القاهرة، لكن ربما أكثر صخباً من معظم المدن الأخرى التي قمت بزيارتها، والقاهرة متاحة للزائرين الجدد، وكان المصريون الذين التقينا بهم يوصون باستمرار بالمطاعم والمقاهي والمكتبات الممتازة لزيارتها". وأضاف المراسلان، "إنه في اليووم التالي تناولنا الغداء في مطعم Zooba، الشهير بالأطعمة الشعبية اللذيذة، وطلبنا أطباقاً من الكشري وهو غذاء رئيسي من العدس، والمكرونة والحمص وصلصة الطماطم الحارة".
وقالا، "إن الزمالك هي محور الحياة الثقافية في القاهرة، حيث تمتلئ المدينة بالمقاهي والموسيقى والمعارض الفنية، وبها برج القاهرة، وهو أهم معلم حديث في مصر ومن أطول أربعة مباني في العالم، وللزمالك العديد من المقاهي الممتعة في شوارع المدينة الكثيفة، وأكثر واحدة كانت مفضلة لدينا هي مكتبة Sufi، والقاهرة بصفة عامة، مدينة نابضة بالحياة، فستجد في أي وقت من يدخنون النرجيلة أمام المقاهي وفي الشوارع، وإذا ضللت الطريق، فدائماً ما تجد من يجلس على مدخل العمارات ويرتدي جلباباً ويدلك على الطريق الصحيح".
وتابع المراسلان في تقريرهما، "إن الصخب في القاهرة لا يتوقف في الليل، حتى في ساعات المساء المتأخرة، حيث ترى الكثير من الناس مازالت تسير مشياً أو بالدراجات النارية في الشوارع الضيقة للزمالك، مما يجعل هذا الحي مكانًا مبهجًا، حتى وإن كان مرهقًا للأعصاب قليلاً، ومما لفت إنتباهنا، محلاً لبيع المنتجات الحرفية من جميع أنحاء مصر، ويبيع المنسوجات، والفخار، والسلع الجلدية، واشترينا أقراطاً وأوشحة كهدايا لأصدقائنا، ثم توجهنا إلى مكتبة Diwan لبيع الكتب، وتضم عناوين باللغتين العربية والإنجليزية، حيث اشترينا كتاب نيران صديقة، وهي مجموعة قصص قصيرة للكاتب المصري، علاء الأسواني".
وأضافا، "لتناول العشاء، توجهنا إلى مطعم أبو السيد، وهو مطعم يقدم المأكولات المصرية الشعبية في أجواء غنية بالألوان، حيث يختبئ خلف أبواب حديدية كبيرة، بيت مغربي قديم مزين بوسائد حمراء فخمة ومصابيح مزخرفة، وهو يستحضر بريق العالم القديم دون الإذعان إلى الحنين إلى الماضي، في اليوم التالي، قررنا استكشاف المشهد الفني في القاهرة، فالزمالك هي موطن لعدد من صالات العرض، بما في ذلك سفرخان وبيكاسو ومعرض الزمالك الفني، كما يعد مركز الجزيرة للفنون مكانًا جيدًا أيضاً، حيث يضم المبنى سلسلة متتالية من المعارض من صالات عرض مختلفة، أما في الخارج فهناك حديقة تستخدم أحيانًا لاستضافة المناسبات".
وقال المراسلان، "كنا في القاهرة خلال الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث يضم المهرجان مجموعة متنوعة من الأفلام من جميع أنحاء العالم ويقام في دار الأوبرا المصرية، وكان مهرجان الأفلام نافذة رائعة على الثقافة القاهرية، وبعد قضائنا عدة أيام في الزمالك، جمعنا أشياءنا وتوجهنا إلى وسط المدينة، حيث الشوارع المحيطة بميدان طلعت حرب، وهي واحدة من أكثر الميادين الرئيسية، بمحلات الملابس ومحلات التحف والمطاعم، إنها فعلاً قلب المدينة الصاخب".
وأضاف المراسلان، "إن الشارع الرئيسي في وسط المدينة هو شارع طلعت حرب الذي يربط ميدان التحرير بميدان طلعت حرب، ويعد الشارع مكانًا ممتازًا للاستمتاع بهندسة العمارة الكلاسيكية الفرنسية التي كانت في يوم من الأيام قلب المدينة التي اشتهرت باسم (باريس النيل)، وقررنا الإقامة في فندق (دهب)، وفي حين أن القاهرة ليس لديها الكثير من نزل الشباب، إلا أن "دهب" تعتبر الأفضل، حيث أن الموظفين ودودين للغاية".
وتابعا: "ذهبنا لتناول وجبة غداء في مطعم Kazaz، وهو أحد المطاعم المحلية الشهيرة المعروفة بامتلاك أفضل فطائر الشاورما في وسط المدينة، وجلسنا على طاولة وطلبنا بعضاً من المأكولات الكلاسيكية المصرية مثل شوربة العدس، وطبقاً من اللحم يقدم على الأرز والخبز المقرمش وصلصة الطماطم، وذهبنا إلى المتحف المصري وزرنا قاعة المومياوات، فمع أكثر من مائة ألف قطعة أثرية يرجع تاريخها إلى أكثر من 5000 سنة، فإن المتحف المصري لديه غرفة كاملة لكنوز قبر توت عنخ آمون في حين تعرض أخرى التماسيح المحنطة والكلاب، وسنحرص في المرة القادمة أن تكون زيارتنا للقاهرة، بعد افتتاح المتحف المصري الكبير في عام 2020، وسيكون المتحف الجديد أكبر متحف أثري في العالم، حيث سيكون هناك ما يقرب من 50،000 قطعة أثرية هائلة".
وقالا: "في اليوم التالي، ذهبنا إلى واحدة من أكبر مناطق الجذب في القاهرة، وهي منطقة سوق خان الخليلي، حيث يعود تاريخ السوق إلى القرن الـ 14، وهو سوق من عصور القرون الوسطى ما زال نابضاً بالحياة، حيث المحال التجارية التي تبيع السلع المتخصصة مثل السجاد والذهب والتوابل، وفي سوق المنسوجات، كل شيء هناك يلبي الاحتياجات المحلية، ونظرًا لأن السيارات لا تدخل في الأزقة الضيقة، فإن الحمالين يحملون شحنات ضخمة من المنتجات عربات التي يجرونها، وخان الخليلي هو مكان جيد لتجربة العديد من الأطعمة الشهية،فهناك طن من المطاعم والمقاهي والمخابز".
وأضاف المراسلان: "يقع خان الخليلي في القلب التاريخي للقاهرة الإسلامية، في الجوار يوجد عدد من المساجد الشهيرة، أشهرها مسجد الحسين المجاور لجامع الأزهر، بينما لم نذهب إلى داخل مسجد الحسين، قمنا بالزيارة إلى جامع الأزهر، الذي يعتبر أهم مسجد في المدينة، حيث يعود تاريخ المسجد إلى عام 970 م، ويتميز بمساحات معمارية تزدهر من عصر المماليك والعثمانيين، إلى جانب عصور أخرى، وثاني أقدم جامعة في العالم".
واختتم المراسلان تقريرهما بالقول: "قبل ذهابنا إلى القاهرة، كنا ننظر إلى المدينة كمحطة للسياح الذين يتجهون إلى معالم مصر القديمة الرائعة، ولكن بعد قضاء أسبوعين في استكشاف مطاعم المدينة وثقافتها والطاقة المتجددة فيها دون توقف، نقول للزوار الذين يزورونها في المستقبل أنه يمكنهم تخصيص الوقت لاستكشاف مصر العصر الحاضر، وليس مصر قبل 5000 عام".