كيف نجا الدكتور مصطفى محمود من السقوط في "بئر الإلحاد"؟
الدكتور مصطفى محمود
أصبح إعلان شادي سرور، والذي أعلن تركه للإسلام، أمس، بسبب ما وصفه بـ"الجحود والعنصرية" في منشور كتبه على صفحته الشخصية عبر "فيسبوك"، وإعلان أوجستين جي جي أوكوشا، أسطورة كرة القدم النيجيرية، اعتناقه الدين الإسلامي، الشغل الشاغل لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، وحديث الشارع والمواصلات.
إعلان سرور، وما صاحبه من لغط، أعاد إلى الأذهان الحديث عن إلحاد الدكتور مصطفى محمود، المفكر المصري الراحل، "الوطن" تستعرض في السطور التالية، رحلة صاحب "العلم والإيمان" مع هذه القضية الشائكة، من خلال قراءة في كتابيه "رحلتي من الشك إلى الإيمان"، و"حوار مع صديقي الملحد".
وفي الكتاب الأول، قدم الدكتور مصطفى محمود عدد من التساؤلات حول خلق الإنسان، والأفكار الجدلية حول وجود الخالق، وفكرة الوجود والعدم وعن الروح، وكيف أنها مجهولة بالنسبة للإنسان والعقل، محاولًا الرد عليها بشكل تحليل وتفصيلي، من واقع رحلته الإيمانية الطويلة من الشك إلى اليقين.
حيث يقول في مقدمة كتابه: "نحن نتحرق شوقاً في سبيل الحق ونموت سعداء في سبيله والشعور بالحق يملؤنا تمامًا وإن كنا نعجز عن الوصول إليه، إننا نشعر به ملء القلب وإن كنا لا نراه حولنا وهذا الشعور الطاغي هو شهادة بوجوده، إننا وإن لم نر الحق وإن لم نصل إليه وإن لم نبلغه فهو فينا وهو يحفزنا وهو مثال مطلق لا يغيب عن ضميرنا لحظة وبصائرنا مفتوحة عليه دوماً".
وفي الكتاب الثاني، طرح أيضًا أسئلة جدلية، تناولها من خلال محاور فكرية خيالية بين المؤلف وصديق ملحد، يطرح الأسئلة الإلحادية المعروفة مثل: "هل الله موجود؟" و"من خلق الله؟" ويقوم مصطفى محمود بالإجابة العلمية بشكل منطقي على العديد من هذه الأسئلة.
ومن بين ما طرحه الكتاب: "صدقنا وآمنا بهذا الخالق، ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل: ومن خلق الخالق؟ من خلق الله الذى تحدثوننا عنه؟ ألا تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا؟ وتبعا لنفس قانون السببية، ما رأيكم في هذا المطب دام فضلكم؟ ونحن نقول له: سؤالك فاسد، ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلم بأن الله خالق ثم تقول من خلقه؟! فتجعل منه خالقًا ومخلوقًا في نفس الجملة وهذا تناقض، والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته، فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان".