الاستضافة.. محاولة حسنة النية لكن بلا ضمانات للأم
الطفلة ساندرا سامح مع والدتها
واحد من أكثر الموضوعات التى أثارت الرأى العام حتى قبل مناقشة تعديلات قانون الأحوال الشخصية رسمياً داخل البرلمان، ما يتعلق بملف الحضانة ومنح الطرف غير الحاضن حق الاستضافة، وهو ما كان مثار اعتراض الكثير من الأمهات بحكم أن القانون يمنحهن الأولوية فى الحضانة على حساب الأب.
تعود مطالبات تطبيق الاستضافة لعام 2009، كما أن أول حكم محكمة يقرها كان عام 2010 ويشمل مبيت الصغير لدى والده فى إجازتى نصف العام الدراسى ونهايته وفى الأعياد الرسمية، وهذه المسألة شكلت كابوساً لكثير من الأمهات اللائى يعانين الخوف من فكرة «الخطف» فى ظل قانون يحمل عقوبات دون إمكانات حقيقية لتنفيذها فى حال خطف المحضون، من غير الحاضن، وبرغم الأحكام والقرارات القضائية يظل الوضع على ما هو عليه، ما أثار التساؤل «ولو اتخطف فى الاستضافة نعمل إيه؟» خاصة مع عشرات القضايا المتعلقة بخطف أطفال من حاضنيهم.
لا تزال عائلة عائشة عبدالواحد تعيش فى حالة من الحزن يوماً بعد آخر على أثر صغيرهم المفقود «طليق أختى أخد ابنها استضافة ولما أخده قال لنا مش هتشوفوه تانى» أربعة أشهر من الركض فى أروقة المحاكم «مش عارفين نرجعه ولما بنروح ننفذ قرار ضم الصغير بيهربه» تتأمل الشابة الأحاديث الدائرة عن الاستضافة الإجبارية للأطفال فتشعر بمزيد من القهر «لو عايزين يعملوا استضافة يبقى يعملوا قوانين تضمن رجوع الأطفال لأمهم ويحلوا المشاكل المتعلقة ويجبروا بالقلوب الموجوعة على عيالها».
«عائشة»: طليق أختى استضاف ابنها وقال لنا مش هتشوفوه تانى.. «مها»: والد الطفلة هيساومنى على الشقة والنفقة
الحالة ذاتها تعيشها نرجس تادرس، الجدة المكلومة، التى تدور وابنتها «ماريان» فى دائرة مفرغة منذ خمس سنوات حتى الآن، بدأ كل شىء حين تعرضت ابنتها لمشكلة مع زوجها فلجأت إلى منزل والدتها بالإسكندرية، شهر بالتمام والكمال انتهى بزيارة من زوجها بصحبة أقارب له بدعوى الصلح -حسب الوالدة- يوم 19 سبتمبر 2014، إلا أنه وخلال الجلسة اختفى الأب ومعه الصغيرة ساندرا سامح ليون، انطلقت سيارة الأب مسرعة بعيداً عن بيت الجدة ومن وقتها لم تر «ماريان» أثراً لابنتها التى كانت تبلغ من العمر وقتها أربع سنوات. فى ذلك اليوم سقطت الأم على أرضية الشارع، بكت وفقدت الوعى، وحاولت بكل الطرق الودية والقانونية استعادة الصغيرة دون جدوى، تروى الجدة الخطوات العدة التى اتخذتها وابنتها فى سبيل استعادة ساندرا «عملنا محضر إثبات حالة وطلعنا قرار من المحامى العام بضم الطفلة لينا، وعملنا تنفيذ، رُحنا أكتر من مرة، مالقيناش البنت ومرة عزل هو ووالدته من البيت وانتقل للقاهرة». من الإسكندرية للقاهرة انتقلت المطاردات «سنة 2017 طلع لنا حكم قضائى بالضم لكن مفيش إمكانية للتنفيذ، كل ما نروح نقول لهم عاوزين ننفذ يقولوا لنا اعرفوا مكان البنت فين، طيب هانعرف إزاى؟ صرفنا فلوس كتير وجبنا ناس كتير ماحدش عارف يتوسط، مع العلم إنه شغال فى شركة معروفة، عملنا قضية واتعملت لها جنحة وأخد فيها سنة».
تفاصيل عديدة لم تعد معها الطفلة التى لم ترها والدتها منذ خمس سنوات حتى الآن وجهاً لوجه ولو مرة واحدة «إحنا فين من قانون الأحوال الشخصية، وإزاى يفكروا فى حق الأب فى الرؤية والاستضافة وينسوا حق الأم، إحنا عايشين فى مصيبة وأنا شايفة بنتى بتتعذب كل يوم بدون فايدة». لم تبد فكرة الاستضافة من الأساس ذات قيمة لـ«مها كامل»، التى تساءلت عن تلك النوعية من الآباء الذين لا يكترثون لأمر الرؤية من الأساس «الاستضافة دون ضمانات للعودة ستجعلنى فى مرمى طليقى، خطف فمساومة على الشقة والنفقة والمتجمد من حقوقى، بل إننى سأقوم بالدفع له حسب القانون المقترح من النائبة هالة أبوسعدة التى تقترح معاقبتى كأم فى حالة الامتناع عن الاستضافة بنقل الحضانة لزوجى ودفع 15000 جنيه بينما لو خطف الأب ابنى خلال الاستضافة فإنه يدفع 15000 جنيه أو سنة سجن، يعنى الدفع يحميه من الحبس».
هبة الدالى تساءلت «عن أى استضافة يتحدثون؟، هل سمعوا دعوات والد ابنتى عليها قبل الولادة بأن تموت طفلتى؟ هل يعلمون أنه تمت مساومتى على تسجيلها فى الصحة مقابل الأثاث، استكثر نفقة 600 جنيه فى الشهر فقرر الاستئناف لتخفيضها ناهيك عن رفضه رؤيتها من الأساس، كيف سيستضيفها؟».