اتفاقيات بـ20 مليار وتعاون أمني.. حصيلة زيارة "بن سلمان" لباكستان
"بن سلمان" يختتم زيارته إلى باكستان باتفاقيات تعاون وترحيب دافئ
تعهدت السعودية بلعب دور الوسيط في محاولة إنهاء الصراع الهندي الباكستاني، في ظل اهتمام الرياض بخفض التصعيد بين الجارتين النوويتين، وذلك خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التي اختتمها إلى باكستان، ليستكمل بعدها اليوم جولته الأسيوية ببدء زيارة الهند، بعد ان تلقى ترحيبا بالغا في الدولة النووية الإسلامية.
وفي بيان مشترك، أشاد الجانب السعودي بجهود باكستان لجلب السلام والاستقرار في المنطقة، وجدد الطرفان التزامهما بمواصلة الجهود للقضاء على ظاهرة الإرهاب والتطرف في المنطقة، ودعا الطرفان المجتمع الدولي إلى بذل الجهود المشتركة لاستئصال ظاهرة الإرهاب والتطرف من المنطقة.
وأشاد بتضحيات الشهداء في الحرب ضد الإرهاب، وخلال المحادثات الرسمية اعترف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بجهود رئيس الوزراء عمران خان لإجراء الحوار مع الهند، مؤكدا بأن الحوار هو الحل الوحيد لحل كافة القضايا العالقة وضمان للسلام والاستقرار في المنطقة، واتفق الطرفان على ضرورة إيجاد الحل السياسي لقضية أفغانستان، هذا وقامت باكستان والمملكة العربية السعودية بالتوقيع على 7 مذكرات التفاهم والاتفاقيات بقيمة 20 مليار دولار أمريكي في مختلف المجالات بهدف توطيد المزيد من التعاون الثنائي بين البلدين.
وقال المستشار بدر العساكر، مدير مكتب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إنهم لقوا ترحيبا دافئا من إسلام آباد خلال وصول ولي العهد، واشار في تغريدة على حسابه، أن الأمير زار باكستان من اجل تعزيز العلاقات المتينة بين الأمتين السعودية والباكستانية.
وأقام رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، مأدبة عشاء رسمية في منزله، على شرف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
وقلد الرئيس الباكستاني الدكتور عارف علوي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أعلى الوسام المدني "نشان باكستان"، وذلك في الحفل الذي أقيم في القصر الرئاسي بإسلام آباد اليوم، بحضور رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان والوزراء الفيدراليين ورؤساء أفرع القوات المسلحة الباكستانية والسفراء المعتمدين لدى باكستان وأعضاء الوفد السعودي وكبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين، وتم منح أعلى الوسام المدني للأمير محمد بن سلمان اعترافاً لجهود ومساهمات سموه تجاه تعزيز الروابط الأخوية والتقليدية بين البلدين- بحسب وكالة الانباء الباكستانية، في تقرير لها، اليوم.
بالتزامن مع زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان، تصدر هاشتاج "ولي العهد في باكستان"، وكذلك هاشتاج "مرحبا الأمير محمد بن سلمان"، وعبارة "محمد بن سلمان في باكستان" بالإنجليزية، قائمة الأكثر تداولًا على "تويتر" في باكستان والسعودية، للترحيب بزيارة الأمير السعودي.
وذكرت "BBC" أنه فور دخول موكب طائرات ولي العهد الأجواء الباكستانية مساء الأحد، سارعت إلى اصطحابه طائرات مقاتلة باكستانية من طراز JF-17 Thunder في حين توقفت جميع رحلات الطيران الأخرى، كما حظي ولي العهد باستقبال عمران خان وقائد الجيش الباكستاني، حيث بُسطت له السجادة الحمراء بمطار عسكري وأطلقت المدفعية 21 طلقة تحية للضيف السعودي، وقاد عمران خان بنفسه محمد بن سلمان إلى مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء.
وقال وزير الإعلام فؤاد تشودري، بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، إن ولي العهد "أمر بالإفراج الفوري عن 2107 سجناء باكستانيين" بناء على طلب من رئيس الوزراء عمران خان.
ومازح رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قبيل مغادرته العاصمة إسلام آباد، وقال خان وفقا لما نقلته صحيفة "سبق" السعودية، إن الأمير محمد سيحصل على أصوات أكثر منه في حال خاض الانتخابات الباكستانية، مشيرًا إلى الشعبية الكبيرة التي يحظى ولي العهد لدى الشعب الباكستاني.
وغادر الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، مساء أمس، إسلام آباد، عقب زيارة رسمية ناجحة لجمهورية باكستان. وأسفرت الزيارة عن توقيع عدد من الاتفاقيات التي تقدر بنحو 20 مليار دولار، كما أكد ابن سلمان أن أمام باكستان مستقبلا باهرا وأنها ستصبح دولة قوية في المستقبل القريب.
وطلب عمران خان، من ولي العهد السعودي، السماح للحجاج الباكستانيين بإنهاء إجراءات سفرهم من المطارات الباكستانية، إلى جانب مناشدته لاتخاذ خطوات للإفراج عن بعض السجناء الباكستانيين المسجونين في قضايا جرائم صغيرة في المملكة، ورد محمد بن سلمان على طلب رئيس الوزراء الباكستاني، بالقول: "اعتبرني سفير باكستان لدى السعودية، سنفعل كل ما في وسعنا في هذا الجانب".
وحظى البعد الأمني باهتمام بالغ وجاد من الطرفين، حيث جاءت زيارة الأمير السعودي وسط توترات اقليمية محتدمة، وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان خلال الايام الماضية بعد الهجوم الذي تعرض له الجيش الباكستاني في كشمير المحتل وادى الى مصرع عشرات من العسكريين الهنود.
وبرزت مساعٍ سعودية لخفض التوتر المتفاقم بين الهند وباكستان، حيث تكتسب زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الثلاثاء، إلى الهند المحطة الثانية ضمن جولته الآسيوية بعد باكستان، أهمية خاصة في ظل اهتمام الرياض بخفض التصعيد بين الجارتين النوويتين.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، خلال مؤتمر صحفي عقد في إسلام آباد أمس الاثنين: "فيما يتعلق بالنزاعات بين الهند وباكستان، فإن هدفنا هو محاولة خفض حدة التوتر بين الدولتين الجارتين والبحث عن مسار لحل الخلافات القائمة بينهما سلميا".
وأكد الجبير، أن المملكة وباكستان ترتبطان بمصالح استراتيجية مشتركة، وتواجهان عدة تحديات ولا سبيل للتغلب عليها إلا بالتعاون المشترك ومكافحة الإرهاب ودعم الأمن والاستقرار الإقليمي، مضيفا "نتعاون مع بعضنا ونسعى إلى التغلب على المشاكل في المنطقة وهناك رغبة في توطيد وتوسيع هذه العلاقات التاريخية".
واستغرب الجبير في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، توجيه إيران الاتهام إلى باكستان بالضلوع وراء الهجوم الذي استهدف الحرس الثوري الإيراني في مدينة زاهدان الإيرانية أخيراً. وأضاف الوزير "الجميع يدين الإرهاب بجميع أشكاله ويجب على الجميع اتخاذ موقف صارم ضد الإرهاب، والكف عن توجيه الاتهامات بهذه الطريقة من جانب إيران التي طالما حرضت على الإرهاب وتمارسه في الدول الأخرى مثل اليمن وسوريا وتؤوي إرهابيي تنظيم القاعدة على أراضيها"، مشيراً إلى أنها "ملاذ الإرهابيين، وآخر الدول التي يمكن أن تتهم الآخرين بالإرهاب".
ولفت إلى أن المملكة وباكستان وأمريكا تعمل سويا لمكافحة ذلك الخطر. وأوضح أن المملكة تعمل مع باكستان بهدف التوصل إلى تسويات بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية، وترغب في حل سلمي بشأن الأزمة الأفغانية".
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن باكستان والمملكة العربية السعودية تحرزان تقدماً في تحقيق الأهداف من التنمية عبر التعاون الاقتصادي والاستراتيجي الوثيق، وأن البلدين يقومان بوضع خارطة الطريق بتحديد الأهداف لتحقيقها في المجالات بما فيها محاربة الإرهاب والاقتصاد والثقافة والروابط الشعبية.
وأوضح أن الاستثمار السعودي يهدف لمساهمة للنمو الاقتصادي لباكستان، وأضاف "بأنه ليس خيرية، بل الاستثمار لمنفعة البلدين الشقيقين"، مشيرًا إلى أنه تم التوقيع على 7 مذكرات التفاهم بين المملكة وباكستان لتعزيز وتنمية التعاون التجاري والاقتصادي في مختلف المجالات.