«بحبك يا يوسف»، جملة بسيطة حواها الخطاب الذي تلقاه ذلك الطالب بالصف الأول الابتدائي، من زميلته «ملك»، التي تدرس معه بنفس الفصل الدراسي، ليحمل الخطاب في طياته واقعة استثنائية مما يمكن تسميته بـ «حب طفولي»، ليصل الأمر في النهاية إلى والدة الطفل.
تروي والدة الطفل يوسف، لـ«الوطن»، أنه منذ عدة أيام أخبرها يوسف، أن زميلته بالفصل الدراسي أرسلت صديقتها لتخبره أنها تحبه، «لما قالي كدا قلتله دي زي أختك لأزم تحافظ عليها، ومينفعش تتكلم معاها أو مع أي حد في الحاجات دي».
ولم يمر يومان على هذا الموقف، حتى جاء الطفل إلى والدته اليوم وبصحبته ما يقرب من 11 ورقة تحوي كلمات عن الحب أهدتها الطفلة إلى يوسف، ومن بين الجمل التي حملتها هذه الأوراق «بحبك يا يوسف.. نفسي أتجوزك، يا يوسف بحبك.. ملك».
عندما عاد الطفل إلى منزله أعطي لوالدته هذه الأورق ليخبرها كم تحبه زميلته وينتظر منها رأيها بشأن هذه الأوراق، «مش عارفة أرد أقوله إيه، بهرب من الإجابة على أسئلته».
«هل أبلغ أم الطفلة؟.. هل أبلغ إدارة المدرسة؟.. أفهم يوسف الموقف دا إزاي؟»، أسئلة عديدة طرأت على ذهن الأم لم تجد لها إجابة وجعلتها في حيرة من أمرها.
- استشاري: الطفلة تعاني من فراغ عاطفي أبوي وعلى والدتها أن تحتويها.
السبب الرئيسي في إقدام الطفلة على مثل هذا الفعل أنها تعاني من فراغ عاطفي أبوي، حسبما قال الدكتور شريف العامري، استشاري سلوكيات الطفل، موضحا أن هذا الفراغ الأبوي دفعة الطفلة للبحث عن بديل لملأ هذا الفراغ.
وأضاف العامري، في حديثه لـ"الوطن"، أنه بالإضافة إلى هذا الفراغ الأبوي، تسبب في هذا الفعل إطلاع الطفلة على قصص الحب المتواجدة في الدراما التلفزيونية وبكثرة.
وأكد استشاري سلوكيات الطفل أن العلاج في هذه الحالة هو المواجهة الصريحة، حيث يتوجب على والدة الطفل أن تتحدث معه صراحة أن لمثل هذه المشاعر السن المناسب، لأنه ما زال حاليا غير قادر على التقييم الصحيح لمثل هذه المشاعر، مؤكدا أن الأم يتوجب عليها إبلاغ المدرسة لمعالجة الأمر مع الطفلة.
كما يتوجب على والدة الطفلة أن تواجه طفلتها صراحة، بأنها اقترفت خطأ لابد من علاجه، ويجب معالجة الأمر نفسيا مع الطفلة من خلال عدد من الجلسات النفسية، حتى لا يتكرر الفعل أو يتطور عندما تصل إلى سن البلوغ.
تعليقات الفيسبوك