«من بيت الرب للإعدام».. القصة الكاملة لجريمة قتل الأنبا أبيفانيوس
أبيفانيوس
بعد مرور 7 أشهر على واقعة مقتل الأبناء أبيفانيوس رئيس دير أبو مقار في مدينة وادي النطرون بالبحيرة، أسدلت الدائرة الثانية بمحكمة جنايات دمنهور، المنعقدة في محكمة إيتاي البارود الابتدائية، برئاسة المستشار جمال طوسون، وعضوية المستشارين شريف عبدالوارث فارس ومحمد المر، الستار على قضية قتل الأنبا "إبيفانيوس"، أسقف ورئيس دير أبومقار بوادي النطرون، والمتهم فيها وائل سعد تواضروس، المعروف باسم أشعياء المقاري سابقا، والراهب فلتاؤوس المقاري، بعد أن أصدرت حكمها في القضية، بإحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة مفتي الجمهورية، وتحديد جلسة 24 أبريل المقبل للنطق بالحكم.
تفاصيل الجريمة التي دارت في "بيت الرب"، جاءت طبقا لما ورد في محضر الشرطة وتحقيقات النيابة العامة كالتالي:
- مقتل الأبناء أبيفانيوس:
صباح يوم 29 يوليو من العام الماضي.. كان الهدوء يحيط بمحيط دير أبومقار بمدينة وادي النطرون في البحيرة، كان البعض نائما، والآخر متجهًا للصلاة في الكنيسة، وفي أثناء سير أحد الرهبان في ممر مظلم اصطدم بقدم أحد الأشخاص، فاستعان بالحرس وعدد من البرهان المقيمين بالدير.
وتبين أن الشخص المسجاة على وجهه غارقا في بركة من الدماء، وجزءًا من المخ خارج الرأس هو الأنبا أبيفانيوس رئيس الدير، وبسرعة أخطر رجال الشرطة التي انتقلت لإجراء معاينة لمكان الواقعة.
- قُتل على بعد 100 متر من مكان إقامته:
عقب وصول رجال الشرطة، أخطر اللواء علاء عبدالفتاح مدير أمن البحيرة، المستشار أحمد حامد المحامي العام الأول لنيابات جنوب البحيرة، آنذاك، وعقب الإخطار انتقل المستشار أحمد حامد إلى مكان الجريمة لإجراء معاينة تصورية، وتحفظت النيابة على كاميرات الكنيسة والدير، لفحصها وبيان ما إذا كان التقطت صورًا للواقعة من عدمه.
وجاء في معاينة النيابة التي أجريت تحت إشراف مكتب النائب العام المستشار نبيل صادق، أن المجني عليه تحرك من المكان الذي يقيم فيه داخل الدير، وهو منشأة سكنية مكونة من 4 طوابق، في الرابعة فجرا، وتحرك للكنسية لأداء الصلاة، وعقب تحركه بقرابة 100 متر وقعت الجريمة، والصدفة هي التي كشفت عنها، حيث اصطدم أحد الرهبان بالجثة في أثناء سيره، ولم يكن يعلم أن المجني عليه هو الأنبا أبيفانيوس، نظرًا للظلام الموجود في الممر الذي عثر على جثة المجني عليه فيه.
- الغموض يحيط بالجريمة:
وجاء في تحقيقات النيابة، أن فريق المحققين ناقش نحو 12 شاهدا من المقيمين في مكان إقامة المجني عليه، وجاءت أقوال الخادم التحقيقات أن آخر مرة شاهد فيها الضحية عندما قدم له وجبة الغداء نحو الخامسة عصر أمس الأول، وتفاجأ بالعثور على جثته.
فيما جاءت أقوال 11 شاهدا آخرين في التحقيقات كالتالي: "بعضهم أكد أنهم كانوا مستغرقين في النوم، والبعض الآخر كانوا في الكنسية للصلاة".
النيابة قررت عرض الجثة على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وجاء التقرير المبدئي أن سبب الوفاة التعدي على الضحية بآلة حادة، أحدثت تهشما في مؤخرة الرأس وخروج أجزاء من المخ على الأرض، وتعذر تحديد أداة الجريمة، وطلبت النيابة تحريات الأمن الوطني، والأمن العام، ولا تزال التحقيقات مستمرة.
- البحث عن القاتل:
عقب انتهاء مناظرة النيابة، عقد مدير الأمن اللواء علاء عبدالفتاح، اجتماعا موسعا مع القيادات، بالتنسيق مع قطاعي الأمن الوطني والأمن العام، ووضع خطة بحث لكشف ملابسات الواقعة، وبدأت القوات تحت قيادة اللواء محمد هندي مدير المباحث الجنائية، في استجواب عدد من الشهود، وتفريغ كاميرات الكنيسة للوقوف على أسباب الواقعة، وكشف الملابسات الحادث.
- تجريد "أشيعاء المقاري":
بداية شهر أغسطس الماضي، أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اعتماد البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قرارًا رسميًا بتجريد الراهب أشعياء المقاري من رهبنته وعودته لاسمه "وائل سعد تواضروس".
وحاول الراهب "فلتاؤس المقاري"، الانتحار بقطع شريان يده، وإلقاء نفسه من أعلى مبنى مرتفع بالدير، وبعدها تداولت أنباء عن محاولة انتحار الراهب أشعياء المقاري أيضا بتناوله مادة سامة.
- حبس أشيعاء:
قررت نيابة وادي النطرون، برئاسة المستشار وائل بكر رئيس النيابة، والمستشار أحمد البيلي مدير النيابة، التحفظ على الراهب المشلوح أشعياء المقاري، على ذمة التحقيقات، بعد محاولته الانتحار، إثر قرار المجلس الكنسي والكنيسة من تجريده من رهبنته وعودته لاسمه العلماني وائل سعد تاودرس، وإحالته للطب الشرعي لبيان ما به من إصابات.
- إحالة للمحاكمة الجنائية:
في منتصف أغسطس، قررت نيابة استئناف الإسكندرية حبس الراهب المشلوح أشعياء المقاري، 4 أيام، على ذمة التحقيقات في واقعة مقتل الأنبا أبيفانيوس، ووجهت النيابة العامة لوائل سعد تهم قتل الأنبا إبيفانيوس، واعترف المتهم أمام فريق البحث الجنائي برئاسة اللواء خالد عبد الحميد وكيل مباحث الوزارة بجريمته، وأرشد عن أداة الجريمة، وهي آلة حادة "قطعة حديدة" الذي عثر عليه بمخزن للخردة بالدير، وجرى استخدامه في عملية قتل الأسقف بضربة واحدة فوق الرأس، وأحيل المتهمون إلى المحاكمة الجنائية، وعقب تداول أوراق القضية عدة جلسات أصدرت المحكمة قرارها السابق.