«الأنيميشن» ضيف شرف مهرجانات السينما.. وملتقى «القاهرة» الوحيد المتخصص
أفلام الرسوم المتحركة «الأنيميشن»
منافذ قليلة تفتح أبوابها أمام صناع أفلام الرسوم المتحركة لعرض إبداعاتهم التى قد لا يستوعبها عدد كبير من المهرجانات السينمائية المحلية، حيث يتم التعامل مع الرسوم المتحركة باعتبارها «فنوناً موجهة للأطفال فقط»، ويعتبر مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة الذى تنطلق دورته الـ21 هذا العام، من أوائل المهرجانات التى أتاحت المشاركة لصناع تلك الأفلام بأعمالهم فى مسابقة خاصة للرسوم المتحركة، إضافة إلى المهرجان القومى للسينما الذى يخصص فئة لـ«التحريك»، ويقدم جوائز للفائزين تصل إلى 48 ألف جنيه.
على مدار 22 عاماً نظمت وزارة الثقافة مهرجان القاهرة الدولى لسينما وفنون الطفل برئاسة سهير عبدالقادر، الذى أقيمت آخر فعالياته عام 2015، وكان يهتم بعرض أفلام التحريك، ضمن عدد من الفنون المختلفة الموجهة للأطفال، لكن توقفت فعاليات المهرجان على مدار دورتين، ثم عاد فى 2015 لتكون آخر دوراته، ولكن توقف المهرجان بشكل مفاجئ فى 2016، دون إعلان أى تفاصيل، وقبل أيام كشف الدكتور خالد عبدالجليل، مستشار وزير الثقافة، عودة مهرجان القاهرة الدولى لسينما الطفل بعد توقف 4 أعوام.
«الشافعى»: تنظيم «الملتقى» بمثابة إلقاء حجر فى ماء الصناعة الراكد.. والدعاية أبرز الأزمات التى تواجهنا
وتعتبر الفعالية الأبرز فى إطار الاهتمام بفن التحريك «ملتقى القاهرة الدولى للرسوم المتحركة». وقالت الدكتورة رشيدة الشافعى، رئيس الجمعية المصرية للرسوم المتحركة، إن تنظيم الملتقى بمثابة إلقاء حجر فى ماء راكد بالنسبة لصناع وفنانى التحريك، وأضافت: «بدأنا فى مصر ثم توسع ليصبح عربياً، والآن دولياً، وهو فرصة جيدة لالتقاء الفنانين من مختلف دول العالم، للتعرف على أحدث التطورات فى هذا المجال، وهو المهرجان العربى الوحيد والأول للرسوم المتحركة، فلا يوجد هذا التخصص، وكنت موجودة منذ اليوم الأول للملتقى وسعيدة بما وصلنا إليه على مدار 12 عاماً، وأتمنى أن يكون هناك مهرجانات أكبر». وأضافت «رشيدة»، لـ«الوطن»: «واجهنا بعض الصعوبات فى البداية، حيث كانت تُقام الفعاليات فى أحد المراكز الثقافية، ومع الوقت توسع، ونعرض الأعمال المشاركة فى أماكن متعددة منها الأوبرا والهناجر، وبعض المحافظات، وكان فى البداية يقتصر على الأفلام القصيرة ثم توسع ليشمل الأعمال الطويلة أيضاً، بخلاف استضافة فنانين أجانب لتقديم ورش فنية متخصصة للفنانين المصريين، كما يمنح الملتقى جائزة لإنتاج الأفلام، فنحن لدينا إمكانيات فنية على مستوى عالٍ تحظى باهتمام كبير من المهرجانات، فكان هناك فيلم بعنوان (طريق طويل) حصل على جائزة الدعم من الملتقى فى دورته التاسعة، وحقق جوائز فى المهرجان القومى للسينما إضافة لمهرجان الإسماعيلية».
وعن المشاكل التى يواجهها صناع الرسوم المتحركة، أوضحت قائلة: «الإنتاج هو الأزمة الأبرز، إضافة إلى الدعاية والتسويق، والجوائز التى يقدمها الملتقى للفائزين بسيطة للغاية تتراوح بين ألفين و3 آلاف، وما زال التعامل مع الرسوم المتحركة باعتبارها أعمالاً للأطفال فقط، رغم أنها تشهد مجهوداً كبيراً من فريق عمل ضخم عكس الفنون الأخرى».
«الليثى»: التحريك ليس فناً للصغار وينقصه حماس المسئولين والإمكانيات البشرية متوافرة
وعن ضعف مشاركة أفلام التحريك المصرية فى المهرجانات السينمائية، أشارت الناقدة صفاء الليثى إلى أن أفلام التحريك بحاجة إلى دعم مالى كبير، وقالت: «عندما توليت دعم الإنتاج فى المركز القومى للسينما عام 2009، حاولنا تفعيل ذلك وقدمنا أكثر من عمل، لكن الإمكانيات ما زالت محدودة»، وأضافت: «التحريك ليس فناً للصغار، فهناك أفلام تشارك فى مهرجان الإسماعيلية بها أفكار فلسفية أعمق وأهم من الأفلام التسجيلية أو الروائية القصيرة، وعلى سبيل المثال (كمبوديا) شاركت بفيلم عن (الخمير الحمر)، وبلاد أخرى تقدم أساطيرها فى أعمال تحريك، ولكن الأمر يتطلب إنتاجاً كبيراً ولا يوجد حماس لهذا النوع من الأفلام، والدولة بالكاد تنتج الأفلام الروائية القصيرة».
وأضافت «الليثى»، لـ«الوطن»: لا تنقصنا الإمكانيات البشرية، لكن ينقصنا حماس المسئولين لإنتاج تلك النوعية من الأفلام التى تحتاج ميزانيات كبيرة، ويشارك فى الدورة المقبلة من مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية عدد من أفلام التحريك الطويلة من مختلف الدول، تناقش موضوعات غير مخصصة للأطفال، حيث يتم استخدام التحريك للتعبير عن تلك الموضوعات بشكل فنى».
وتابعت: «اختيار أفلام التحريك فى لجان المشاهدة يكون صعباً بعض الشىء، فهناك تجارب لطلاب معهد السينما تكون جيدة فى حدود الإمكانيات المتاحة لهم، لكنها تختلف عن مستوى الأعمال المشاركة من الخارج، وفى لجنة تحكيم الدورة الأخيرة من المهرجان القومى للسينما رأينا تجارب بها مجهود واضح ولكنها لا تصل إلى المستوى الاحترافى».