انقسام بين رواد محطة مصر حول استقالة وزير النقل.. "الناس هتفضل تموت"
وزير النقل المستقيل هشام عرفات
بين الصدمة والتعجب واللا مبالاة، اختلفت ردود الأفعال المواطنين داخل محطة مصر، فور معرفتهم باستقالة الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، عقب حادث انفجار جرار برصيف 6 في المحطة، ما أسفر عن سقوط عشرت القتلى والمصابين.
وقال خيري منير، إنه تفاجأ بقرار الوزير بالاستقالة، ظنا منه أن الواقعة مشابهة للعديد من حوادث القطارات، معللا ذلك في رأيه أنه ربما كان للوزير وجهة نظر أخرى في ذلك الأمر، أو أنه "ممكن كان شايف انه هيعمل تعديلات ومش هيقدر يكملها بسبب اللي حصل".
وعلى النقيض، يرى أحد الركاب المنتظرين لقطار أسوان، إنه كان يجب إقالة الوزير، مرجعا ذلك لكثرة الوعود التي أطلقها مرات عدة، بينما الحوادث ما زالت مستمرة ويذهب فيها العديد من الضحايا والدماء هباء.
"عادي واحد راح هيجي بداله واحد تاني وهتفضل الناس تموت"، بهذه الكلمات عبر أيمن فاروق، الذي ينتظر قطار أسيوط في الساعه الرابعة عصرا، مضيفا أنه منذ صغره يعي على حوادث القطارات المتعددة والتي لا تتوقف، حيث إنها تحتاج لثورة جديدة، لتغيير جميع أنظمتها وإعادة الروح من جديد لها، سواء بالقطارات أو الانظمة أو القضبان أو حتى باستقدام سائقين جدد أكثر خبرة.
بينما عبرت المهندسة ايمان فرج الله، عن حزنها لاستقالة وزير النقل، حيث ترى أن "عرفات" كان من أنشط وزراء النقل منذ ثورة يونيو، فضلا عن أنه وضع خطة جيدة لتطوير السكة الحديد جرى البدء فيها منذ فترة، فضلا عن أعلانه تخصيص دورات لتدريب السائقين.
ووافقتها في الرأي شقيقتها أميرة فرج الله، قائلة إن الحادثة مفجعة ومؤلمة للغاية ولكن كان يبنغي على الوزير الاستمرار في منصبه لتحدي تلك الأزمة، وتطوير السكة الحديد للأفضل والمضي قدما وتنفيذ خطته، التي تشير مؤشراتها الأولية لكونها جيدة ومتميزة.
نشب حريق هائل داخل محطة مصر، إثر اصطدام أحد جرارات القطارات بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بعد خروجه عن القضبان، ما أدى إلى انفجار "تنك البنزين"، وأسفر عن اشتعال النيران في الجرار والعربة الأولى والثانية بالقطار.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بمحاسبة المتسببين بحادث محطة مصر ورعاية المصابين، متوجهًا بخالص التعازي لأسر الضحايا والمصابين، فيما خصصت وزارة التضامن الاجتماعي 80 ألف جنيه لأسر الضحايا وحالات العجز الكلي، و25 ألف جنيه للمصابين، مكلفة مديرية القاهرة ولجان الإغاثة المركزية بالوزارة؛ بالانتهاء من إجراء الأبحاث الاجتماعية للمصابين وأسر ضحايا الحادث.
وأعلنت وزارة الصحة، عن وفاة 20 مواطنًا وإصابة 40 آخرين في حريق محطة مصر، ونُقل المصابون إلى مستشفيي دار الشفاء، ومعهد ناصر كونهما "مستشفيات إخلاء"، إضافة إلى مستشفيات "الهلال، وشبرا، السكة الحديد" كمستشفيات إخلاء، موضحة أنَّ حالات المصابين تراوحت ما بين بسيطة إلى متوسطة، إضافة إلى بعض الحالات الدقيقة أغلبها كسور وحروق.
وانتظمت حركة القطارات بمحطة مصر ما عدا رصيف رقم 6، بعدما نجحت قوات الحماية المدينة في إخماد الحريق، وتوجه فريق التدخل خلال الطوارئ بالهلال الأحمر المصري إلى موقع الحادث، لتقديم الإسعافات والدعم النفسي للمصابين وأسر الضحايا.