«أسرة هشام»: الأب والأم مصابان.. والأطفال مفقودون
جانب من الحادث
يقف أنور عبدالمجيد، 30 عاماً، موظف هيئة التأمين الصحى، مرتدياً بلوفر وبنطلون جينز، هما زى العمل، يراقب أحد مديرى الهيئة أمام مدخل مستشفى السكة الحديد، متجاهلاً مشادات أفراد الأمن مع المتوافدين على المستشفى، ويمسك بورقة تضم أسماء المصابين من موظفى الهيئة، تلك الورقة أول الخيط الذى يتتبعه للبحث عن أسرة زميله هشام حافظ، 42 عاماً، بعدما وصله الخبر عبر مكالمة هاتفية فى الصباح الباكر: «صاحبك وأسرته اتصابوا فى حريق محطة مصر، روح لهم على مستشفى السكة الحديد».
انطلق «عبدالمجيد» من مقر عمله فى عيادة ناصر برمسيس متوجهاً للمستشفى بصحبة زملائه، أحد المديرين بعد حصر مصابى الهيئة فى الحادث: «جالى تليفون الساعة 10 بلغونى إن زميلى هشام، عامل الصيانة، ومراته وعياله اتصابوا، وإنى أروح لهم مستشفى السكة الحديد»، يضيع وسط الزحام المؤدى لمدخل المستشفى ويعود بعد دقائق: «دخلت المستشفى واكتشفت إن الحالة اللى عدت جنبى بره هو زميلى، وماقدرتش أتعرف عليه، والدكتور قال لى إن الحروق فى جسمه وصلت لـ50%».
لم تنتهِ مهمة «عبدالمجيد» بالعثور على زميله، حيث يبحث أيضاً عن زوجته وأولاده: «كانوا رايحين فرح فى بلدهم فى بحرى، هو وزوجته وولاده الاتنين، واحد فى أولى ابتدائى، وآخر فى 3 إعدادى»، يهرول إلى مستشفى الهلال بعدما علم بنقل المصابين إلى هناك: «عرفت دلوقتى إن زوجته كانت فى مستشفى الهلال، وخرجت من الهلال وراحت معهد ناصر لاستكمال علاجها، وقالوا لنا إن دار الهلال خُصصت بس للوفيات، لكن لسه مش عارفين الأولاد فين».