سائقو التاكسى ضحايا «العملات المضروبة»: اوعى تفكّ فلوس لحد
«رمضان شحاتة» سائق تاكسى تعرض للنصب من قبل أحد زبائنه
ورقة بـ200 جنيه أشهرتها الراكبة فى وجه السائق، ليأخذ أجرته ويعطى لها الباقى، كان وقعها عليه جسيماً، أربكته وأخذ يفكر لثوانٍ قبل أن يفاجئها بالرد: «هى سليمة ولّا مضروبة؟، السؤال الذى أعقبه نقاش ممتد بينهما.
واقعتا نصب تعرض لهما رمضان شحاتة، سائق تاكسى، جعلته يقرر عدم فك عملات نقدية كبيرة للزبائن: «مرة وصّلت راكب لمنطقة الدقى، وقبل ما ينزل قال لى معاك باقى 100 جنيه، إديته الفلوس وأخدت الـ100 جنيه، ولسّه بفتحها وأشوفها كان فص ملح وداب، بعدها بفترة حصل موقف نصب مشابه لورقة بـ100 جنيه، ولمّا قلقت وعرضتها على زمايلى قالوا لى مزورة، بعدها قلت توبة أفك فلوس تانى للزباين».
«شحاتة» ليس الضحية الأولى لانتشار النقود المزورة، ولن يكون الأخير، فبالرغم من وضع البنك المركزى علامة مائية منذ عام 2012 لكل فئة نقدية على حدة تُمكّن المواطنين من اكتشاف التزوير بسهولة، لكنّ كثيرين يسقطون يومياً فريسة لعصابات التزوير.
اللواء المقرحى: الفلوس المزورة يمكن اكتشافها بسهولة.. ويجوز استبدالها بأخرى سليمة من البنك
«يا بنات خلّوا بالكم لما تاخدوا فلوس من حد، اتأكدوا إنها مش مزورة، لأنها حصلت مع واحدة صاحبتى، وأخدت فلوس من محل ملابس مشهور، ولما رحت البيت اكتشفت أنها مزوّرة، مش هقدر أقول اسمه عشان مش عاوزة مشاكل أنا بس حبيت أنبهكم»، دعوة أطلقتها «شاهى» على الإنترنت بسبب انتشار وقائع النصب بالنقود المزورة. تنصح «شاهى» المواطنين بمشاهدة فيديوهات على الإنترنت توضح كيفية اكتشاف النقود المزورة: «فيه صفحات ومقالات كتير بتوضح طرق التمييز بين الفلوس السليمة والمضروبة، وفيديوهات كتير لازم الكل يشوفها».
اللواء فاروق المقرحى، مساعد وزير الداخلية الأسبق لمباحث الأموال العامة، يرى أن العلامات المائية الموجودة فى العملة النقدية، وخاصة الشريط الذهبى أو الفضى لا يمكن تزويرها، وتكون واضحة للعين المجردة، ويعلمها رجل الشارع البسيط بمجرد أن يمسك بالعملة.
ولمزيد من عناصر الأمان، أوضح «المقرحى» أن الفئات النقدية الكبيرة مثل الـ100 والـ200 جنيه بها علامة على الطرف الشمال يصعب تزويرها، وتقوم مباحث الأموال العامة بمجمع التحرير باستمرار بضبط عمليات تزوير العملة، التى يقوم بها غالباً تجار المخدرات والسلاح، وتكون العملات غير حاملة أرقاماً تسلسلية، إنما تحمل جميعها رقماً واحداً: «زمان كان التزوير ينتشر أكثر بين الفئات الأقل مثل الـ20 والـ10 جنيهات، ثم أخذ ينتشر فى الفئات الأكبر».
فور تعرّض المواطن لتلك النوعية من عمليات النصب، ينصح «المقرحى» بالتوجه مباشرة بالعملة المزورة إلى قسم الشرطة لتحرير بلاغ ضد شخص بعينه إذا كان يعرف المتهم، أو ضد مجهول، كما يمكنه تسليمها أيضاً للبنك، وهنا إذا كان المواطن قد تسلّم عملة مزورة من بنك، فعلى الأخير استبدال أخرى سليمة بها على الفور: «أحياناً يكون موظف البنك متواطئاً مع مزور، ويدس أوراقاً مزورة بين الأموال لعملاء البنك، وكانت هناك واقعة بهذا الشأن فى بنك الإسكندرية بشارع قصر النيل».