مطلقات محرومات من التموين: عمرنا اتسرق و«البطاقة» كمان
صرف التموين حلم يراود كثيراً من المطلقات
لم يكن الطلاق الخسارة الأخيرة فى حياتهن، فمن بعده توالت الخسائر المادية والمعنوية، دون أن يتخيلن أنها ستصل إلى حد الحرمان من الحصة التموينية. مطلقات كُثر ينزعجن من عدم الانتفاع بالسلع التموينية، بسبب قيام أزواجهن السابقين بالاستيلاء على البطاقة التموينية العائلية عقب الانفصال مباشرة، وتسجيل الأبناء على بطاقته للحصول على مزيد من السلع التموينية.
«كان عندى بطاقة تموين، وجوزى له واحدة ضامم فيها البنتين، ولما اتطلقنا خد البطاقتين، طلبت منه بطاقتى ورفض، وهو مستفيد بالتموين كله حالياً، وأنا ماباخدش حاجة خالص»، معاناة تعيشها أميرة قاسم، منذ ما يقرب من 8 أشهر، عقب الطلاق مباشرة.
محاولات عديدة قامت بها «أميرة» لحل المشكلة، فتردّدت على مكاتب الشكاوى الخاصة بالتموين، وشرحت لهم وضعها، دون مجيب: «رحت أطلع بدل فاقد، قالوا لى هاتى معلومات عن البطاقة اللى ضاعت، وأنا ماعرفش أى حاجة عنها، لأنى كنت مستأمنة طليقى عليها، وماتخيلتش إنه هياكل عليا التموين، ولما رحت أشتكى، قالوا مش مشكلتنا، وعندهم حق». بعد زواج دام 9 سنوات، أصبحت «أميرة» تعول بنتيها الاثنتين بمساعدة أهلها، بسبب رفض طليقها التكفّل ببنتيه مادياً: «حتى الإيجار أنا اللى بادفعه بنفسى، وللأسف الست أول ما تتطلق بتشيل الليلة كلها».
معاناة شبيهة تعيشها سارة درويش، التى تتكفل مادياً بأبنائها الثلاثة، فى ظل تهرب طليقها منها طوال الوقت حتى لا تحصل على البطاقة، كما يحاول التهرب من الإنفاق، وإضافة الأبناء الثلاثة على بطاقة والدته «الجدة»: «ماكنتش أعرف هما تبع أى مكتب لحد ما عرفت أن طليقى غيّر كمان مكتب التموين علشان ماعرفش حاجة عنه هو وأمه بعد ما ضافوا أولادى فى بطاقتهم».
طليق «أميرة» استولى على «البطاقة» ولم تفلح فى استرجاعها.. و«سارة» تتردد على مكاتب التموين لحل مشكلتها دون جدوى
تقدّمت «سارة» بشكاوى، وحين علم طليقها بذلك أكد لها أنه حذف الأبناء من بطاقة الجدة، ثم اكتشفت فى ما بعد كذب روايته: «فى النهاية أنا مش عارفة آخد تموين ليا ولعيالى بقالى 3 سنين، ومهما أشتكى مفيش حل، وطليقى عمال يماطل لا بيصرف ولا بيسيب حتى التموين آخده».
وقف بطاقة التموين قرار تعسفى اتخذه زوج سابق لسيدة رفضت ذكر اسمها، خشية التعرّض لمشكلات، لحرمانها من حصة التموين، التى كانت تنتفع بها مع أبنائها خلال فترة زواجها، وحتى بعد خلع زوجها منذ عام ونصف تقريباً.
قام طليقها بوقف البطاقة القديمة، وإصدار أخرى جديدة بحُجة أنه فقدها، ثم استحوذ عليها، دون تعويض أم أبنائه: «بقى بياخد التموين بتاعى وعيالى، ويوديه لأمه، واحنا مش مهم».