بريد الوطن| الحنين للماضى «على الفاضى»
الحنين للماضى
«ليه بنقول دى حياتنا وبس، أحلى ما فيها هو الأمس».. سؤال يوجهه عم أحمد منيب لأصحاب مدرسة الحنين للماضى والتمريغ فى ترابه، الذين لا يرون فى الماضى إلا كل جميل، فنه وناسه وأخلاقهم، ولا يرون فى الحاضر إلا كل قبيح، ولا يرون من الحقيقة إلا وجهاً واحداً، متجاهلين الآخر الذى يقول إن الماضى أيضاً كان به القبيح من الفن والخلق، والحاضر كذلك والمستقبل سيكون كذلك هذه سنة الحياة، لكن القبح الذى بداخلهم جعلهم يرون الوجود قبيحاً، يتهمون التكنولوجيا بإفساد الحياة، وهم لا يستغنون عنها، لا يرون فى الشباب سوى سوء الخلق، رافضين احتواءهم متكبرين عن التواصل معهم، يعيشون فى حاضرنا بأجسامهم، وعقولهم فى الماضى، فأصبحوا كما يقول منير «أنا مش رايح أنا مش جاى، أنا مش واقف حتى مكانى»، ونحن لا نريد أن نكون مثلهم، علينا مقاومة القبح فى حاضرنا، وعدم التعايش معه وإبراز كل ما هو جميل، ورى بذرته حتى تتفرع علينا التشبث بأذيال الأمل، لا نريد لأقدامنا أن تكون مهتزة أمثالهم نريد تثبيتها على أرض الحاضر، وعيوننا على المستقبل ونزور ماضينا لا لنجلس بجواره نلطم خدودنا ونمصمص شفاهنا حسرة عليه، لكن لنستحضر منه قيمة قديمة افتقدناها، درساً تاريخياً نتعلم منه، ونبنى على أساساته للمستقبل، فرجاء من أصحاب تلك المدرسة الذين أغرقهم خيالهم العاجز المريض فيها، وحجبهم وهمهم عن الحاضر والمستقبل أن يغلقوا مدرستهم، فالماضى ليس جنة، وليس الحاضر جحيماً.
مصطفى سيد عبدالسلام
الدلاتون – منوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com