خبراء: بعض مُستخدمى «السوشيال ميديا» مصابون بمرض الشهرة
الإخوان استغلوا حادث قطار محطة مصر للترويج للشائعات
أكد خبراء وإعلاميون أن مواقع التواصل الاجتماعى، باتت بيئة خصبة لنشر الشائعات وترويج الأكاذيب، من قِبل بعض الجماعات والقطاعات، التى تسعى إلى توجيه الرأى العام بشكلٍ يتوافق مع سياساتها ومصالحها، كان آخرها خلق قصص افتراضية عن حادث «محطة مصر»، وأضاف هؤلاء أن هناك شريحة من مُستخدمى «السوشيال ميديا»، لديهم حالة من الخواء النفسى والفكرى، ومصابون بمرض الشهرة، وهذه المواقع تمنحهم فرصة الانتشار و«النجومية».
الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز، قال إن التزييف العميق الذى بات ينتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى، يُعد أحد ملامح الوجه القبيح للإنترنت بشكلٍ عام، وبسبب ضعف مهارات التلقى لدى قطاع كبير من الجمهور، وولع بعض الأنظمة وجماعات المصالح بإثارة الاضطرابات، بالتزامن مع توافر التقنيات التكنولوجية، باتت الأخبار الزائفة والشائعات، جزءاً رئيسياً فى المضامين المُقدمة عبر «السوشيال ميديا».
وأوضح «عبدالعزيز» لـ«الوطن» أن تلك السياسات الخاطئة تُسهم فى تحريف الرأى العام عن الحقائق، وخلق واقع موازٍ يُستخدم فى التحريض وإثارة الكراهية، ويُفقد الجمهور الثقة فى وسائل الإعلام كافة، مطالباً بالالتزام بأقصى المعايير المهنية عند تقديم المضامين عبر الإعلام التقليدى، حيث إن افتقاد الأخير للسرعة والجاذبية وقت التغطية، يدفع الجمهور إلى اللجوء للإعلام الجديد.
وتابع: «دون قدر مناسب من التعدد والتنوع، والالتزام بالمعايير المهنية، سيندفع الجمهور إلى التزود بالمعلومات من الـ(سوشيال ميديا) حتى إن كانت زائفة».
وقالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق، إن مواقع التواصل أسهمت فى صناعة البلبلة ونشر الشائعات، حيث إن هناك قطاعاً كبيراً من مُستخدمى هذه المواقع يُشاركون كتابات الغير، دون التأكد من مصداقيتها، فى حين توجد فئة تسير على نهج «أبو العُرّيف»، الذى يزعم أنه عالم بـ«بواطن الأمور».
«عبدالعزيز»: أحد ملامح الوجه القبيح للإنترنت.. و«العالم»: ليس كل ما تُردده الجماعة الإرهابية يستحق الرد
وتابعت «عبدالمجيد»، أن هناك شريحة من مُستخدمى «السوشيال ميديا»، كان لديهم حالة من الخواء النفسى والفكرى، ومصابون بمرض الشهرة، وهذه المواقع تمنحهم فرصة الانتشار و«النجومية»، الأمر الذى يدفعهم إلى صناعة صورة لأنفسهم غير واقعية، لافتة إلى ظهور هذه النماذج عبر وسائل الإعلام والصحافة فيما بعد: «حديثهم يكون تافهاً وسطحياً، رغم اقتناصهم صفة كاتب أو كاتبة».
وأشارت إلى ضرورة التصدى لهذه النماذج، من خلال التأكد من الهوية الحقيقية للشخص الذى يُدلى برأيه بشأن موضوع ما، قبل مشاركة هذا الرأى، حيث يُعد ذلك ضمن مسئولية الفرد، مطالبة وسائل الإعلام بعدم استضافة شخصيات خرجت من عباءة الـ«سوشيال ميديا»، وتصدير تفاهاتهم للرأى العام، إذ من الضرورى مكافحة هذه الظواهر.
فيما وجه الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، اللوم، إلى وسائل الإعلام التقليدية، بسبب تأخيرها فى تغطية الأحداث المختلفة التى تشهدها الساحة من آنٍ لآخر، إذ إنها أتاحت الفرصة لـ«السوشيال ميديا» ووسائل الإعلام المضادة، بنشر الشائعات والفوضى، الأمر الذى يجعل رواد هذه المواقع يلجأون إلى مشاركة الأخبار، دون الوقوف على مدى صحتها.
وأوضح «العالم» أن محتوى برامج القنوات التى تُبث من تركيا، يحقق رواجاً كبيراً على مواقع التواصل، حيث إنها تخدم مصالحها السياسية، من خلال تفسير وتحليل الأخبار وفقاً لرؤيتهم. وأشار إلى أن الفضائيات المصرية تعمل بعيداً عن تكنولوجيا الإعلام الحديثة، إذ إنها تعمل بشكلٍ متأخر فى نقل الأحداث، واصفاً إياها بصاحبة الأداء الهزيل، مُشيراً إلى اهتمام بعض المنصات الإعلامية والمؤسسات الحكومية بالرد على غالبية الشائعات التى تخرج من رحم الإخوان: «ليس كل ما تُردده هذه الجماعة يستحق الرد، فهناك العديد من الشائعات غير المنطقية ولا تستحق الرد، لأن ذلك يعمل على تنشيطها من جديد».