حفيد شقيق سعد زغلول: أدعو إلى تحويل منزله الريفى إلى مزار سياحى
محمد نجيب زغلول
قرر محمد نجيب شلبى إبراهيم زغلول، حفيد شقيق سعد زغلول، توثيق حياة زعيم ثورة 1919 بجمع بعض الصور والمقتنيات والصحف التى تحدثت عنه فى مجلد واحد، ليظل حياً بين الأجيال المقبلة.
على مدار 62 عاماً هى عُمر «محمد نجيب»، رئيس اللجنة المركزية لحزب الوفد بمركز مطوبس بكفر الشيخ، لم تنقطع سيرة الزعيم سعد زغلول من أحاديثه أغلب الفترة التى عاشها، وحرص على نقل ذلك لأبنائه، وكشف بعض تفاصيل حياة الراحل فى مئوية الثورة، ضمن حواره لـ«الوطن»:
ما نسبك للزعيم الراحل سعد زغلول؟
- الزعيم ولد فى قرية «إبيانة»، التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ، ووالده هو الشيخ إبراهيم زغلول، عمدة القرية فى بداية القرن الماضى، وتزوج أولاً من السيدة «فاطمة زغلول» من نفس العائلة، وأنجب منها «عبدالرحمن، ومحمد، وأحمد، والشناوى، وشلبى، وستهم، وفرحانة»، ثم توفيت، ليتزوج لاحقاً «مريم عبده بركات»، من قرية منية المرشد، التابعة لمطوبس، وأنجب منها «أحمد (قاضى واقعة دنشواى)، وفرحانة، وسعيد، وسعد». وجدى هو شلبى زغلول، أخو سعد زغلول غير الشقيق من والده، ولكنهما ارتبطا معاً بعلاقة قوية.
هل حكى لك جدك عن كواليس ثورة 1919؟
- أجدادى ووالدى كانوا يحرصون دائماً على سرد الحكايات والكواليس عن الثورة، خاصة التفاف جموع الشعب المصرى من المسلمين والمسيحيين والرجال والنساء حول سعد زغلول، بوصفه قائداً عظيماً ثار على الاحتلال الإنجليزى، ليدشن وقتها أول حملة توقيعات فى تاريخ مصر خلال ثورة 1919، وتفويضه للحديث باسم الشعب المصرى، ليكتب بداية التغيير فى تاريخ البلاد، وهو ما تسبب فى اعتقاله ونفيه لاحقاً.
محمد نجيب: كان متديناً محباً للخير والأطفال شديد الارتباط بأسرته.. واحتضن التوأم مصطفى وعلى أمين وخصص لهما خُمس ثروته
وهل يعرف أبناؤك تلك الأحداث؟
- بالفعل، أحاول ذلك قدر المستطاع، فضلاً عن أننى أعمل على جمع كافة الوثائق والأوراق وقصاصات الصحف التى يكتب فيها أى شىء عن الزعيم الراحل، رغم أنه فى ذلك الوقت لم تنتشر أو توثق الكثير من وسائل الإعلام تفاصيل الثورة، لذلك أعمل على جمع ما أتوصل إليه فى مجلد واحد لتستفيد منه الأجيال المقبلة، وبخاصة أحفادى وأبنائى.
بعيداً عن السياسة.. ماذا عن حياته الشخصية؟
- اتسم سعد زغلول بالتدين، فهو شخص طيب محب للخير، ووطنى من الدرجة الأولى، يكمل كل صفات الزعماء، ومتكلم متميز، ومدافع قوى عن قضيته، وعطوف، ومحب للأطفال، ولذلك تنتسب قريتنا باسمه، وبأنها قرية الزعيم سعد زغلول، لذلك ينتشر اسم «سعد» بين الشباب والرجال منذ القرن الماضى.
هل كان سعد زغلول منعزلاً عن أسرته؟
- على الإطلاق، كان شديد الارتباط بأسرته، وبعد وفاة شقيقته «فرحانة» وابنتها «رتيبة»، احتضن نجليها مصطفى وعلى أمين فى بيت الأمة، وعمل على تربيتهما ورعايتهما، كما اهتم بأبناء أشقائه رغم انشغاله بالعمل فى القاهرة، وأوصى بترك ثروته لهم، وبعد حفظه القرآن الكريم فى كتّاب القرية التحق بالمعهد الدينى فى دسوق ومنه إلى الأزهر الشريف بالقاهرة، ثم عمل محامياً.
هل أنجب الزعيم؟
- لم يُرزق سعد زغلول بأطفال، وقيل إن زوجته الراحلة صفية زغلول التى تزوجها حين كان فى الـ36 من عمره، وهى ابنة 18 عاماً، طلبت منه أن يتزوج سيدة أخرى لينجب أولاداً، لكنه رفض.
ما الإرث الذى تركه لأبناء أشقائه؟
- كان يملك الكثير من الأراضى، وترك لنا أرضاً مساحتها 56 فداناً فى بنى مزار بالمنيا، خصص خُمسها للتوأم مصطفى وعلى أمين، بينما ظلت كافة متعلقاته فى بيت الأمة بالقاهرة، وبقى مكتبه وكرسيه فى منزله بمطوبس.
منزل سعد زغلول فى مسقط رأسه، هل يحاكى بيت الأمة بالقاهرة؟
- لا يشبهه أبداً، فهو مقام على مساحة فدانين ونصف، وينقسم إلى مبنيين، الأول عبارة عن «سلاملك» مكون من بدروم ودور أرضى، ومبنى آخر «الحرملك»، من 3 أدوار، وكان يستقبل «زغلول» فى الأول كبار الضيوف والباشاوات لإجراء حوارات حول القرارات المصيرية، على رأسهم الخديو عباس حلمى، وعقب الثورة تم تحويله لمدرسة ابتدائية من عام 1953 حتى 2016، ومنذ ذلك الحين غلب عليه الإهمال والتردى.
ولماذا لم تحاول الأسرة إنقاذه من الإهمال؟
- طالبنا بتحويله إلى مزار سياحى إلا أننا لم نتمكن من ذلك لأن كل متعلقاته موجودة فى بيت الأمة بالقاهرة، والمنزل بالقرية شبه خالٍ إلا من كرسيه ومكتبه.