مرت تلك اللحظات كأسرع ما يكون، صراخ وبكاء ودهشة، بينما كانت الصغيرة تنزف من جبهتها دما، بعدما غرس كلب ضال أنيابه في جبهتها ومزق شفتيها، داخل أحد أحياء شبرا مصر، رغم كونها مسالمة لم تتخط السنتين بعد، لتتحول اللحظات التي كان من المفترض أن يلهوا فيها الأطفال مع أمهم إلى أوقات مرعبة، غير أن ذلك الكلب لم يؤذي تلك الطفلة فحسب.
اصطحبت هايدي سيد أطفالها إلى المكتبة التي يملكها والدهم، ليكونوا حولها بدلا من الجلوس طيلة الوقت في المنزل، وكانت «مليكة» تتحرك أمام عين أمها، وتقف مع أختها، لكن الأخيرة اتجهت لتنادى أخاها الذى يلعب الكرة، ويهجم على الصغيرة ذلك الكلب، الذى فر بعدما اقترب منه صبي آخر كان يقف على مقربة: «مامتها اتصلت عليا، وسمعت صوت صراخ بنتي، جرينا بيها على مستشفى الخزندارة قالوا معندناش المصل، جرينا على حميات العباسية وهناك خدت حقنة وفاضلها كمان 5».
يحكي وليد سامي، مدرس الرياضيات ووالد الطفلة، الذي صدم حين رأى مقطع الفيديو الذي صورته كاميرات المكتبة التي يملكها: «الموضوع نفسه كان صادم، بس لما شفت فيديوهات بنتي الصدمة كانت أكبر، ونفسيا مبقتش كويس» يحكى الرجل ذو الـ42 عاما، والذي حمد الله لوجود طفل على مقربة من ابنته: «مامتها كانت عينيها عليها، ومفروض أختها كانت ماسكاها، وعلى الرصيف فمش متوقع أبدا حاجة زي دي تحصل» يستكمل الرجل الذي استاء من الهجوم على والدة الطفلة، والتبرير لما حدث: «حرام عليهم والله، وبنتي مش أول ضحايا الكلب ده».
في يوم الخميس ذاته، الذي أصيبت فيه الطفلة، كان آدم ذو الـ6 سنوات، يسارع إلى النزول من منزله، لاستقبال أبناء خالته، وكان أمام المنزل طبق صغير وضعه الأهالي ليشرب منه القطط والكلاب، وبحسب الأم فإن ذات الكلب الذي هجم على مليكة هجم على ابنها، وقضم عقلة من أصابع يده، وجرح الأخرى، بينما كان يحاول آدم منع وصول أنياب الكلب إلى وجهه قائلة: «جريت على مستشفى ماري مرقس ومنها على شبرا العام ومنها لعيادة خاصة وبعد كده معهد ناصر، واستقبلونا كويس لكن قالولنا في احتمالية بتر للصباع».
تحكي هاجر أحمد والدة الطفل، والتي شاهدت فيديو عض مليكة: «هو نفس الكلب، وقبل كده شفنا الكلب ده نفسه خانق معزة من رقبتها وبيجرى بيها»، ولا تزال هاجر مع ابنها داخل المستشفى لا تعرف مصير إصبعه، تتمنى أن يطمئنها أحد، أو يخبرها بمصيره متابعة: «هما حاجزيني بيه بس، وبيعلقوله محاليل كل شوية لكن أنا مش فاهمة حاجة، هيا العقلة اللي اتقطعت دى متعلقة على حاجة خفيفة».
تتذكر السيدة عددا من الوقائع لذلك الكلب، الذي قام بعض ابنة جزار في المنطقة، وروع آخرين، ليقوم الأهالى بعد حادث مليكة بقتله، مستكملة: «نفسنا ده ميتكررش تاني».
تعليقات الفيسبوك