مدير «أكاديمية الأوقاف» لــ «الوطن»: نعد عالم دين مستنير يتفاعل دون جمود (حوار)
د. أشرف فهمي مدير أكاديمية الأوقاف
نعمل على إعداد عالم الدين المثقف المستنير الذي يتفاعل مع قضايا الوطن دون جمود أو انغلاق
أكد الدكتور أشرف فهمي مدير أكاديمية الأوقاف الدولية، أن الوزارة تسعى لتحول العاملين بالحقل الدعوي من «الحفظ والتلقين» إلى الفهم والتعامل مع المستجدات برؤية عصرية مستنيرة واعية.
وأوضح فهمي، خلال حواره مع «الوطن»، أن الوزارة تعمل على إعداد عالم الدين المثقف المستنير الذي يتفاعل مع قضايا الوطن دون جمود أو انغلاق، وأن أكاديمية الأوقاف منارة للعلوم وتعمل على تنوير للعقول وتصحيح لمفاهيم.. وإلى نص الحوار:
أكاديمية الأوقاف الدولية قلعة تجديد الخطاب الديني وإعداد الدعاة
ما الجديد الذي تقدمه أكاديمية الأوقاف للآئمة والعاملين بالحقل الدعوي؟
- في البداية، وزارة الأوقاف رفعت شعار منذ تولي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المسؤولية في 2013، التدريب والتثقيف كسلاح رئيسي في المواجهة الفكرية، فالتأهيل والتدريب منهج ثابت وعملية مستمرة لا يجب أن تتوقف حتى نستطيع مواكبة ظروف العصر ومستجداته، وألا ننعزل عن واقعنا وعالمنا المعاصر.
ورأت وزارة الأوقاف إنشاء أكاديمية لها، تكون منارة للعلوم والثقافة، وتعد من مقتضيات العصر لمواجهة التحديات والقضايا المستجدة، تعمل على إخراج جيل من الأئمة أصحاب فكر مستنير ولديهم رؤية للمستقبل، قادرين على الإقناع وإقامة الحجة، يتحملون مسؤولياتهم أمام ربهم ووطنهم، متسلحين بالمنهج الأزهري الوسطي في مواجهة الأفكار المتطرفة والهدامة والانحلال والتسيب والإهمال.
وانطلاقًا من دور مصر الريادي والحضاري، وجه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف جل اهتمامه برفع المستوى العلمي والمهاري والتقني لنشر الفكر الأزهري المعتدل في شتى ربوع العالم، فنسعي لمواجهة الفكر المتطرف من خلال ائمة وسطين قادرين على المواجهة والتواجد المجتمعي بين المواطنين.
نسعى للتحول من «الحفظ والتلقين» إلى الفهم والتعامل مع المستجدات برؤية عصرية مستنيرة واعية
ما المناهج التي تدرس داخل الأكاديمية؟
- الوزارة تعمل علي ضرورة الانتقال من مناهج الحفظ والتلقين إلى مناهج الفهم والتحليل والتأمل والتفكير بالتعمق في دراسة مفاتيح العلم وأدوات الاجتهاد والفهم بدراسة علم أصول الفقه، وقواعد الفقه الكلية، وفقه المقاصد، وفقه الأولويات، وفقه الواقع، للتعامل مع الجزئيات المستجدة والمستحدثة برؤية عصرية مستنيرة واعية، والعلوم التي تدرس بالأكاديمية من شأنها أن تبني عقول المتدربين المنوط بهم تنوير عقول الناس.
وبدأنا الدراسة بالجانب الشرعي إضافة إلى محاضرات في علم الاجتماع والحضارة، والإعلام الدعوي، والبناء الروحي للإمام، وعلم أصول الفقه الذي يهتم ببناء العقول وتوسيع المدارك، كما استهللنا الدراسة بالأكاديمية بالمؤلفات التي أخرجتها الوزارة للنور حديثًا، وهي كتاب الكليات الست الذي يجعل من المحافظة على الوطن ركنًا أساسيًا في الكليات، ومنها كتاب «مفاهيم يجب أن تصحح».
حيث يستفيد المتدربون منه المفاهيم الصحيحة للجهاد، والتكفير، والحاكمية، والمواطنة التي يتقوم على المساواة بين جميع أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات، والإرهاب، والجزية، ودار الحرب ودار السلام.
- وماذا عن تدريس السنة؟
- يتم تدريس كتاب «الفهم المقاصدي للسنة النبوية» للرد على المتطرفين وأصحاب الفكر الجامد والمتحجر، كذلك هناك كتاب «قواعد الفقه الكلية»، ومن فوائده توسيع أفق الأئمة ومداركهم العلمية بمختلف المعارف والعلوم والربط بين العلم وفقه الواقع، ما يصب في إعداد عالم الدين المثقف المستنير الذي يتفاعل مع قضايا الوطن دون جمود أو انغلاق ، الأمر الذي يمكنهم من التعامل مع المستجدات العصرية.
أكاديمية الأوقاف إنارة للعلوم هدفها تنوير للعقول وتصحيح لمفاهيم
هل الأكاديمية قاصرة على العلوم الشريعة فقط؟
- لا نقف عند هذا الحد بل يتم إضافة دورة الحاسب الآلي وتعليم اللغات الأجنبية، للتواصل بين الشرق والغرب انطلاقًا من دور مصر الريادي والعلمي والحضاري، للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي؛ ليعيش الأئمة مع مفردات مجتمعهم ويشاركون في حل استخدام التكنولوجيا الحديثة إشكالياتها الحديثة على جميع الأصعدة، ومن أبرز ما في الخطة العلمية للأكاديمية سيدرس إن شاء الله بجانب العلوم الشرعية تدريس الأمن القومي وعلم الاجتماع وعلم النفس وعلم الجمال، والآثار المصرية العظيمة، وحروب الجيل الرابع والخامس.
كيف تحدث اختيار المحاضرين بالأكاديمية؟
- هناك نخبة متميزة من كبار علماء مصر ومفكريها وأساتذة الجامعات مثل مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، والمفكر السياسي الكبير الدكتور مصطفى الفقي والداعية الاسلامي الحبيب علي الجفري، والشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والدكتور محمد سالم أبو عاصي عميد كلية الدراسات العليا السابق، والدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية.
ماذا عن تدريب أئمة الدول الأفريقية والأوروبية؟
- الفترة الحالية نركز على الأئمة المعينين بوزارة الأوقاف بجمهورية مصر العربية لرفع المستوى العلمي والإداري والفني والمهاري، وقد أعلن وزير الأوقاف أن الأكاديمية تفتح أبوابها لمن يرغب في التدريب من الخارج عبر الوسائل المشروعة، ونؤكد أن الأكاديمية تستضيف الطلاب الوافدين من مختلف دول العالم وبخاصة دول أفريقيا والذين يرعاهم المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
ماذا عن تجهيزات المعيشة داخل مبنى الأكاديمية؟
- أكاديمية الأوقاف صرح كبير ومشروع دعوي عصري، يضم أربعة أدوار، وقاعات تدريس منها ما يسع 40 فردًا ومنها ما يسع لمائتي فرد، وهي مجهزة بأحدث وسائل التكنولوجيا، وبها معمل حاسب آلي، وقاعة للترجمة واللغات والصوتيات كما تضم مطعمًا كبيرًا يسع لأكثر من مائة فرد، وقاعة احتفالات كبرى تسع لأربعة فرد تقريبًا، إضافة إلى أنه يضم غرفًا للسكن والإعاشة، وغرف فندقية .