«عبدالرسول».. تنحّى عن إدارة مطعمه ويقشر يومياً 25 كيلو خضار
«عبدالرسول»
بعد أن بلغ الثالثة والثمانين من عمره، تنحّى عن إدارة المطعم الخاص به فى شارع الحافظية بمنطقة شبرا، ترك إدارته لأبنائه الثلاثة الذين انتهوا من دراستهم، ولم يجدوا فرصة عمل، وجلس أمام المطعم متولياً مهمة تقشير وتقطيع الخضراوات، ما يقرب من 25 كيلوجراماً يومياً على حسب قدرته.
منذ الصباح الباكر يبدأ عبدالرسول محمد، يومه بالذهاب إلى غرفة أبنائه لإيقاظهم، ثم التوجه إلى المطعم، وبدء تفريغ أجولة البطاطس والباذنجان والبصل، وينزوى فى ركن بعيد عن ضوضاء الزبائن الذين يعرفون أنه صاحب المطعم، ولكنه فضل العمل فى هذه المهمة.
بعد أن بلغ الـ83 عاماً ترك المحل فى عهدة أبنائه
«بزهق من قعدة البيت، وصحتى على قدى مش هقدر على إدارة المطعم زى الأول، لكن برضه مش هقعد فى البيت، أنا فضلت الشغلانة دى بعملها وأنا قاعد وولادى اللى فى إيديهم كل حاجة».. قالها «عبدالرسول»، الذى لم يأتمن غريباً على تجارته وأمواله: «ولادى فيهم البركة لما خلّصوا دراستهم، ومحدش فيهم اشتغل قلت هما الأولى وأقدر أئتمنهم على شغلى وفلوسى ونقلت لهم خبرة السنين الطويلة فى المجال ده».
لدى «عبدالرسول» ابن تخرج فى كلية السياحة والفنادق، يتولى قلى الطعمية، والابن الثانى تخرج فى كلية الإعلام جامعة الأزهر، ويتولى إعداد عجينة الطعمية والسلطة، أما الابن الثالث، والذى حصل على مؤهل متوسط، فيتولى إعداد الساندويتشات للزبائن: «الحمد لله إنى عندى مكان يشتغلوا فيه، بدل ما يقعدوا فى البيت».
يتذكر «عبدالرسول»، أنه تعلم المهنة من أحد أقاربه عندما كان يعمل معه، وأحياناً كان يتحمل مسئولية المحل وحده عندما يغيب: «كل اللى اتعلمته علّمته لولادى اللى شايلنى دلوقتى، ولو ليّا أى ملاحظات على أدائهم بقولهم عشان يبقوا عارفين كل أصول المهنة، ويقدروا يتحملوا المسئولية من بعدى».