«مكانى» يستلهم «ماما جلوريا» لتقديم أكلات أفريقية على الكورنيش.. عندما يصبح الطعام فناً
مطعم «مكانى» على كورنيش أسوان
على كورنيش أسوان، عاصمة الثقافة الأفريقية، يمكنك أن تبحر فى قلب القارة السمراء من خلال زيارة لمطعم «مكانى»، الذى يستقبلك برسوم أفريقية، وماما جلوريا التى تقيم فى سواحل جنوب أفريقيا «جوهانسبرج»، تجمع الأعشاب وتضع الدجاج فى تتبيلة فريدة لتقدمه للباحثين عنها بنكهات أفريقية خاصة، ثم يأخذك «مكانى» فى رحلة حول القارة التى خُطت بألوان الأعلام المبهجة تنتهى فيه الرحلة فى قلب العاصمة الأفريقية «أسوان»، حيث يجب أن تتنقل العادات والثقافات بين الشعوب فى عالم أصبح قرية صغيرة.
بعد أن بحث محمد مصبح عن مقهى أو مطعم يقدم مشروبات وأطعمة غير تلك التى تعود عليها، فلم يجد فى أسوان ما يبحث عنه، وقرر أن يفتتح «مكانى»، ليقدم فيه نكهات أفريقية تُطهى بطريقة ماما جلوريا.
4 أعوام أمضاها «محمد مصبح، 44 عاماً، الذى عمل فى السياحة أكثر من ربع قرن، فى دراسة السوق المصرية، فيما كان صديقه الأسوانى أحمد دكرونى، المقيم فى لندن، والذى أصبح واحداً من أهم 7 مديرين للأغذية فى العالم، هو الآخر يبحث ويدرس ليصل لفكرة جديدة، حتى عرفا معاً عن «ماما جلوريا» التى ذاع صيتها فى المحيط الذى تعمل فيه، فبحثا عن خبراء فى تقديم الطعام الأفريقى فى مصر فلم يجدا سوى مطعم فى القاهرة يقدم بعض الأطعمة الأفريقية ضمن قائمة طعام طويلة، فما كان من الشابين سوى تدريب طهاة وعاملين فى مجال الأطعمة على أسلوبهما الجديد.
وحكى مصبح لـ«الوطن» عن أن الإعداد للمطعم الأفريقى استمر 4 سنوات ليأتى افتتاحه فى أول فبراير الماضى هو محض صدفة، بعد أيام عدة من إعلان مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى وأسوان عاصمة للشباب، وبذلك يستطيع هو والعاملون معه التجهيز لاستقبال وفود أسوان من أفارقة وغير ذلك، من خلال اختبار عمل المطعم لمدة شهر قبل زيارة الرئيس السيسى إلى أسوان، مما يُمَكن من تلافى أى عيوب أو سلبيات، وبالتالى تقديم صورة متميزة لمصر عامة وأسوان على وجه الخصوص، بطريقة مختلفة تنقل ثقافة الشعوب عبر الطعام، ويضيف: «حرصنا نخلى المطبخ مفتوح وكونتر الشيف يكون مش عالى علشان زوار المطعم يقدروا يشوفوا الأكل وهو بيستوى ويشموا ريحة كأن ماما جلوريا قاعدة معاهم بتطبخ وسط رسومات وألوان مبهجة من أفريقيا، وخليت كل بلد تبان بعلمها علشان لما اللون هيشدك مش هتنسى البلد».
«مصبح»: دربنا طهاة على الخلطة الأفريقية.. والإعداد للمطعم استغرق 4 سنوات.. وجاهزون لاستقبال الضيوف
«إحنا أول ناس نعمل مطعم على الطريقة دى وطبقنا خبرتنا فى السياحة، وخلال فترة دراسة السوق جالنا عروض إننا نعمله فى بلاد تانية زى الإمارات، بس إحنا رفضنا لأننا اشتغلنا كتير فى السياحة قبل الثورة عند شركات أجنبية وكنا سبب إن الشركات دى تتكرم فى كل أوروبا، لكن المرة دى قلنا نعمل مشروع لحسابنا باسمنا وباسم مصر ونسيب بصمة فى بلدنا»، تلك كانت كلمات مؤسس المطعم الأفريقى الأسوانى «مكانى»، بعد أن أخرجته الثورة من سوق السياحة، فبعدها ومنذ 9 سنوات أنشأ مقهى «مكانى» لتقديم المشروبات بطريقة مختلفة تنافس المقاهى الحديثة المتعددة الجنسيات والتى خلت أسوان منها، وعمل على تطوير الفكرة حتى افتتح المطعم الأفريقى هذا الشهر.
فى أول أيام الافتتاح التمهيدى للمطعم حقق إقبالاً كثيفاً ليس فقط من المصريين والأفارقة، بل من موظفين أوروبيين يعملون فى المحافظة الصعيدية، مثل الألمان العاملين بالمؤسسة الجورمانية الذين عكفوا على إمضاء أوقات راحتهم كل يوم فى المطعم يستقبلون ضيوفهم فيه، كما استضاف المطعم رئيس هيئة وادى النيل السودانى وضيوفه من مختلف دول القارة الأفريقية خلال إقامته بأسوان، ما جعل «مصبح» يتطلع ليكون مطعمه ذا موقع مهم خلال الفعاليات التى تستضيفها عاصمة الشباب الأفريقى وعاصمة الثقافة، فيتواصل الآن مع الجهات المعنية للموافقة على وضع أعلام دول القارة حول «مكانى»، المطعم الوحيد الذى يقدم قائمة أطعمته بنفس أسعارها للمصرى وللأجنبى مع اختلاف اللغة فقط.