«الخضرة».. انهيار «دويقة» جديد فى حدائق العنب
تواجه قرية الخضرة التابعة لمركز الباجور فى محافظة المنوفية -التى يقطنها أكثر من 10 آلاف نسمة، يعمل أغلبهم بالزراعة- ارتفاعاً شديداً فى منسوب المياه الجوفية والصرف الصحى، وسط تقاعس كبير من الجهات المسئولة عن الاعتراف بالأزمة. وشهدت القرية انهيار منزلين، وهجرت عشرات الأسر منازلها خوفاً على حياتهم فى حالة حدوث انهيارات جديدة للمنازل، وعدم وجود حلول سريعة وعلمية لسحب المياه الجوفية، أو صيانة مشروع الصرف الزراعى المغطى، أو البدء فى مشروع الصرف الصحى، إذ يؤكد أهالى القرية أن مشروع الصرف الصحى متوقف تماماً، وكان من المفترض البدء بالعمل فى إنشائه قبل 5 سنوات على الأقل وتسليمه فى أكتوبر من العام قبل الماضى، بالإضافة إلى إهمال مشروع الصرف الزراعى المغطى، الذى يعمل على سحب المياه المتراكمة من الرى إلى الترع والمصارف لمنع ارتفاع منسوب المياه بشكل يضر المزروعات.
وينذر المشهد العام فى القرية بكارثة محققة، حيث ظهرت آثار المياه الجوفية على جدران منازل القرية بما يضر بالأساسات المسلحة والخرسانية، وبيوت الطوب اللبِن، ويحاول الأهالى الحد من الكارثة من خلال رفع دورى للمياه من بيارات الصرف والارتفاع بالمبانى عن سطح الأرض، ولم تسلم المبانى الحكومية من الكارثة، حيث تضررت الوحدة الصحية والإدارة الزراعية وسنترال القرية.
كانت القرية من أشهر مناطق زراعة العنب، وأخصب الأراضى الزراعية بالمنوفية، لذا سميت «الخضرة»، إلى أن ظهرت مشكلة المياه الجوفية التى أضرت بالمحاصيل الزراعية، حيث إن ارتفاع منسوب المياه الجوفية يؤدى إلى ضعف النباتات المزروعة وقلة إنتاجية الأراضى. يقول عبدالفتاح الدجوى، أحد شباب القرية: «لا توجد صيانة حقيقية منذ سنوات لخطوط الصرف الزراعى المغطى، ما أدى إلى تعطلها وتفاقم أزمة المياه الجوفية، بالإضافة إلى تراكمات وتسريبات صرف المنازل، حيث إن القرية لم يدخلها مشروع الصرف الصحى، ما أدى إلى لجوء الأهالى إلى هجر منازلهم والعيش بالقاهرة خوفاً على حياتهم، وتحولت القرية إلى منطقة طاردة للسكان بعكس ما كانت فى السابق».
وأضاف: «تم تخصيص مساحة من أراضى أملاك الدولة لإنشاء محطة رفع للصرف الصحى، وبسبب فساد المحليات تم الاستيلاء على الأرض، التى تقدر مساحتها بـ900 متر، وتم تحويلها إلى قطع صغيرة، وإصدار تصاريح للبناء تم تزويرها، وبنى الأهالى عليها فى ظل الانفلات الأمنى والإهمال الحكومى».
من جانبها، حذرت حركة 6 أبريل «الجبهة المستقلة»، من تكرار كارثة الدويقة بالقرية، حيث إن عشرات المنازل مهددة بالانهيار، وطالبت الجهات المسئولة بالتحرك قبل حدوث الكارثة، وتوفير حد أدنى للحياة الآدمية لأهالى القرية، وحملت المستشار أشرف هلال، محافظ المنوفية، مسئولية الأزمة.
أخبار متعلقة:
الحياة تحت خط «الذل»
فرشوط.. «الطرمبة الحبشية» بديلاً شعبياً لـ«مية الحكومة»
«أم الصغير».. عاشت على «عربان» مبارك وتنتظر معونات مرسى
«بنى خليفة».. أفقر 9 آلاف مواطن فى مصر بشهادة الأمم المتحدة
«ناصر».. تساقط الأطفال فى رحلات الحمير اليومية
«قوتة».. 13 ألف نسمة يعيشون خارج «التغطية»