ازدياد شكاوى الفلاحين من مرض "الصداء الأصفر" على القمح
مرض الصداء الاصفر في القمح
اشتكى الكثير من الفلاحين من أزمة إصابة القمح المنزرع في الأرض بمرض الصداء الأصفر، وهو مرض يصيب أوراق القمح، ما يمنع وصول الغذاء إلى السنابل وعد قدرة النبات على النمو.
وقال محمد برغش (الفلاح الفصيح)، إن هناك شكاوى كثيرة في جميع محافظات مصر بسبب مرض محصول القمح بالصداء الأصفر، مضيفاً أن المرض ظهر في مارس وهو الوقت التي تنبت فيه حبات القمح وتزهر، وأن أي شيء يحدث في المحصول الآن سوف يؤثر على إنتاجيته.
وتسائل برغش، عن سبب مرض المحصول، وما هو الصنف المصاب، ومن المسؤول عن إكثار هذه التقاوي، ولماذا تم خروجها دون وقاية، وأشار إلى أن الفلاحين ستخسر بسبب هذا المرض فمن الذي سيعوضهم.
ومن جانبه، قال راقي عبد الغني، عمدة عزبة الصعايدة بالنمارية في أبوالمطامير، إن هجن القمح مريضة وتحتاج إلى إرشاد زراعي بشكل كبير ولكنه غائب عن دورة، حيث لا يتم عمل توعية لمكافحة المرض، حيث إن القمح في أرضه أصيب بالصداء الأصفر، مما سيقلل إنتاجية الأرض.
وأضاف عبد الغني، أن الجمعية متواجد بها العلاج للمرض ولكن الفلاحين لا تعلم عن تواجده، حيث إن الجمعية تقوم بنشر مواعيد تواجد العلاج على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن كثيرا من الفلاحين ليس لديهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن دور المشرف والإرشاد غائب في الأرض، وناشد بضرورة وجدود دور إرشادي حقيقي لحماية محاصيل الفلاحين من الدمار، مضيفا أن عبوات العلاج تباع بالكاش ونطالب بتقسيط سعرها.
محمد فهيم: جراثيم الفطر انتشرت في الهواء وقامت بعدوة الأصناف الأخرى
وفي نفس السياق، قال الدكتور محمد فهيم، خبير زراعي، إن مرص الصداء كان منتشر في الأصناف البلدي التي كانت تزرع في مصر، ولكن مراكز البحوث قامت بتهجين وتعديل، وإضافة أصناف جديدة مقاومة للمرض.
وأوضح فهيم، أن صنف سدس 12 هو صنف حساس للإصابة حيث ظهرت فيه الإصابة بشكل كثيف، والذي حدث هو أن جراثيم الفطر بدأت في الانتشار في الجو وتسبب في عدوة بعض الاصناف لااخري التي لم يتم اختبار مدي مقاومتها للمرض من قبل، ولكن الإصابة بها أقل بكثير من الإصابة في الصنف الأساسي، حيث ظهرت الإصابة في الدلتا وشمال الدلتا، وفي بعض مناطق شمال الصعيد مثل مدينه بني سويف والمنيا.
وأضاف ان هذا المرض يمكن أن يقلل إنتاجية المحصول لنسبة 30 إلى 40% إذا كانت الإصابة شديدة، حيث ظهر في أصناف 71 و صنف 171 وصنف جيزة 11 وصنف مصر 1.
وأشار فهيم إلى أنه قام بنشر تحزير على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق بهذا المرض، وكان من المنتظر أن يكون للمراكز البحثية ووزارة الزراعة وقطاع الإرشاد دور في مكافحة المرض والتصدي له ولكن هذا لم يحدث.
ولفت أنه من المفترض أن يكون هناك تقرير تنبئ بالأمراض وطرق علاجها ولكن هذا لم يحدث، كما طالب بضرورة وجود وحدة لإدارة الأزمات بالوزارة للتصرف في المشكلات التي تحدث في المحاصيل بشكل مفاجئ.
ونوه إلى أنه يجب على مركز البحوث الزراعية فحص عزلات المرض - عندما ينتشر المرض ويزداد في المحصول ويكون أجيال ودورات مرضية تظهر هذه العزلات - على القمح لمعرفة تأثيره على الأصناف المقاومة والحد من نشاطها.