"طباخ السم داقه".. الشائعات تلدغ "فيس بوك" فى عقر داره
صورة أرشيفية
"بلاها فيس.. مش هنموت يعني"، لم تكن تلك الكلمات الساخرة، التي خرجت على لسان أحد مستخدميه، اختيارية لمستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي، أو دعوة لمقاطعة منتج أو خدمة، وإنما هو عطل وانقطاع للخدمة، صنف بأنه الأطول في تاريخ الشبكة، التي يستخدمها 2.3 مليار مستخدم حول العالم، دام لـ 14 ساعة، ليبقى العالم الافتراضي بلا تواصل، وتطول نيران الشائعات، منبر "الأخبار الزائفة - Fake news" الأول بالعالم نفسه.
فيس بوك يستبعد دور هجمات الحجب في انقطاع الخدمة
موقع التواصل الاجتماعي، الذي احتفل بعامه الـ15 في فبراير 2004، دخل مرمى نيران الشائعات، بعد أن صار منصتها الرئيسية في السنوات الأخيرة، رغم محاولات إداراته الحد من خطورتها ومحاربتها بسياسات مختلفة إلى أنها جاءت متأخرة، لتضطر للنفي بالأمس، قائلة: "انقطاع الخدمة لم يكن نتيجة هجمات حجب الخدمة DDoS"، ليذوق من نفس كأس، الذي تعاني منه حكومات وشخصيات عامة حول العالم، وكان آخرها قبل أيام، شائعة وفاة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، والتي انتشرت على الشبكة الاجتماعية في الجزائر والوطن العربي على نطاق واسع، ولم ينفها سوى ظهوره العلني، عقب عودته من رحلة علاج في سويسرا.
لم تقتصر الشائعات أو "الفيك نيوز"، التي ضربت "فيس بوك"، ، على تعرضه لهجمات حجب الخدمة والقرصنة، بل شهدت فترة توقف الخدمة شائعات كثيرة لا يمكن إحصائها، كتلك الرسالة، التي صارت متداولة بين حسابات مستخدميه في مصر، "نعلم جميع مستخدمينا، أن خوادمنا كانت مزدحمة للغاية في الآونة الأخيرة ،ونطلب مساعدتك لحل المشكلة"، وخرجت أيضًا عدد من الحلول والتفسيرات التي لا أساس لها من الصحة حول العطل، كـ"دوس F8 و F10 والعطل هيتحل، ابعت 10 ملصقات لتمنع حظر حسابك".
الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، ترى أن الشائعات سلاح يستخدم لأغراض خبيثة منذ عشرات السنين، وليس "فيسبوك" وحده السبب فيها، والدليل عدم قدرته على مواجهتها، مشيرة إلى أن الشائعات تكشفها الحقائق المؤكدة، وهو ما عجز الموقع عن تقديمها حتى الآن من تفسير ما حدث، مرجعة السبب الرئيسي وراء انتشار الشائعات غياب الوعي، وليس الوسيلة، التي قد تكون ساهمت في انتشارها بقدر ما، إلى جانب عدم وجود جبهة أو منصة موازية تواجهها بالتثقيف والتعليم الجيد والتوعية.