هو الفيلم الوحيد الذي تنبأ بقيام ثورة 23 يوليو قبل أن تحدث بـ14 عاما، ومنع الفيلم من العرض بأمر مباشر من السرايا الملكية، وظل الفيلم محبوسا في "علب مغلقة" لسنوات.
أنتج فيلم "لاشين" عام 1938، وتدور أحداثه حول "لاشين" قائد الجيش الذي يتميز بالعدل والقوة وهو نقيض لرئيس الوزراء الذي يتربح من موقعه على حساب الشعب، ويحاول "لاشين" أن ينبه الحاكم لما يفعله رئيس الوزراء، ويتم تلفيق تهمة لـ"لاشين"، ويتم إيداعه في السجن، ولكن لا يدرك رئيس الوزراء أنه بفعلته هذه يثير الشعب الغاضب.
الرقابة التابعة لوزارة الداخلية في هذا الوقت منعت عرض الفيلم لأن به مساسا بالذات الملكية، واضطر "ستديو مصر" إلى تغيير نهاية الفيلم كي ينتصر فيها السلطان العادل وينعم الشعب بحبه، بحسب كتاب "100 سنة سينما" للكاتب عزت السعدني.
وضم الفيلم عددا من الفنانين المميزين، فكتب له الحوار الشاعر الكبير أحمد رامي، والسيناريو والحوار أحمد بدرخان، وأخرجه المخرج الألماني فريتز كرامب الذي أخرج لأم كلثوم فيلم وداد، وعمل المونتاج المخرج فيما بعد نيازي مصطفى.
الفيلم بطولة حسن عزت الذي كان له جولاته في هوليود، ولكن كان فيلم "لاشين" أول وآخر بطولاته في السينما المصرية، فقد سافر إلى هوليود عام 1936 وعمل في عدة أعمال فنية وتمثيلية حتى قرر الرجوع الى مصر ليعمل في التمثيل، وتعاون مع المخرج أحمد سالم الذي قام بعمل تجارب له بمكياج وأزياء مناسبة، وحقق قبولا في وقته، وعمل في أفلام: Background to Danger ،Intrigue ،Reap the Wild Wind.
وشاركه في البطولة حسين رياض وحسن البارودي ونادية ناجي، وعرض الفيلم في 14 نوفمبر عام 1938 أمام الجمهور بعد تغيير نهايته.
واختلفت نهاية الفيلم التي شاهدها الجمهور في السينما عن النهاية التي كانت مكتوبة بالسيناريو، التي كانت تعبر عن حالة السخط لدى الشعب ضد الملك وتم تعديلها بان تمكن الملك من حل المؤامرات التي كانت تحاك ضده.
وكان فيلم "لاشين" هو المتنبئ بقيام ثورة 23 يوليو حينما استجاب الجيش المصري للشعب، وعزل الملك فاروق، ويظل الفيلم السينمائي "لاشين" شاهدا على أهمية السينما في حياة الشعوب.
تعليقات الفيسبوك