هربت من جحيم الزوج إلى لهيب الفرن: امسحى دموعك يا «هيام»
«هيام» أمام الفرن
داخل فرن عيش تقف هيام عبدالناصر، كأى صنايعى محترف، تعجن وتقطع وتخبز بمهارة، ثم تبيع للزبائن، فى مشهد ربما لا تألفه الأعين، خاصة فى المناطق الشعبية التى يتصدّر فيها الرجال فى الأعمال الشاقة، لكنها أثبتت على مدار 5 سنوات أنها قادرة على المنافسة أيضاً رغم صغر سنها، وتمتّعها بقدر من الجمال لم تفسده الظروف القاسية التى تعيشها.
اختارت «هيام» هذا الطريق لتهرب من قسوة زوجها وإهانته وتعدّيه عليها بالضرب أكثر من مرة أمام الجميع: «ضربنى بحديدة فى راسى، ورمى عليّا اليمين قدام الناس وكنت باموت»، لتُقرّر السفر من محافظة بنى سويف إلى القاهرة، والاستقرار بمنطقة الطوابق فيصل، تاركة كل شىء عدا طفلها الرضيع «أنس»، وهناك بحثت عن باب رزق لتربية صغيرها، ولم تجد أمامها سوى مهنة أشقائها: «أخويا فرّان، وعلّمنى أصول المهنة فى شهر، فأجرت المحل، وبدأت أعتمد على نفسى».
حاولت «هيام» فى البداية العمل بشهادتها، حيث إنها تخرّجت فى معهد الحاسبات والمعلومات، لكن دون جدوى، فاختارت الطريق الصعب: «بِعت دهبى بـ13 ألف جنيه، واشتريت عِدّة الخبيز، وقُلت للجيران أن جوزى مسافر بره، علشان محدش يضايقنى»، وعانت كثيراً من معاكسة المارة وتعليقات الزبائن، لكنها لم تتأثر وظلت تكافح وطفلها بجوارها يساندها قدر استطاعته، حيث تفتح أبواب المحل، الذى استأجرته بـ3 آلاف جنيه فى الشهر، من السابعة صباحاً وحتى الواحدة بعد منتصف الليل: «ساعات بابات أنا وابنى هنا».
لا تفكر ابنة الـ28 عاماً، فى الزواج مرة أخرى رغم صغر سنها، وكل ما تتمناه هو تربية طفلها وتعليمه: «إذا كان أبوه ماستحملوش، الغريب اللى هيستحمله»، كما أنها تحتمى بجيرانها، الذى يصدّون عنها أى أذى، رافضة مساعدة أى شخص، حتى أشقائها.