طوال فترة حملها، كانت أسماء محمود تبحث على مواقع الإنترنت، وتتابع المسلسلات التركية والأجنبية، لتنتقى من بين أحداثها اسماً يليق بأول فرحتها، حتى استقرت قبل ولادتها بأيام على اختيار «رودينا» لابنتها. «ما كُنتش حابَّة اسم بنتى يكون تقليدى»، قالتها صاحبة الـ 30 عاماً، التى تنتمى إلى مركز أبوقرقاص بمحافظة المنيا، واتفقت مع زوجها مسبقاً على تقسيم اختيار الأسماء بينهما، بشرط أن يكون الاسم غير معتاد داخل مركزهما: «اتفقنا أنا أسمّى البنت وهو الولد، وساعدنا على قرارنا إن الدنيا اتغيرت فى الصعيد، والأسماء اختلفت مع وجود الإنترنت والفضائيات».
تأثر وليد علام منذ صغره ببطلة فيلم سينمائى، وعندما حان وقت اختيار اسم لابنته، لم يفكر طويلاً، وقرر تسميتها «إنجى» بمجرد ولادتها، رغم اعتراض الأهل فى البداية، لكونه غير متماشٍ مع عادات وتقاليد العائلة القناوية، حيث يسمى المولود باسم الجد أو الجدة أو أحد رجال العائلة الكبار، لاعتقادهم أن الاسم جزء من هيبة وكرامة صاحبه: «كنت باحب قصة حب على وإنجى فى فيلم رُد قلبى، وكنت ناوى لما أجيب بنت اسمّيها إنجى، بس الأهل كانوا شايفينه مش مناسب، وتكرر الأمر لما سمّيت ولادى ليث ويقين، رغم أن الأسماء الغريبة بدأت تنتشر فى قرى الصعيد، خاصة بعد ظهور المسلسلات التركى ودخول الإنترنت».
بعد رحلة بحث طويلة لم تجد ناردين بدر اسمين لابنتيها أفضل من «لورين ولاتويا»، لعدم انتشارهما فى مركز ملوى بمحافظة المنيا، لكن والدتها، التى تجد صعوبة فى نطقهما، نصحتها بالتغيير: «ماما ما كانتش عارفة تنطقهم، ففكرت فى أسماء دلع سهلة عليها».
أما عبدالباسط سعيد، الذى لا يجيد القراءة والكتابة، فينسى أسماء أحفاده معظم الوقت، أو يعكس حروفها عندما يقومون بزيارته بمحافظة سوهاج، خلال فترة الإجازة، عاتباً على والديهم لاختيارهما أسماء صعبة النطق: «بناديهم بلولو وسوسو مع إن فيهم ولد، بس هاعمل إيه؟».
تعليقات الفيسبوك