على مدار أسبوع كامل، تخلى فيه عماد العمدة عن قضاء كافة أشغاله، متفرغًا لتزين عدد من جدران الشوارع الرئيسية بمدينة فاقوس، بمحافظة الشرقية، سواء بالرسم عليها أو كتابة بعض العبارات الإيجابية، مع الاستعانة بمساعدة مجموعة من أبناء قريته، الذي يقوم بتعليمهم الرسم بالـ"جاليري" الخاص به.
ولم يكن في قدرة الرجل صاحب الـ42 عام، سوى تطوعه بالمجهود والإشراف، بعد ما تولى أحد الأهالي شراء أدوات ومستلزمات الرسم والتلوين على نفقته الخاصة، لتجميل جدران المدينة المشوه من كتابة العبارات المسيئة، والرسومات غير المفهومة، بعد فقدانهم الأمل في تحرك المسؤولين تجاه الشكاوى الكثيرة المقدمة على مدار السنوات.
وقال: "وضع الجدران عندنا صعب جدا، مش بس الشوارع الرئيسية اللي محتاجة تجميل كل الشوارع بس إحنا بدأنا بالرئيسية عشان هي اللي ظاهرة في وجهة المدينة، ودعوات الناس لينا أكتر حاجة محمسنا للشغل".
ويستغرق "عماد"، بصحبة فريقه المكون من 30 فرد، أصغرهم يصل عمره 7 أعوام، ما يقرب من 10 ساعات خلال اليوم، للانتهاء من كافة الرسومات وتلوينها قبل انتهاء الأسبوع، مستعينًا بعدد من الأشخاص لملاحظة الأطفال أثناء العمل تجنبًا لتعرضهم لأي أذى، مع حماية الأدوات أيضًا.
وتابع: "خلصنا 20 حيطة وهنفضل نرسم لحد ما نخلص أكبر عدد من الجدران، كلنا اتبرعنا بالمجهود لتجميل مدينتنا، استغليت مشاركة فريقي عشان يزيد خبره و مهارة في الرسم، عشان برسملهم وهما بيلونوا أو يمشوا على الرسمة".
رسومات متنوعة صممها "عماد"، الذي يهوى الرسم منذ الطفولة حتى أصبح عمله الوحيد، خصيصًا لتزين الجدران، يجمع بين المناظر الطبيعية والكرتونية، والتي تحمل معاني إنسانية، منها تقدير دور عامل النظافة، قائلا: "نفسي نلون كل الجدران في المدينة، بس للأسف مش هقدر أبعد عن الشغل أكتر من أسبوع، عشان معنديش مصدر رزق غيره، و فخور برسومتنا اللي ملت الجدران بهجة، كمان لإحنا مش أحسن من بتوع القاهرة اللي بيرسموا في الشوارع والسلالم".
تعليقات الفيسبوك