عمر عبدالعزيز: الإخراج بالنسبة لى «مش أكل عيش».. وحرق مشروع تخرجى ومنعى من التعيين فى المعهد ساعدنى
المخرج عمر عبد العزيز مع إدارة مهرجان الأقصر
مسيرة سينمائية قاربت الـ40 عاماً، استطاع صاحبها أن يترك بصمة مميزة حتى أصبحت أعماله أيقونات سينمائية فريدة: «الشقة من حق الزوجة»، «يا رب ولد»، و«هنا القاهرة»، ليستحق المخرج عمر عبدالعزيز التكريم عن مشواره السينمائى الممتد فى الدورة الـ8 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، ومن المقرر أن يتسلم التكريم فى حفل الختام يوم الخميس المقبل.
عبّر المخرج عمر عبدالعزيز عن سعادته بالتكريم، قائلاً: «لم أكن أنتظر التكريم، ولكنه إحساس مزج بين أن يتذكرك أحد وأنت على قيد الحياة ويشكرك على أعمالك، وبين إدراك السنوات التى مرت سريعاً، فطوال الوقت أشعر أننى ما زلت خريجاً جديداً من معهد السينما، ولكنى خريج دفعة 1976، أى منذ 43 عاماً، ولو قال لى أحد وقتها إننى سوف أُكرَّم بعد تلك السنوات على أعمالى فلم أكن لأصدقه، فلم أكن أفكر وقتها فى ذلك، كنت فقط أرغب فى صنع فيلم يرسم الابتسامة على وجوه الناس، لأن الابتسامة من وجهة نظرى تقترب من الصدقة الجارية. عندما كنت أشاهد الأفلام الكوميدية وأنا صغير رغبت فى أن أدخل ذلك المجال وأقدم أفلاماً حقيقية يشاهدها الجمهور كل مرة كأنها أول مرة، بخلاف الأفلام التى لا تصلح سوى للمشاهدة مرة واحدة».
وعن بدايته فى مجال الإخراج، روى «عبدالعزيز» لـ«الوطن»: «بدايتى كانت صعبة، تمت مصادرة مشروع تخرجى، ومنعى من التعيين فى معهد السينما، وقيل وقتها إن الفيلم به جانب سياسى، وكان يعبّر عن وجهة نظرى فى أن سياسة الانفتاح ستؤدى إلى نتائج غير جيدة، التحول من الاشتراكية إلى الانفتاح نقلة كبيرة ندفع ثمنها حتى الآن، وتفاجأت بمصادرة الفيلم وحرق النيجاتيف، وبعدها بسنوات عملت فى التليفزيون وتم فصلى، فكان هناك نوع من التعنت ضدى، وهو ما أدى إلى الاشتباك مع مديرىّ، وساعدنى ذلك على التعجيل بإخراج أول أفلامى بعد تخرجى بخمس سنوات، واعتبرت ذلك من باب «رب ضارة نافعة»، ومرت السنوات وقدمت أعمالاً أنا راضٍ عنها وأعمالاً أخرى لا».
وعلى الجانب الآخر، يستعد «عبدالعزيز» للعودة إلى الساحة الفنية بفيلم «قرفة بالجنزبيل» المأخوذ عن رواية «عتبات البهجة» للكاتب إبراهيم عبدالمجيد، والذى قامت المخرجة هالة خليل بكتابة السيناريو له، وذلك بعد غياب دام 14 عاماً منذ فيلم «فرحان ملازم آدم» عام 2005، ومن المقرر أن يجمع الفيلم فى بطولته بين يحيى الفخرانى وفاروق الفيشاوى.
وأشار «عبدالعزيز» إلى أن «الجو العام»، على حد تعبيره، لم يكن فى أفضل حالاته، فضلاً عن الأزمة الإنتاجية التى يعانى منها الكثيرون فى الوسط السينمائى منذ الثورة، ومعظم الأفلام كانت تجارية أكثر من اللازم، متابعاً: «وكنت أعد نفسى طوال الوقت بالعودة للإخراج، وعُرض علىّ فى تلك الفترة مجموعة من الأعمال، ولكنى رفضتها لأن الموضوع بالنسبة لى ليس (أكل عيش)، فأنا لست مضطراً إلى تقديم تنازلات، حيث أعيش بمفردى وأستطيع التأقلم على العيش بـ10 جنيهات أو مليون جنيه، وفى تلك الفترة شغلت نفسى بعملى كرئيس اتحاد النقابات الفنية، ووكيل نقابة المهن السينمائية».
سعيد بتكريم "الأقصر الأفريقى" لأنه حدث وأنا على قيد الحياة.. وأعود للسينما بعد 14 عاماً بـ"قرفة بالجنزبيل".. و"عتبات البهجة" دافعى للظهور فى رمضان المقبل
وأضاف «عبدالعزيز»: «بعد قراءة رواية إبراهيم عبدالمجيد (عتبات البهجة) بعد صدورها مباشرة تحمست لتقديمها، وتمت كتابة السيناريو لها أكثر من مرة حتى تم الاستقرار على السيناريو الأخير، فالنص الجيد كان دافعاً كبيراً بالنسبة لى حتى أعود بعمل جيد، وأحببت التجربة مع هالة خليل، خاصة بعد ما تحمست لها، فهى مخرجة مميزة وأحبها كسيناريست جيدة، ومن المقرر أن نتابع العمل على الفيلم بعد شهر رمضان، خاصة مع ارتباط الفخرانى والفيشاوى بعرض مسرحى».