"الفلاح لا يتحدث قط عن الفن.. وإنما يصنعه" هكذا يرى المعماري المصري حسن فتحي في كتابه "عمارة الفقراء"، الذي يتناول فيه تخطيط وتصميم وبناء قرية القرنة بالأقصر، حيث استخدم الطين كمادة بناء وبنيت بالعمارة المحلية التقليدية بطريقة تشاركية، فكانت تجربة شاملة ليست معمارية فقط إنما اجتماعية وسياسية واقتصادية.
ولد حسن فتحي في مثل هذا اليوم 23 مارس لعام 1900 في مدينة الإسكندرية، وتخرج من المهندس خانة (كلية الهندسة حاليًا) بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا).
من أبرز أعماله كتاب "عمارة الفقراء" الصادر باللغة الإنجليزية ومن ثم ترجم للعربية على يد الدكتور مصطفى إبراهيم فهمي، صدرت طبعته الأولى تحت عنوان "القرنة: قصة قريتين" في طبعة محدودة من إصدارات وزارة الثقافة المصرية عام 1969 بالقاهرة.
ونُشِر الكتاب بعد ذلك في الولايات المتحدة عام 1973، بواسطة جامعة شيكاغو ثم نشر في مصر عام 1989 بواسطة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وبعدها صدرت ترجمته العربية عام 1993 عن كتاب "أخبار اليوم" وأعيد طبعه في سلسلة مكتبة الأسرة عام 2000.
الكتاب الذي يرجح العودة للبناء بالطوب اللبن يقع الكتاب في أربع فصول، هي: (لحن الاستهلال: الحلم والواقع - لحن الترنيمة (كورال): الإنسان والمجتمع والتكنولوجيا - لحن الترديد (فوجة): المهندس المعماري، والفلاح، والبيروقراطي - لحن الختام: القرنة في سبات) فضلا عن 6 ملحقات تحتوي بعض الدراسات والإحصائيات حول طرق البناء بالطوب اللبن وتكلفتها الاقتصادية.
تناول الكتاب العديد من المحاور الخاصة بالقرية المصرية والتي تمس التراث بشكل خاص، ورغم كونه معماري عالمي لكنا رأينا القرية تتفوق عليه طوال الكتاب فكتب “الحداثة لا تعني بالضرورة الحيوية، والتغير لا يكون دائما للأفضل"، محاولا إنقاذ الفردية بالقرية والتقاليد المحلية مراعيا الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية، فضلا عن استعراضه القرنة الجديدة.
تعليقات الفيسبوك