متأخراً بعض الشىء شاهدت فيلم (فى سبع سنين)، وهو فيلم وثائقى أنتجته قناة الجزيرة، ويعرض فيه صانعوه نماذج مختلفة لشباب مصريين أربعة، منهم ملحدون وثلاثة منهم إرهابيون، يحملون السلاح ويقاتلون فى سوريا.. ولسبب ما فى بناء الفيلم فإن النصف الأول من الفيلم يعرض قصص فتاتين وشابين تحولوا إلى الإلحاد.. أما النصف الثانى فيعرض قصص ثلاثة شبان تحولوا إلى إرهابيين.. أما السبب الذى أفقد المؤمنين إيمانهم وجعل الإرهابيين إرهابيين، ويكاد صانعوه يضعونه على ألسنة الأبطال فهو خروج الإخوان من الحكم، وقيام ثورة الـ٣٠ من يونيو.
يقلب الفيلم الحقيقة التى تقول إن أعداد الشباب الملحد زادت فى العام الذى حكم فيه الإخوان، بعد أن تم اختبار الحكم الدينى على الأرض فأسفر عن حالة كبيرة من الفشل، والارتباك، والتناقض.. وهو يقدم نموذجاً لشاب نشأ فى أسرة إخوانية، ولآخر كان من أتباع عمرو خالد، ولثالثة كانت سلفية، ولرابعة كانت متعاطفة مع الإخوان فتحولت لتأييد اليسار، وبدلاً من أن يقول الحقيقة الواضحة، وهى أن التفكير النقدى الذى أصبح سمة الشباب قادهم إلى دحض هراءات الحكم الدينى، وإلى كشف الأكذوبة الكبيرة، ثم التطرف فى رفض هذا الحكم الدينى إلى حد الإلحاد.. يكذب صناع الفيلم فيقولون إن ثورة ٣٠ يونيو كانت السبب فى إلحاد من ألحد، ولكن هذا ليس كل شىء، حيث ينسى صناع الفيلم نصفه الأول، وينشغلون بنصفه الثانى الذى أظنه (بيت القصيد)، حيث ينتقل صناع الفيلم إلى سوريا ليلتقوا بثلاثة من الشبان المصريين الذين يراد لنا أن نصدق أنهم تحولوا إلى إرهابيين لأن ثورتهم قد فشلت، ولا الإخوان قد غادروا الحكم، وهذه ليست سوى كذبة كبيره، فالإرهابى يصبح إرهابياً لأن بداخله قاتلاً يتعطش للدماء، ولا يجد مانعاً من القتل، ويجد سهولة ومتعة فى الضغط على الزناد من أجل إزهاق روح إنسان آخر، فضلاً عن الحرب التى يشنها الإرهابيون على الشعب السورى ليست إلا مباراة بين منتخبات أجهزة المخابرات فى العالم كله، حيث يحمل قتلة مأجورون السلاح بالنيابة عن دول هنا ودول هناك، ثم يدعون كذباً وزوراً أنهم ثوريون إسلاميون يريدون نصر الثورة السورية أو الشعب السورى أو الدين الإسلامى، وكل هؤلاء أبرياء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب.. وبراءة الشباب المصرى من كل هذه الأكاذيب التى جمعتها الجزيرة وجمعتها فى فيلم واحد.. أما الإعلام المصرى فعليه أن يرد بالمثل وبنفس الدرجة من الاحترافية، وفى هذا فليتنافس المتنافسون.