«هديتك مزهرية.. لا كنت تداريها.. ولا تعتنى فيها تَ ضاعت الهدية».. هكذا غنت فيروز تلوم حبيبها على عدم اعتنائه بالورد، المهدى إليه منها، حيث تعتبر سلال الورد أهم وأكثر الهدايا بهجة وتعبيراً عن المحبة فى المناسبات المميزة، لكننا لا نستطيع الاحتفاظ بها سوى لبضعة أيام، لذلك بحث آدم ياسين، الشاب المقيم بطنطا وخريج الفنون الجميلة قسم الديكور، عن طريقة تحفظ ورد المحبة وتخلد الذكرى بشكل يخدم مهنته.
يعمل «آدم» فى الصناعات اليدوية منذ 12 عاماً واحترف الديكورات، وعكف على متابعة «كتالوجات» عالمية يحاكيها أو يزيد عليها لمساته، لأنه دائماً ما يحضر مناسبات سعيدة كافتتاح لمكان صمم ديكوراته ويرى الكثير من الورود المميزة التى يستقبلها صاحب المكان، أو عروساً تحب أن يظل ورد عُرسها «وردة وردة» لا صورة فقط، فطبق فكرة تجفيف سلحفاة فى دولة ليتوانيا على الزهور كى تعيش سنوات بلونها وشكلها.
«دايماً كان بيجيلى ورد نفسى يفضل معايا وكنت بحطه فى كتاب بس بعد فترة بيبقى ماينفعش، وفى المناسبات بشوف ناس بيجيلها ورد من ناس معينة عايزين يفضل معاهم وفضلت أدور على طريقة تحفظه بنفس شكله لحد ما قرأت عن واحد عايش فى دولة ليتوانيا اتأثر جداً لما السلحفاة بتاعته ماتت، ولأن مفيش طريقة لتحنيط السلاحف قام بتجفيفها وبدأت أجرب طريقته على الورد».
صورة بوكيه الورد أو المناسبة مطبوعة على القماش وإطار خشبى من الأرو أو الزان ودهانات كلاسيك ولوح زجاج «كريستال كلير» ومواد سائلة تستخدم لرش الورود كالبوليستر وإضافة أكياس السيلكا التى نعثر عليها عند شراء الأحذية والملابس.. مكونات بسيطة يستخدمها «آدم» فى تصميم تحفة تخلد الذكرى، فيضع القماش مطبوعاً عليه صورة المناسبة بعيداً عن استخدام الصور الورقية حتى لا يفسد الورق بعزل الهواء، وينثر حوله الورد المجفف بعد أن يرشه بخلطات كيميائية ويعيد تلوينه، بعد أن تتسبب المواد المُجفِفة فى تفتيح اللون ثم يضع كيسين من السيلكا لامتصاص الرطوبة ومنع تكَوُّن قطرات الندى على زجاج التابلوه، مكوناً تحفة كلاسيكية لمناسبة استمرت بضع ساعات ستعيش مع أصحابها سنوات.
"هبة" تستعين بشفافية "الريزن" لتحفظ زهورها باستخدام "صينية فى الفرن": بتخرج على شكل ميدالية
هبة يحيى تجد فى تجفيف الورد «إبداع من نوع مختلف»، حيث تدخل طالبة الصف الأول بالثانوى التجارى المقيمة فى القاهرة، الورد المجفف فى صناعة الاكسسوارات باستخدام مادة «الريزن» الشفافة، وتحرص كل فترة منذ عام 2014 على تعلم حرفة يدوية جديدة كصناعة تحف الصلصال وعجينة السيراميك لتشبع هواياتها فى الرسم والنحت وحب الألوان.. تعرفت «هبة» منذ عامين على أعمال «الريزن» فعكفت على تعليم نفسها حتى أتقنت طريقة عمل اكسسوارات من الورد الطبيعى المجفف.
تحضر «هبة» الورد وتضعه على ورق الزبدة المفروش على صينية طعام، ثم تصنع غطاء من طبقات المناديل على الورد كى تمتص بخار الماء الخارج من أوراقه، ثم تدخل الصينية إلى الفرن لمدة تتراوح بين 5 و15 دقيقة، حسب حجم الورد، ثم تأتى بقالب على شكل ميدالية أو خاتم لتضع فيه مادة الريزن بعد أن أعدتها بنسبها المعروفة، بحيث تكون نسبة الريزن 3 ونسبة المادة المُصلِّبة 1، وقد تم خلطهما جيداً لتكوين مادة زجاجية شفافة، فتضع قليلاً منها فى القالب ثم الوردة ثم طبقة أخرى من المادة الزجاجية لتنتظر نصف يوم أو 3 أيام، حسب أحوال المناخ صيفاً أو شتاء، ليخرج من القالب بعد أن صار صلباً قطعة اكسسوار زجاجية تظهر وردة بداخلها تزيد المنظر بألوانها المبهجة وأشكالها الخلابة: «بحب كل الأشكال اليدوية وبحب أتعلمها.. والورد له وضع تانى عشان بيعجب الناس، وببقى فرحانة برد فعلهم، وأتمنى شغلى يوصل أكتر ومش بس أبيع أونلاين من خلال صفحتى إنما يبقى عندى محل يعرض شغلى».
تعليقات الفيسبوك