«أن تتحول الزراعة إلى موضة وتريند فى الوطن العربى».. هذا هو الهدف الذى يسعى إلى تحقيقه أحمد مجدى، بنقله خبرات الأجانب فى الزراعات المنزلية، فى مقاطع فيديو صغيرة، عبر قناته الخاصة بموقع «يوتيوب»، ليصبح بذلك معلماً لهواة الزراعة المنزلية.
مجدى، الذى عمل مدرساً للغة الإنجليزية فى المجلس البريطانى، ثم الجامعة الأمريكية، اكتشف عجز المحتوى العربى عن إشباع رغبته فى معرفة كل جديد عن هوايته، التى اكتسبها من عمل والده كمهندس زراعى، فلجأ إلى خبرات أهل الغرب، وتجريبها فى «بلكونة» منزله بالمهندسين، الذى امتلأ بكل أنواع النباتات من خضراوات وورود ونباتات زينة.
لم يتوقف الشاب الثلاثينى عند إشباع رغبته فى معرفة فنون الزراعات المنزلية، لكنه قرر تدشين قناة عبر «يوتيوب»، سماها «كايرو جاردن»، التى وصل عدد متابعيها خلال عامين إلى 170 ألفاً، بمعدل 6 ملايين مشاهدة لنحو 160 مقطع فيديو، ينفق معظم عائد إعلاناتها على زراعة النباتات، ويخصص الباقى لعملية تصوير وإنتاج الفيديوهات.
بداية يتقصى مؤسس «كايرو جاردن» المناخ ليختار النبات المناسب، ثم يفكر فى طريقة عرض المحتوى، وبعد ذلك يسجل مقطع الفيديو، أو يبثه مباشرة من مزرعته، لتشجيع المشاهدين على أن يفعلوا مثله، «أكتر حاجة شجعتنى أكمل إنى لقيت معظم المتابعين أطفال عمرهم يتراوح بين 9 و14 سنة وده خلانى حسيت إن من واجبى أكمل المسيرة حتى أصل إلى أكبر عدد ممكن من محبى الزراعة وأقنعهم إنهم يزرعوا فى أى مكان، لأن هناك زرعة لكل مكان فى المنزل أو خارجه».
أنشأ قناة على "يوتيوب" لتعليم الهواة فنون الزراعة المنزلية
«عدم تدوين معلومات كافية عن النباتات والمعدات على علب أو أكياس المنتجات الزراعية، يسبب الكثير من المشاكل للمزارع الهاوى»، هذا ما دفع مجدى إلى التطرق لأدق التفاصيل فى بعض الفيديوهات التى يسجلها، موضحاً لـ«الوطن» أريد تسهيل الأمر على المتابعين، وإقناعهم بأن المسألة سهلة وأن فعل الزراعة نفسه يمكن أن يحسن الحالة النفسية للشخص،
واحدة من المشكلات التى تواجه هواة الزراعة المنزلية فى العالم العربى أيضاً، عدم توافر المعدات والمستلزمات، التى يمكن استخدامها فى المنزل، وفقاً لـ«مجدى»، الذى أشار إلى أن معظم الهواة «لا يستطيعون الحصول على سماد أو تربة بكمية صغيرة، كما أن السوق الزراعية فى مصر ومعظم الدول العربية تتعامل مع الزراعة على أنها للمزارعين فقط وليست للهواة»، متمنياً أن تعالج الشركات هذا الأمر، خاصة أنه من الممكن أن يحقق لها أرباحاً كبيرة.
«الجمال لا ينتج إلا الجمال» مقولة يؤمن بها الشاب، الذى يحلم بتقديم برنامج تليفزيونى للتوعية بأهمية وفائدة الزراعة، غير موجه للمزارعين، إنما للهواة، وهدفه تجميل المجتمع وتحسين صورة الشوارع والحدائق الصغيرة والشرفات والأسطح.
تعليقات الفيسبوك