لماذا يصر ترامب على خفض أسعار النفط؟.. خبراء يوضحون
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - صورة أرشيفية
طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" بزيادة إنتاج النفط مع الارتفاع المستمر في الأسعار خلال العام الجاري.
وكتب ترامب على "تويتر"، "من المهم للغاية أن تزيد أوبك تدفق النفط.. الأسواق العالمية هشة، أسعار النفط ترتفع كثيرا شكرا لكم"، وهبطت أسعار النفط بشكل حاد لكن وجيز بعد تصريحات ترامب قبل أن تتعافى لاحقا بعض الشيء.
هذه لم تكن المرة الأولى التي يطالب فيها ترامب بتخفيض أسعار النفط، ففي فبراير الماضي، رفض الرئيس الأمريكي، أسعار النفط الحالية واصفًا إياها بـ"المرتفعة"، حيث كتب تغريدة على موقع "تويتر"، قال فيها: إن "أسعار النفط ترتفع أكثر ممَّا ينبغي لها، أوبك: رجاءً استرخوا".
وفي سبتمبر الماضي، دعا ترامب منظمة "أوبك" إلى خفض أسعارها، موجها انتقادات لدول الشرق الأوسط بسبب هذا الملف، حيث طلب الرئيس في تغريدة له على "تويتر" بحماية دول الشرق الأوسط، مؤكداً أن هذه الدول لن تكون آمنة لفترة طويلة، وبأنهم مستمرون في الدفع باتجاه أسعار أعلى للنفط، داعياً منظمة اوبك إلى خفض أسعار النفط.
واستمر الرئيس الأمريكي في طلبه بتخفيض أسعار النفط من منظمة "أوبك"، حيث كتب تغيريدة في ديسمبر الماضي قال فيها أن العالم ليس بحاجة إلى المزيد من ارتفاع أسعار النفط".
وقال الدكتور فخري الفقي الخبير الاقتصادي، ومستشار صندوق النقد الدولي، إن طلب الولايات المتحدة بزيادة إنتاج النفط، يأتي بسبب رغبة "ترامب" في خفض أسعار مواد الطاقة، فأمريكا على أبواب التضخم وهو مما يؤثر على الاقتصاد الأمريكي، وإذا فكرت الولايات المتحدة في رفع سعر الفائدة سيؤثر بالسلب على الاقتصاد، موضحًا أن المنفذ الوحيد لأمريكا من هذا الوضع هو اللجوء إلى خفض أسعار النفط في العالم باعتبارها أكبر الدول المستوردة للنفط.
وأوضح فخري في تصريحاته لـ"الوطن"، أنه بعد فرض العقوبات على إيران وغياب النفط الإيراني ارتفعت أسعار النفط في الأسواق، فأراد ترامب أن يعمل على إحلال النفط الذي تنتجه دول منظمة "أوبك" محل النفط الإيراني، وفي حال قيام "أوبك" بزيادة إنتاج النفط، سيصبح هناك فائض في الطاقة على مستوى العالم، ما سيؤدي بدوره إلى خفض أسعار الطاقة في الأسواق العالمية.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن خفض أسعار الطاقة يأتي في مصلحة الدول المستوردة للطاقة وعلى رأسهم الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى، وأن هذا القرار يضر بمصالح الدول التي تعتمد في اقتصادها على تصدير النفط للأسواق.
وقال مدحت يوسف، رئيس هيئة البترول الأسبق، إن الولايات المتحدة تمتلك البترول الصخري منذ سنوات عديدة، إلا أنها كانت لا تقوم بعمليات الاستخراج منه لتكلفته العالية، موضحًا أن الولايات المتحدة، عملت على تطوير تكنولوجيا إنتاج البترول الصخري، ونجحت في الوصول إلى تكنولوجيا متقدمة أقل تكلفة، إلا أنها ما زالت مرتفعة بالمقارنة بالنفط العادي.
وأوضح يوسف لـ"الوطن"، أن النفط الصخري لا يكفي حاجة الولايات المتحدة المحلية من الاستهلاك، لذلك تلجأ لاستيراد النفط من الدول المنتجة للبترول.
وانخفض سعر برميل النفط من خام غرب تكساس الوسيط 88 سنتا تسليم مايو في بورصة نيويورك إلى 58.53 دولارا عند الساعة 13.00 ت غ، ومنذ وصوله للحكم في مطلع العام 2017، يمارس ترامب ضغوطا متواصلة على منظمة الدول المصدرة للنفط لزيادة إنتاجها لزيادة والمعروض في الأسواق وبالتالي تقليل الأسعار.
وفي ديسمبر الماضي، اتفقت دول "أوبك" والدول المنتجة للنفط غير المنضوية في المنظمة النفطية على خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من الأول من يناير 2019، بهدف رفع الأسعار، ومنذ يناير، ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الأمريكي 28.6%، فيما ارتفعت أسعار العقود الآجلة في لندن 23.9%.