تساءل الشاعر العربى الكبير نزار قبانى: متى يُعلنون وفاة العرب؟ والإجابة أن العرب قد ماتوا سيدى الكريم عندما ضاعت القدس وأصبحت بأمر الكاوبوى الأمريكى عاصمة لإسرائيل، ضارباً عرض الحائط بكل الحقوق الفلسطينية، ولم يحدث شىء فقد تحول العرب إلى جثة هامدة.
ثم بعد عدة أشهر اعترف الكاوبوى الأمريكى ذاته بأن الجولان أرض إسرائيلية، واعترضت الأمم المتحدة والاتحاد اﻷوروبى وجامعة الدول العربية والخارجية المصرية، التى أكدت سورية هذه المرتفعات التى احتلتها إسرائيل فى حرب 67 مع مناطق أخرى فى لبنان ومصر، إنه الزمن العربى الردىء الذى لم تتحرك فيه دولة عربية واحدة باستثناء مصر، التى رأت أن إسرائيل قد تجاوزت كافة الحدود، وباعتبارها دولة مارقة ضربت بالمرجعيات الدولية عُرض الحائط، وتصرف الرئيس ترامب وكأنه رئيس مجلس إدارة العالم فأعطى من لا يملك لمن لا يستحق. وكان بشار الجعفرى، مندوب سوريا فى اﻷمم المتحدة، على حق عندما قال: إما أن تحترم إسرائيل قواعد القانون الدولى وتعترف بأن الجولان أرض سورية محتلة وإما أن تكون المواجهة العسكرية، فالتفريط فى الجولان دونه الرقاب. ما لفت نظرى هو استهانة الرئيس ترامب بالعرب، فقد أعلن صراحة وفى خطاب عام أنه لا يريد منهم سوى أموالهم، وقال على السعودية أن تدفع ثمن حماية المارينز اﻷمريكى لها، الذى لولاه لما بقى العرش السعودى أكثر من أسبوعين، ثم إغلاق السفارة الفلسطينية فى واشنطن وتسريحه للموظفين فيها وإيقافه دعمه المالى للأنوروا (وكالة غوث اللاجئين) واعترافه بالقدس كلها عاصمة لإسرائيل!
هذا هو ترامب الذى يظن البعض خطأ أنه صديق استراتيجى للعرب. عبر الرئاسات الأمريكيه السابقة لا يوجد رئيس أمريكى يكره العرب مثلما هو الحال مع ترامب، الذى ينظر لقيادات العرب وكأنها هواء ساكن لا يحرك أى شىء، نعم لا يحترم ترامب العرب ولولا بيان الخارجية المصرية الذى اعترف بسورية الجولان ورفض قرارات ترامب العنترية لتعامل الرئيس الأمريكى مع المنطقة العربية وكأنها فضاء خالٍ من البشر.
الجولان عربية سورية احتلتها إسرائيل فى حربها مع العرب، لكن تبقى هذه المرتفعات سورية أرضاً وسماء، ولا قيمة لقرارات أمريكا التى صدرت من طرف واحد ولم تأبه للشرعية الدولية وقواعد القانون الدولى التى تعترف بأن الجولان أرض سورية محتلة، وكان رابين رئيس الحكومة الإسرائيلية قد اعترف فى وديعته الشهيرة بأن الجولان سورية وشعبها جزء من الشعب السورى.
اﻵن لا نريد أن نعترف بأن العرب قد ماتوا لكن عندى سؤال يبعث على الحيرة: لماذا لم تصدر عن الخارجية العربية بيانات تؤكد سورية الجولان؟
فعلاً نحن نعيش فى الزمن العربى الردىء.