أمن البحر الأحمر والقرن الأفريقي على طاولة مباحثات مصرية إريترية
وزير الخارجية يبحث مشروعات التعاون المشترك والقضايا الإقليمية مع نظيره الإريتري والمستشار السياسي للرئيس أفورقي
تمثل العلاقات المصرية الإريترية مجالا واسعا للتعاون الإقليمي فيما يتعلق بالأوضاع السياسية والأمنية في منطقة شرق القارة الإفريقية وتحديدا القرن الأفريقي وموضوع الأمن البحري.
وقالت الدكتورة هبة البشبيشي الباحثة المتخصصة وخبيرة الشؤون الأفريقية لـ"الوطن" أن ملف أمن البحر الأحمر والقرن الأفريقي يمثل أولوية متقدمة في التعاون بين مصر وأريتريا على مستوى القضايا الاقليمية، وتابعت: "أهم سبب للزيارة الراهنة لوزير الخارجية الإريتري ومستشار الرئيس هو التنسيق بشأن أمن البحر الأحمر، وخاصة في ظل التهديدات الإرهابية لمنع تسلسل مقاتلين، والحفاظ على استقرار منطقة البحر الأحمر.. كما أنه في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي هناك اتجاه لاستحداث آلية في الاتحاد الأفريقي لمواجهة الارهاب لأن إريتريا لها 1100 كم حدود على البحر الأحمر، وهناك اهتمام كبير بتأمين تلك المنطقة المرتبطة أمن باب المندب والبحر الأحمر بصورة جوهرية".
واستقبل سامح شكري وزير الخارجية، اليوم، "عثمان صالح" وزير الخارجية الإريتري، و"يماني جبر آب" المستشار السياسي للرئيس الإريتري، حيث تناول اللقاء متابعة تنفيذ مشروعات التعاون المشترك بين البلدين، فضلا عن عدد من القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.
وصرح المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير شكري استهل اللقاء بالتأكيد على اهتمام مصر بتطوير العلاقات الثنائية مع دولة إريتريا الشقيقة في كافة المجالات بما يرقى لتطلعات شعبي البلدين، وكذا التطلع لزيارة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في أقرب فرصة ممكنة من أجل إعطاء دفعة للعلاقات الثنائية بين الجانبين.
وأضاف حافظ، أن الجانبين بحثا مشروعات التعاون المشترك في عدد من المجالات ذات الأولوية للجانب الإريتري وتذليل كافة التحديات التي تواجهها مثل إنشاء مصنع للأعلاف السمكية، وإقامة محطتي توليد كهرباء، والتعاون في مجال صيد الأسماك، وتنفيذ عدد من مشروعات البنية التحتية خاصة الطرق، بالإضافة إلى دراسة التوقيع على مذكرة تفاهم خاصة بتبادل الإعفاء من التأشيرات للجوازات الرسمية بين البلدين. وقد أكد الوزير شكري حرص مصر على تذليل كافة العقبات التي تواجه تلك المشروعات.
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن اللقاء تناول أيضاً عددا من القضايا الإقليمية مثل أمن البحر الأحمر، والأوضاع الإقليمية، وسبل تحقيق الأمن والاستقرار والتعاون في منطقة القرن الأفريقي.
من جانبه، أكد وزير خارجية إريتريا على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وتطلع بلاده لتطويرها في كافة المجالات، بالإضافة إلى التأكيد على تطلع إريتريا لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
وتعد العلاقات بين مصر وإريتريا من أكثر العلاقات تميزًا، ويمكن وصفها بالعلاقات الأخوية المبنية على الاحترام المتبادل، واتسمت العلاقات المصرية الإريترية بدرجة عالية من التميز على مر التاريخ وبدأ ذلك من ما قبل استقلال إريتريا عام 1991، حيث جاءت التحركات المصرية لتعكس اعترافًا بإريتريا ككيان منفصل عن الكيان الإثيوبي آنذاك، بحسب تقرير للهيئة العامة للاستعلامات.