حاولت طيلة عمرها تعلم القراءة، ففي طفولتها داخل محافظة المنيا، لم يكن لها نصيب من التعليم، حتى أتمت نفيسة محمود عامها الـ57، ولا تزال لديها تلك الرغبة في القراءة، لا لشيء سوى الرغبة الدائمة في قراءة القرآن، ولأنها حاولت أكثر من مرة، ولم تفلح محاولاتها، قررت ذات يوم عقب صلاة الفجر، أن تحرك أناملها على الآيات، حتى تتم المصحف كاملا.
"قررت أختم المصحف بطريقتي"، تحكي نفيسة عن تصرفها، الذي بدأ منذ أيام، بعدما قامت بصلاة التهجد ومن بعده صلاة الفجر، ثم جلست قليلا لتذكر الله قبل العودة إلى النوم، فقامت بإمساك المصحف وقررت أن تختمه على ذلك النحو، دون أن تفهم حرفا مما تمر عليه أناملها، لكنها طيلة ذلك التصرف تذكر الله بصوت مرتفع، دفع ابنتها التي كانت تجلس إلى جوارها لمتابعة تصرفها، والتقطت لها مقطع فيديو صغير بينما تقوم بالأمر.
"أنا جربت زمان أتعلم بس معرفتش، يدوب بقيت أعرف الحروف بس، ونفسي أتعلم عشان بس أقرأ من المصحف" قالتها بينما تتذكر عدد السور التي تحفظها عن ظهر قلب، وهي على قلتها إلا أنها تعدها ثروتها: "عارفة كام سورة زي الفلق والناس والإخلاص والكافرون والنصر، والحمد لله ده كرم من ربنا".
تؤمن السيدة، التي تسكن بمنشية ناصر، أن الله سيهبها ثوابا على ذلك الأمر، فهي إن لم تستطع القراءة، إلا أنها تحاول النظر إلى كل سطر وكلمة داخل المصحف، وتذكر الله بعدة أذكار طيلة حركة أناملها على الكلمات: "عشان يديني صواب ويعرف إني بحبه، والحمد لله مش بفوت فرض أبدا، ومكنتش أعرف إن بنتي خدتلي فيديو وأنا بقرأ، بس هيا عشان بتقعد تقرأ جنبي عملت ده".
لدى السيدة التي ولدت بالمنيا 6 أولاد، ولم تجد فرصة لتعلم القراءة، فالاهتمام بأولادها كان على رأس أولوياتها: "ودي هتبقى أول مرة أختمك القرآن بالشكل ده، وفي شهر شعبان هخلصه إن شاء الله".
تنوي السيدة الخمسينية تعلم القراءة خلال الفترة المقبلة، أوصت إحدى بناتها بشراء كتاب خاص بتعليم القراءة، لكنها وهي لا تعرف ما إذا كانت ستنجح من عدمه، تقرر أن تحرك أناملها طيلة الوقت على الكلمات كلها في المصحف بترتيب الآيات والسور: "وباخد وقت عشان مع كل آية بقعد أذكر".
تعليقات الفيسبوك