النص الكامل لبيان الجيش السوداني: عزل "البشير" وتعطيل الدستور
وزير الدفاع السوداني
قال وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، إنّ اللجنة الأمنية العليا المكونة من القوات المسلحة وقوات الشرطة وقوات جهاز الأمن والمخابرات وقوات الدعم السريع، تتابع منذ فترة طويلة ما يجري لمؤسسات الحكم للدولة من سوء الإدارة وغياب النظم والعدل في المعاملات، وانسداد للأفق أمام كل الشعب، خاصة الشباب.
وأضاف وزير الدفاع السوادني، في بيان عن القوات المسلحة السودانية اليوم: "زاد الفقير فقرا وزاد الغني غنا، وانعدم الأمل في تساوي الفرص لأبناء الشعب الواحد وقطاعاته المختلفة، وعاش أفراد تلك المنظومة الأمنية ما عاشه فقراء الشعب وعامته، رغم تعدد وتنوع الموارد التي تجود بها بلادنا".
وزاد بن عوف: "رغم تلك المعاناة والظلم والوعود الكاذبة، كان صبر أهالي السودان فوق تحمل البشر، إلا أنّ هذا الشعب كان مسامحا وكريما، ورغم ما أصاب المنطقة وبعض الدول، فقد تخطى شعبنا تلك المراحل بمهارة وحكمة، أبعدت عنه التفكك والتشرذم والفوضى، وخرج شبابه في تظاهر سلمي وعبر عن شعاراته منذ 19 ديسمبر 2018 وحتى الآن، حيث الأزمات المتنوعة والمتكررة والاحتياجات المعيشية والخدمات الضرورية".
وتابع وزير الدفاع السوداني: "ظل النظام يردد الاعترافات المضللة، والوعود الكاذبة، ويصر على المعالجة الأمنية دون غيرها، وهنا تجد اللجنة الأمنية العليا لزاما عليها أنّ تعتذر عما وقع من خسائر في الأرواح، فنترحم على الشهداء ونتمنى الشفاء للجرحى والمصابين سواء المواطنين أو الأجهزة الأمنية".
واستطرد بن عوف، أنّ الأجهزة الأمنية حرصت كل الحرص على إدارة الأزمة بمهنية رغم بعض السقطات، وتابعت منذ السادس من أبريل 2019 ما جرى وما يجري قرب القيادة العامة للقوات المسلحة، وما ظهر من بوادر إحداث شروخ بمؤسسة عريقة، نبهت به اللجنة الأمنية العليا رئاسة الدولةـ وحذرت اللجنة الأمنية من خطورتها، وظلت تضع البدائل وتطالب بها، حتى اصطدمت بعناد على الحلول الأمنية فقط، رغم قناعة الجميع بتعذر ذلك واستحالته، وكان تنفيذ هذه الحلول سيحدث خسائر كبيرة لا يعلم عددها وحدودها ونتائجها إلا الله".
وأوضح وزير الدفاع السوداني: "قررت اللجنة الأمنية العليا وقواتها المسلحة ومكوناتها الأخرى، تنفيذ ما لم يتحسّب له رأس النظام، وتحملت المسؤولية الكاملة لتغيير كل النظام لفترة انتقالية لمدة عامين، تتولى فيهما القوات المسلحة بصورة أساسية وتمثيل محدود لمكونات تلك اللجنة، مسؤولية إدارة الدولة والحفاظ على الدم الغالي العزيز للمواطن السوداني الكريم".
وأكد بن عوف: "أعلن أنا وزير الدفاع ورئيس اللجنة الأمنية العليا، اقتلاع ذلك النظام والتحفظ على رأسه واعتقاله في مكان آمن، كما أعلن تشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى إدارة الحكم لفترة انتقالية مدتها عامين، وتعطيل العمل بدستور جمهورية السودان الانتقالي لـ2005، وإعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر، وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة الـ10 مساءا لـ4 صباحا، وغلق الأجواء والمداخل والمعابر في كل أنحاء السودان لحين إشعار آخر، وحل مؤسسة الرئاسة من نواب ومساعدين ومجلس الوزرا، ويكلف وكلاء الوزراء بتيسير العمل".
وقال وزير الدفاع السوداني: "أعلن كذلك حل المجلس الوطني ومجلس الولايات، وحل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية، وتكليف الولاة ولجان الأمن بمهامها ويستمر العمل الطبيعي بالسلطة القاضية ومكوناتها، والمحكمة الدستورية والنيابة العامة، ودعوة حاملي السلاح للانضمام لحضن الوطن والمساهمة في بنائه والمحافظة على الحياة العامة للمواطن، دون الاعتداء على الممتلكات وصيانة العرض والشرف والفرض الصارم للنظام العام، ومنع التفلت ومحاربة الجريمة بكل أنواعها، وإعلان وقف إطلاق النار الشامل في كل أرجاء السودان، وإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فورا، وتهئية المناخ للإنتقال السلمي للسلطة وبناء الأحزاب السياسية، وإجراء انتخابات حرة نزيهة بنهاية الفترة الانتقالية، ووضع دستور دائم للبلاد".
وشدد بن على الالتزام بكل المعاهدات والمواثيق والاتفاقيات بكل مسمياتها المحلية والإقليمية والدولية، واستمرار عمل الهيئات والسفارات والبعثات والمنظمات المعتمدة لدى السودان، وصون كرامة حقوق الإنسان والحرص على العلاقات الدولية المتوازنة، التي تراعي مصالح السودان العليا، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
واستكمل وزير الدفاع السوداني، أنه سيتم تأمين الوحدات العسكرية والمناطق الحيوية ومناطق العبادة، وتأمين الحرمة الجوية والموانئ والخدمات بكل أنواعها، وأضاف: "ونحن في المجلس العسكري الذي سيتم تشكيله في البيان الثاني، إذ نتحمل هذه المسؤولية، نحرص على سلامة المواطن والوطن، ونرجو أنّ يحمل معنا المواطن المسؤولية ويتحمل بعض الإجراءات الأمنية المشددة، شراكة منه في أمنه وسلامة الوطن".
وأعلنت القوات المسلحة السوادنية اليوم، اقتلاع رأس النظام والتحفظ عليه، وإغلاق المجال الجوي 24 ساعة، وإغلاق المعابر الحدودية حتى إشعار آخر، وتعطيل العمل بالدستور، وحل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية، وحل مجلس الوزراء، وتشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولى إدارة شؤون البلاد لمدة عامين.
وداهمت مجموعة من الجنود السودانيين، صباح اليوم، مركز الحركة الإسلامية المرتبطة بحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم برئاسة عمر البشير، في الخرطوم، حسبما أفاد شهود، لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
ودعا منظمو التظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير السودانيين للتوجه إلى مكان الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش. ولم تُقدّم وسائل الإعلام الرسميّة السودانيّة تفاصيل عن مضمون الإعلان، وبدأت ببثّ أناشيد وطنيّة.
وناشد تجمّع المهنيين السودانيين في بيان، المواطنين بالعاصمة والأقاليم التوجه لأماكن الاعتصامات أمام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة والحاميات، راجيا الثوار في الميدان عدم التحرك من مكان الاعتصام حتى بيانه التالي اليوم.