مخزن صغير مجاور لمنزله بمدينة الصف، اتخذه معملاً خاصاً يقوم داخله بإعادة تدوير النفايات الإلكترونية، التى يجمعها من محال الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، مستخرجاً معادن مختلفة كالذهب والفضة والبلاتين.
لمعت الفكرة داخل ذهن أسامة الشوربجى، ومدير أحد مصانع إعادة تدوير المخلفات، منذ 8 أعوام، أثناء قيامه بصيانة أحد الهواتف المحمولة، حيث لاحظ وجود سلك ذهبى داخلها، ليبدأ بعدها رحلة بحث على المواقع المختلفة لفهم كيفية استخلاص المواد المعدنية من النفايات الإلكترونية.
اكتشف «أسامة» أن مصر تنتج بمفردها 50 ألف طن نفايات إلكترونية دون استغلالها: «العالم كله بيشتغل فى المجال ده دلوقت، خاصة الصين وألمانيا وأمريكا، بيستخرجوا المعادن من بوردة الجهاز، وأهمها الذهب والفضة والزرنيخ والريديوم والحديد بعد إذابتها مع مواد كيميائية معينة».
نقص رأس المال المطلوب لشراء النفايات، هو ما يعانيه الرجل صاحب الـ48 عاماً، الذى كان يعمل فى مصنع قبل خروجه على المعاش المبكر، وكان يستخرج ما يقرب من 40 جرام ذهب عيار 21 من المخلفات، ويقوم ببيعها بمعرفة صائغ فى حارة اليهود، فلجأ إلى أحد مصانع تدوير المخلفات الإلكترونية للعمل به، لتوفير رأس مال يكفى لاستكمال مشروعه: «زى أى تجارة محتاج رأس مال دائم، وأنا عندى مصاريف والتزامات. كنت بلف على المحلات عشان أجمع الخردة منها بدل ما ترميها أو تتصدر خارج مصر، الناس مش عارفة قيمة الحاجة اللى بيمتلكوها فى كل بيت».
يتمنى «أسامة» إنشاء مصنع خاص به، يقوم من خلاله بإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية، باعتبارها كنزاً لم يلتفت أحد لاستغلاله بعد توقف تصديرها خارج البلاد: «كيلو الآيسيهات بيطلع 8 جرامات ذهب، ومفيش غير 3 مصانع إعادة تدوير فى مصر فقط، وده يعتبر عدد قليل جداً بالنسبة لصناعة مهمة زى دى».
تعليقات الفيسبوك