يجرى بسرعة الصاروخ متكئاً على ذراعيه، يسدد الكرة برأسه، وجوده يملأ أرجاء الملعب بالطاقة، رغم أنه فقد قدميه منذ صغره، بعد أن أصيب بـ«الحمى»، لكن محمد محمود، 15 عاماً، لم ييأس، وواصل هواية لعب لكرة القدم بقدميه المبتورتين: «وأنا صغير كنت باتفرج على شيكابالا فى التليفزيون، كان نفسى أبقى زيه، ولما حصلت لى مشكلة فى رجلى وفُقت من الصدمة، قررت أكمل لعب من غير ما أحس بالعجز».
بداية نزوله للملعب وهو بدون قدمين، كانت تثير اندهاش من حوله، وزملاؤه كانوا يخافون منه بسبب قدرته على الجرى بسرعة وهو بهذه الحالة: «كنت بالاحظ كل ده، ومش عارف أزعل على تعليقاتهم ولّا أفرح لأنى تحديت إعاقتى، بين الحالتين كنت مبسوط بممارسة الهواية اللى باحبها، وحاولت أكون مميز ومختلف عن الباقيين».
"محمد": فقدت قدمىَّ بسبب "الحمى" وزملائى أطلقوا علىّ "رونالدو الصغير"
«بُص لنُص الكوباية المليان»، فكرة اقتنع بها ليكون فخوراً بنفسه: «أنا فعلاً مختلف، بامشى بطريقة مختلفة، وباصلى بطريقة مختلفة، حتى اللعب شايف نفسى بامارسه بطريقة مختلفة، أمى اللى وقفت جنبى وكانت بتحتوينى وتعبت معايا، كانت بتشيلنى تودينى المدرسة، وعلى بابها تركب لى الأطراف الصناعية، علشان ماحسش بأى حرج وأنا مع أصحابى فى الفصل». منذ 3 سنوات، اتخذ «محمد» قراره بخلع الأطراف والنزول مع أصدقائه فى فناء المدرسة، والجرى وتمرير الكرة بين أقدام أصدقائه: «فى الأول كنت خايف جداً، وأصحابى ماكانوش مقتنعين إنى هاعرف ألعب، لكن لما لعبت معاهم عجبتهم، باجرى بإيدى ووسطى، وأشوط براسى وأجيب أجوال». يلقبه زملاؤه بـ«رونالدو الصغير»: «باحبه جداً، ونفسى أكون زيه، ونفسى ألعب فى نادى الزمالك».
تعليقات الفيسبوك