رواد مكتبة الإسكندرية يجربون مسارات الدراجات بـ"الواقع الافتراضي"
الإسكندرانية يجربون مسار الدراجات على الكورنيش عبر "الواقع الإفتراضي"
"أقدام تخطو خطوات سريعة على بدال الدراجة ويدين تقبض بشدة على المقبض خوفاً من الخروج عن المسار المخصص للدرجات على طريق الكورنيش بالإسكندرية، وقلبً يخفق مع مرور أي سيارة بجوار دراجته خوفًا من الارتطام بها، لتهدأ الأنفاس بمجرد وصول قائد الدراجة إلى نهاية الطريق المخصص".. تجربة عاشها رواد مكتبة الإسكندرية، ضمن محاكاة قيادة الدرجات الهوائية عن طريق تكنولوجيا الواقع الافتراضي، والتي نظمها مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط بقطاع البحث الأكاديمي، بالتعاون مع المعهد الدولي للدراسات المعلوماتية.
من منطقة "كليوباترا" وصولاً إلى منطقة "كامب شيزار"، وهو ما يعادل مسافة 1 كيلومتر، هكذا كان المسار الذي خاضه العشرات في اليوم الأول للتجربة، والتي تستمر على مدار يومين داخل مركز المؤتمرات بالمكتبة، باستخدام نظرات "VR"، حيث لاقت إعجاب مجربيها الذين شعروا بكونهم داخل الحدث، فاستغرقت التجربة من 4 إلى 7 دقائق وفقا لسرعة كل فرد على قيادة الدراجة.
"تجربة رائعة والفكرة في منتهى الجمال خصوصاً لراغبي ممارسة الرياضة بعيداً عن الشارع خوفاً من الاصطدام، لأن التجربة دى بتهيئه نفسياً كأنه سايق دراجته في الشارع، بالتالي دي فرصة جيدة لانضمام كثير من المواطنين لاستبدال وسائل النقل من السيارات إلى الدراجات".. كلمات قالها حسام مصطفى، "أدمن جروب" للدرجات الهوائية، وذلك بعد خوضه تجربة قيادة الدراجة عبر الواقع الافتراضي.
وأشاد محمد زايد طالب بكلية الآداب، بالتجربة التي شجعته على قيادة الدراجة، على الرغم من عدم قدرته على قيادتها مسبقاً، مؤكدا عزمه عن شراء دراجة بمجرد تطبيق ذلك المسار على أرض الواقع، مطالباً وضع حاجز بين مسار الدراجات والسيارات لتأمين قائد الدراجة من الاصطدام بأي سيارة قادم بسرعة أكبر منه.
وقال الدكتور محمد مهينة، نائب مدير المركز المنظم للفاعلية، إن العام الماضي طلبت مبادرة "تبديل" من المكتبة التقديم فى مشروع "مستقبل الأرض" للترويج لركوب الدراجات على الكورنيش لتدعيم عملية النقل المستدامة بالمدينة، ما نتج عنه نيل الدعم وتنظيم ورشة عمل لتصميم مسار على الكورنيش، ونتج عنها تصميم واقع افتراضي لتجربته بشكل فعلي دون حدوث أي أضرار بسبب سوء القيادة لراغبي التعلم.
وأضاف "مهينة" لـ"الوطن"، أن هناك العديد من المحافظات داخل مصر كالغردقة وشرم الشيخ قد صممت ذلك المسار للدراجات، لذا حان الوقت أن تنضم الإسكندرية لتلك المحافظات وبالأخص بعد ازدياد اهتمام "السكندريين" في السنوات الأخيرة بقيادة الدراجات، وانتشار السباقات الخاصة بها على الكورنيش يوم الجمعة من كل أسبوع.
وأكد المهندس محمد الفرارجي، مسؤول تصميم البرنامج، أنه تم تركيب نظام معين خاص بتلك التجربة لربط حركة الدراجة بالبرنامج حتى يصبح هناك تطابق فعلي في الحركة، بجانب الاستعانة ببعض المتطوعين من قسم العمارة بكلية الهندسة لتصميم العمارات السكنية على الكورنيش، ومراعاة وضع سيارات وأشخاص متحركة حتى يشعر الراكب كأنه بقلب الحدث، موضحاً أنه تم تجربة الأكر على أكثر من 200 فرد خلال الـ4 شهور الماضية، لتعديل بعض الأمور وضبط الحركة حتى لا تتسبب في حالة من الدوران للأفراد.
وقالت المهندسة المعمارية هبة عطية، مؤسسة مبادرة تبديل، إنه تم تصميم كامل لمسار الدراجات على الكورنيش بشكل آمن بدءاً من منطقة "جليم" حتى الميناء الشرقي، وتم عرضه على محافظ الإسكندرية الذي أشاد بالفكرة وشجعها إلا أنه طلب أن تتم داخل المدينة كتجربة أولية ومن ثم تنفيذها عبر الكورنيش.
وأضافت "عطية" لـ"الوطن"، أن الدراسات أثبتت أهمية تطبيق مسار الدراجات لأسباب عديدة أبرزها القضاء على الأمراض وتشجيع الرياضة وتوفير المساحة والأموال، ووفقاً للإحصائيات فطريق الكورنيش يسع 2000 شخص في الساعة من خلال السيارات، بينما إذا تم تخصيص مسار درجات في كل اتجاه سيسع 12 ألف شخص في الساعة، إلى جانب مكان "جراج" السيارات والذي يسع لركن 10 عجلات، وهو ما يوضح الفرق في المساحة، لافتة إلى أن التخطيط العمراني سابقاً كان يهتم بمدة استيعاب الطرق للسيارات، بينما حالياً يهتم بمدى استيعابه للأفراد.
وأوضحت أنه تم اختيار طريق الكورنيش لتطبيق المشروع عليه لقيمته السياحية وأهميته كمسار تنقل رئيسي، فتم تخصيص مقطع تجريبي على الرسومات الهندسية، واقتطاع جزء من جزيرة "جليم" لتخصيصها للمسار، واستخدام مسار أسفل كوبري سيدى جابر، ورفع مسار العجل على ذات مسار الرصيف لتجنب احتكاكه بالسيارات كنوع من الأمان.