يُخطئ مَن يعتقد أن المفهوم الواسع للأمن القومى يقتصر على الأمن العسكرى.
ويخطئ مَن يعتقد أن مَن استهدف فى استراتيجيات معلنة تقسيم الشرق الأوسط، وإقامة ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير، قد اعترف وأيقن بفشل مخططه، لنجاة مصر -قلب هذا المخطط- من مكره بيقظةِ رجالها ووعى شعبها.
ويُخطئ مَن يظن أن استقرار الداخل، فى ظل أزمات وكوارث تشهدها دول عدة فى الإقليم، وأهمها دول الجوار، هو أمر هيِّن أو يسير، بل هو خطأ جسيم، لمن يستوعب دروس الماضى والتاريخ الطويل من الصراع بين إرادات مختلفة تُحركها مصالح متباينة.
فالأمن القومى ذو مفهوم واسع، يشمل عناصر عدة ودوائر مختلفة، بالإضافة إلى الأمن العسكرى وتعزيز القدرة على حماية المصالح الاستراتيجية لأمة قدرها اتساع نطاق أمنها القومى ومجالها الحيوى، يأتى الوعى العام والنظام العام والأمن الاجتماعى، بل والفن والآداب المختلفة من العناصر المهمة لأمنها القومى.
ولم تدل دراسة التاريخ، سواء فى التاريخ القديم أو الحديث، على أن مَن يخطط لأهداف كبرى من أمم ودول عظمى لم يبرح أن يهتز ويحيد عن أهدافه، ولكن بطرق مختلفة وأساليب عديدة، لتنفيذ استراتيجيات واضحة، تهدف دون مواربة لإطالة أمد تلك الإمبراطوريات، وضمان استمرارها، وبزوغ نجمها إلى أبد الآبدين.
ولأهمية الداخل -العنصر الأهم فى المعادلة- ولفطنة ووطنية مَن يعى ويستوعب، بل ويؤمن بالخطط والأهداف التى يرمى إليها الشر وأهله، تُبذَل الجهود الضخمة، وتقام المشاريع الكبرى لتوفير حياة كريمة لشعب عظيم فطِنَ لما يحاك ضده، فكان حائط الصد المتين، وهو ما لم يرضَ عنه المخطِّطون، فما زالوا يسعون سعياً خسيساً للتأثير فيه، ولكن هيهات ثم هيهات، فالنصر قادم لا محالة، ولكن بالصبر تؤتى العزائم.
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.