"نعيمة" تجوب لجان مصر الجديدة لبيع النعناع: "بكسب 17 جنيه.. فضل ونعمة"
الحاجة نعيمة
لم تدرك نعيمة حسنين صاحبة الـ93 عاما، أنّ الاستفتاء على التعديلات الدستورية سيأتي حاملا الرزق لها من تجارتها في "النعناع"، تبيع الحزمة بـ"جنيه" لإطعام أحفادها: "مش عايزه فلوس كتير عايزه بس أجيب أكل لأحفادي". قالت نعيمة.
ببطء شديد، تتحرك العجوز بملابس سوداء وشبشب، وعلى رأسها قبعة مطبوعا عليها علم مصر، نحو مدرسة الرشيد القومية في مصر الجديدة، هيئتها توحي بأنّها مصابة بإرهاق شديد، ورغم ذلك تجوب اللجان لبيع النعناع للناخبين.
تسير بصعوبة بالغة وتتجول أمام لجان مصر الجديدة لبيع النعناع، ورغم أنّها تملك سلعة يصعب تسويقها، لكنّها متيقنة أنّها ستبيع كل ما معها من نعناع: "ربنا مبينساش حد، لما عرفت إنّ فيه استفتاء قلت يا كريم يا رب الحمد لله، كده ربنا بعتلي رزقي أنا واحفادي ولازم استغله".
لا تملك العجوز أي مبالغ مالية لشراء النعناع وبيعه، فلجأت إلى تاجر يعطيها النعناع دون مقابل صباحا وتعيد إليه ثمنه في المساء: "بجيبه من تاجر عارفني وبدفع الفلوس آخر اليوم".
"بمشي زي ما رجليا توديني، يمكن ربنا يرزقني برزق أحفادي، كنت ببيع في مدينة نصر بس الحال واقف هناك، قلت أجي مصر الجديدة الخير كتير فيها".. قالت العجوز لـ"الوطن"، موضحة أنّ اليوم هو ثاني أيام عملها في مصر الجديدة: "باجي من 6 الصبح وبمشي 8 بالليل، وربنا بيرزقي على الأقل في اليوم بـ17 جنيه، فضل ونعمة".